واصلت القاهرة جهودها الحثيثة لانهاء العدوان الاسرائيلي الجائر علي غزة التي لا تزال تستبسل في مقاومتها رغم ما تعيشه من كارثة إنسانية بكل الأبعاد وسط تخاذل دولي ودعم أمريكي وأوروبي فج فضحه موافقة الكونجرس الأمريكي علي دعم تطوير منظومة القبة الحديدية في إسرائيل بنحو 225 مليون دولار إضافة الي تحفيذ الجانب الاسرائيلي علي عدم الدخول في مفاوضات إلا بعد الافراج عن الضابط الاسرائيلي المختفي رغم نفي لجان المقاومة أية علاقة لها باختطافه. من جهتها واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين عدوانها علي قطاع غزة موقعة المزيد من الشهداء والجرحي في صفوف المواطنين الفلسطينيين. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن حصيلة ضحايا العدوان المستمر علي قطاع غزة وصلت حتي نهاية يوم أمس الأول الأحد إلي 1813 شهيدا و9400 جريح. وأضاف أنه منذ دخول العدوان الإسرائيلي يومه التاسع والعشرين أمس الاثنين بلغ عدد الشهداء 12 وأكثر من 26 حالة إصابة. بدورها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استشهاد قائدها في شمال القطاع دانيال منصور في قصف استهدف أحد المنازل في جباليا شمال القطاع. ويعد منصور قائد سرايا القدس في لواء شمال غزة وأحد أعضاء المجلس العسكري لسرايا القدس كما استشهد خمسة وأصيب عدد آخر في قصف استهدف مجموعة من المواطنين في محيط مسجد حيفا بتل الزعتر بجباليا. من جانبها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية ¢حماس¢ إعلان إسرائيل عن ¢تهدئة إنسانية¢ في قطاع غزة من طرف واحد لعدة ساعات بأنها محاولة لصرف الأنظار عن المجازر التي ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري- في تصريح مقتضب صباح أمس الاثنين- إن ¢حماس لا تثق بمثل هذه التهدئة¢.. داعيا أبناء الشعب الفلسطيني إلي أخذ الحيطة والحذر. وكانت إسرائيل قد أعلنت فجر امس من جانب واحد عن ¢هدنة إنسانية¢ في كل قطاع غزة باستثناء منطقة شرق رفح بدأت الساعة العاشرة صباحاً وحتي الخامسة مساء وذلك استجابة لطلب من الأممالمتحدة والولايات المتحدة بوقف إنساني لإطلاق النار. علي جانب متصل وفي القدس اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم باحات المسجد الأقصي المبارك من خلال باب المغاربة وأطلقت قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط علي عشرات المصلين المرابطين داخله مما أدي إلي إصابة عدد منهم بجروح وحالات اختناق. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال داهمت المسجد وطاردت المصلين وأطلقت صوبهم قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي في محاولة لإجبارهم علي الخروج ما أدي إلي إصابة عدد منهم بجروح مع عرقلة وصول طواقم الإسعاف إليهم. وأضافوا: أن شرطة الاحتلال هاجمت المصلين المتواجدين داخل المصلي القبلي وأحرقت أجزاء من سجاده بالقنابل التي أطلقت داخله كما أدخلت مجموعات من المستوطنين بقيادة المتطرف ¢يهودا غليك¢ لتتجول في الباحات وسط تكبيرات المرابطين الذين حوصروا في المسجد القبلي. وفي سياق التفاوض لا يزال الوفد الفلسطيني في القاهرة حتي اللحظة في انتظار نجاح الضغوط المصرية والامريكية في مشاركة وفد الكيان الصهيوني في المفاوضات. والتي رغم تحفظه عليها الا انه ربما يبحث عن تهدئة أحادية الجانب يحتفظ معها علي بعد دفاعي في عمق غزة علي مسافة ثلاثة كيلومترات. وتأتي الجهود السياسية الحثيثة استدراكاً للأزمة الانسانية الصعبة التي تعيشها غزة منذ اليوم الأول للعملية البرية الاسرائيلية في السابع عشر من يوليو الماضي إذ يغرق القطاع الساحلي الممتد علي البحر المتوسط في ظلام دامس بعد استهداف خطوط الكهرباء المغذية لمناطق واسعة من خلال الشبكة الاسرائيلية بالإضافة إلي قصف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وتوقفها عن العمل بشكل نهائي.