سيطرت حالة من الحزن والغضب الشديدين علي المؤسسة الدينية في أعقاب الحادث الإرهابي الغادر الذي شهدته إحدي سرايا القوات المسلحة في الوادي الجديد والذي أدي إلي استشهاد 23 فردا من أفراد القوات المسلحة بين ضابط وصف وجندي . وطالب العلماء والمفكرون بضرورة تطبيق حد الحرابة علي القتلة والمجرمين الذين اعتدوا علي جنودنا البواسل وهم يؤدون واجبهم الوطني في حراسة البلاد . قال العلماء أن هؤلاء القتلة والمجرمين الذين اغتالوا ارواحا بريئة يجب أن توقع عليهم أقصي العقوبات سواء الفاعلين أو المشجعين أو الممولين لمثل هذه الأفعال الأثمة البعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام وقيمه السمحة . وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذي قطع رحلته إلي دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور صلاة الجنازة علي الشهداء أن الازهر الشريف يستنكر هذا الحادث الإجرامي الذي قامت به عصابة من المهربين الاثمين بمدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد. مما أسفر عن استشهاد عدد من خير أجناد الارض من المرابطين لحراسة حدود الوطن. وإصابة آخرين من الابرياء. وشدد الإمام الأكبر علي ضرورة تعقب هؤلاء البغاة. مذكراً بعظم أجر من بات حارسا لثغر من ثغور الوطن مصداقا لحديث النبي صلي الله عليه وسلم: ¢عينان لا تمسهما النار» عين بكت من خشية الله. وعين باتت تحرس في سبيل الله¢ معربا عن تقدمه بخالص العزاء لأسر شهداء الواجب الوطني. ويدعو الله تعالي أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما يدعو الله للمصابين بالشفاء العاجل. من جانبه قال الدكتور عباس شومان وكيل الازهر أن ما جري في الوادي الجديد حادث غادر و خسيس قامت به مجموعة من الأندال في العشر الأواخر من رمضان ضد مجموعة من خير أجناد الأرض وإن كره الحاقدون . وأكد شومان أن الحادث مع فاجعته وشدة إيلامه إلا أن اختيار موقع الاعتداء يبشر بالخير فقد اختار هؤلاء الأنجاس مكانا يعرف بالأمن والامان ولا يعرف أهله العنف ولايقتنون السلاح.ولذا فإن اختيار هؤلاء السفلة هذا المكان لتنفيذ جريمتهم النكراء يدل علي ضعفهم الشديد.وعدم قدرتهم علي ارتكاب جرائمهم في المناطق التي اعتادوا تنفيذ جرائهم فيها. وهو مايعني قرب الخلاص من إجرامهم بإذن الله. تقبل الله الضحايا في الشهداء وألهم ذويهم الصبر والسلوان. ونسأله أن ينتقم من المجرمين الأندال. الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف اكد من جانبه أنه لا مجال ولا خيار امام الشعب سوي مواجهة الارهاب بكل عزيمة وحسم دون خوف او وجل وطالب بضرورة ضرب الارهابيين في معاقلهم وجحورهم اينما كانوا وعلي جميع الأجهزة أن تعاون فيما بينها كل فيما يخصه لضرب المتطرفين والإرهابيين في مقتل فلا بديل من المواجهة الحاسمة. ودعا جمعة إلي عدم التسامح مع اي داعم للإرهاب قولا أو فعلا وضرورة الضرب علي أيديهم بيد من حديد وليعلم كل من تسول له نفسه الإقدام علي مثل هذه الأفعال الإجرامية إن مصيره الدمار والهلاك وأن الشعب يقف لهم بالمرصاد. وأدان الدكتور شوقي علام. مفتي الجمهورية. الحادث. وأكد أن الضحايا نالوا الشهادة وهم يؤدون واجبهم في حماية حدود الوطن ضد كل من أراد سوءا بمصر من مهربين