أوصي العلماء المشاركون في مؤتمر السنة النبوية بين الواقع والمأمول الذي عقد تحت رعاية الأزهر الشريف بإنشاء مجمع لكبار علماء الحديث من شتي الأقطار العربية والاسلامية تحت مظلة الأزهر لمناقشة القضايا المتصلة بالسنة النبوية حاضراً ومستقبلاً واعتبار الصحيحين البخاري ومسلم حمي غير قابل للطعن فيه بأي من الأحوال والتأكيد علي أن باب الاجتهاد في الحكم والتعليق علي أحاديث غير الصحيحين باب مفتوح لعلماء الأمة المتخصصين بشرط امتلاك ملكات ذلك الأمر وتطبيق القواعد المتبعة فيه تطبيقا علميا دقيقاً. ونبه المؤتمر علي أن الحكم علي الحديث لا ينبغي أن يصدر إلا من العالم المجتهد المتخصص في علوم السنة. كان جلسات المؤتمر قد شهدت سجالا ومداخلات ساخنة بين علماء الحديث الذين قدموا من أربعين بلدا اسلاميا. من جانبه اصر الدكتور أحمد عمر هاشم طوال جلسات المؤتمر علي التأكيد أن السنة النبوية تتعرض للتشويه وتعاني من بعض الشغب الذي يثيره أعداء الاسلام عليها ولابد أن نرد بقوة علي من يقولون حسبنا القرآن رغم أن القرآن الذي يريدون الاكتفاء به هو الذي قال الله تعالي به "ما أتاكم الرسول فخذوه" ولكن للأسف فإن هناك من يتطاول علي السنةوعلي صاحبها صلي الله عليه وسلم ولكن يأتي مثل هذا المؤتمر ليرد علي هؤلاء ولنقول لهم جميعا ان الامام الشافعي كان يقول انه عندما يري أحد علماء الحديث كان وكأنه يري احد صحابة النبي صلي الله عليه وسلم ولابد أن يعي المشاغبون أن في صيدلية السنة حل لكافة مشكلاتنا التي ترنحت بسببها نظريات وحكومات في حين يوجد الحل في السنة النبوية المطهرة وواجب الأمة يحتم عليها أن يأخذوا من صيدلية السنة ما فيه حل لمشكلاتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وقال الدكتور مصطفي أبوعمارة استاذ الحديث بكلية أصول الدين بالأزهر إن علي العرب والمسلمين التوقف عن استيراد نظريات الغرب والشرق ولديهم السنة النبوية التي فيها العلاج الشافي لكل مشكلاتنا ولابد أن نتصدي للمشوهين لسنة نبينا الذين يفتون بدون علم وجعلوا البعض يتطاول علي صاحب السنة بسبب عجزهم عن تفسير الاحاديث تفسيراً مناسباً للسياق الذي قيل فيه الحديث. وقال الدكتور قاسم علي سعد استاذ السنة النبوية بجامعات لبنان والامارات العربية المتحدة أن الأمة الإسلامية اهتمت بحفظ تراثها بمنهجية عالية والرسول صلي الله عليه وسلم وأبوبكر وعثمان بن عفان كان عملهم في جمع القرآن هو أول تحقيق علمي دقيق فالنبي صلي الله عليه وسلم كان يعارض جبريل في كل سنة في شهر رمضان حيث يقرأ عليه ما أوحي إليه من القرآن وفي آخر سنة عارضه مرتين وكذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ ما أوحي إليه علي أصحابه وكان يطلب ممن كتب أن يقرأ عليه ما كتب وكان النبي صلي الله عليه وسلم قد نهي أصحابه أن يكتبوا شيئاً غير القرآن علي أي رقعة يكتبون عليها أية من آيات القرآن الكريم وأبوبكر الصديق أمر اللجنة التي كونها لجمع القرآن أن يأتوا بما كتبه من القرآن ويأتي معه بشاهدين علي كل وثيقة كتبها عن النبي صلي الله عليه وسلم لذلك يعد القرآن الكتاب الأعلي في التحقيق ولم يحدث ذلك في أي كتاب آخر علي مستوي العالم والمفكر الشهير محمد المبارك ذكر عن المستشرق ماسنيون قوله : إننا نحن المستشرقين بقينا ثلاثة أجيال نتتبع القرآن في المكتبات العالمية وجمعنا حتي الأوراق الممزقة المتوارثة والمكتوب فيها آيات من القرآن فلم نجد اختلافا ولو في كلمة واحدة لهذا صرنا نتيقن بأن القرآن الموجود اليوم هو نفسه القرآن الذي نطق به محمد نبي الإسلام.