ومخربين ومتسللين يسعون إلي زعزعة أمن واستقرار البلاد. وأضاف المفتي أن هؤلاء المجرمين لم يراعوا حرمة الدماء في شهر رمضان. ولا يعرفون حرمة للنفس المسلمة. فهم مفسدون في الأرض. ويستحقون اللعنة والطرد من رحمة الله وسوء العاقبة. مطالبا قوات الجيش بفرض سيادة القانون وضبط هؤلاء الجناة الآثمين ومحاكمتهم. حتي يكونوا عبرة لكل من يحاول نشر الفوضي والعبث بأمن مصر. وشدد علي أن دماء الشهداء لن تضيع هباء. من جانبه قال الدكتور عبد الله النجار عضو هيئة كبار العلماء أن ما فعله الإرهابيون في الفرافرة لا علاقة له بالدين من قريب أو من بعيد لأن العمل الإرهابي ببساطة يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها مشيرا إلي أنه لا يتصور وجود مجرم يرتكب تلك الجريمة تحت ستار الدين مؤكدا أن القوات المسلحة ستتغلب بإذن الله علي هؤلاء الإرهابيين ولكن المشكلة تكمن في أن مصر لا تحارب عدوا ظاهرا ولكن تحارب منافق وأصعب الامور في الدنيا أن تحارب منافق لأنه يظهر بين الناس علي أنه من أبناء جلدتك وبهذا فهو يشبه المرض الخبيث الذي ينبع من داخل الجسد وهذا المرض ينهك الجسد قبل أن يستطيع ذلك الجسد التغلب عليه بإذن الله تعالي . وأضاف النجار إن مشكلة الوطن مع هؤلاء الإرهابيين هو تمسحهم بالدين الإسلامي ويرتكبون تلك الجريمة مستغلين الدين استغلالا خائنا بزعم أنهم يجاهدون في سبيل الله وهذا ليس بجهاد بل هم جزء من مؤامرة كبري ضد الإسلام والمسلمين ولهذا يجب ان يعلم كل إرهابي أنه عدو لله ورسوله وللإسلام وللمسلمين والمشكلة التي يجب أن ندركها ونحن نواجه ذلك الإرهاب الغاشم هي أن الإسلام احتوي علي اختلافات فكرية ومذهبية وهي اختلافات تصب في صالح الدين وليس العكس ولكن للأسف فهناك من حول تلك الاختلافات إلي خلافات يكفرون بها الناس جميعا ولكنني أقول لهؤلاء أنكم فقدتم عقولكم حتي تتخيلوا أن ما تفعلونه جهاد والحقيقة أن قلوبكم بها مرض وللأسف فإن بعض من ينتسبون للعلماء تم استدراجهم للوقوع في هذا المستنقع ويؤيدون الأعمال الإرهابية ومن هؤلاء الشيخ القرضاوي دون أن يدرك هؤلاء أنهم تم استدراجهم كي ينفثوا سمومهم في أوصال الأمة الإسلامية علي الجانب الاخر أكدت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة وضعت خطة محكمة للإنتقام من مرتكبي الحادث بدأت تنفيذها عقب اقرارها من وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أول أمس الأحد حيث تم إعلان حالة الإستنفار القصوي بين كل المجموعات القتالية الخاصة بالقوات المسلحة وعلي رأسها قوات الصاعقة والمظلات والوحدات المعروفة باسم ال 777 وهي وحدات تعمل وفق تكنيك وتقنية عالية الدقة ومن المقرر أن يتم الإعلان خلال الأيام المقبلة عن نتائج تلك العملية التي حملت اسم الثأر -1. وقال اللواء سامح سيف اليزل. رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية. إن القوات المسلحة بدأت تنفيذ خطة ضد الإرهاب بقيادة وزير الدفاع. مشيرًا إلي أنه صدرت تعليمات عليا ببدء عمليات الخطة فورا . وأضاف أن مرتكبي الحادث لم يخرجوا من المنطقة. لأنه حدث إطلاق نار بين الجانبين والقوات المتواجدة استطاعت الاستيلاء علي سيارة بها علم تنظيم القاعدة. قال "الهروب إلي الحدود السودانية أو الليبية يحتاج وقتا"