* عبدالرحمن هندي عبدالحي هندي مواليد 1989 محافظة الفيوم تخرج في كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة قسم الشريعة الإسلامية حفظ القرآن الكريم في الصغر بتشجيع من الوالدين اللذين زرعا بداخله حب القرآن الكريم والأزهر الشريف وتعاليمه الأزهرية وعلمائه ومشايخه ولكن سرعان ما أصيب في حادث أصابه بفقدان مؤقت للذاكرة ولكن كانت نصيحة الدكتور المعالج بأن يقرأ القرآن الكريم ويستمع إليه بصوت من يحب فكتب الله له الشفاء وبدأ رحلة جميلة مع القرآن الكريم بدأت بتقليد جيد للشيخ مصطفي إسماعيل وانتهت بأجمل شهادة يحصل عليها قاريء القرآن الكريم وهي حب الناس وإعجابهم الشديد به. التقيناه فكان لنا معه هذا الحوار. البداية * * ماذا عن رحلتك مع القرآن الكريم؟ * في البداية أود أن أشير إلي أنني أزهري حتي النخاع فأنا أحب الأزهر وتعاليمه ومشايخه ولباسه الجميل. ومنذ الصغر كان لي شغف كبير في الحفظ ولكن قدر من الله أن لا أتم الحفظ لأنني أصبت في حادث أفقدني الذاكرة المؤقتة ولم أتمكن من ختم القرآن الكريم وقتها. بعد ذلك وفقني الله في بعض الأصحاب الذين يحبون قراءة القرآن الكريم وكان ذلك في فترة الثانوية الأزهرية ولم أعلم وقتها أنني ذو صوت جميل وأتلو القرآن بطريقة تجذب الناس إلي سماع القرآن فالصوت الجميل وإجادة التلاوة موهبة ونعمة من عند الله يعطيها من يشاء من عباده.. والمواهب القرآنية ستظل إلي ما شاء الله. وفي كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر التقيت بصديق جليل كان يعشق الشيخ مصطفي إسماعيل. وكنت مثل كثيرين لم أعلم عن الشيخ مصطفي إلا القليل ففي بعض اللقاءات التي كانت تجمعني بصديقي هذا قال لي خذ هذا المقطع واسمعه جيداً فهو للشيخ مصطفي إسماعيل وبعد أن تسمعه كون لي رأياً عنه ثم نتناقش فيه سوياً. فسمعت المقطع وكان من سورة الحج. وكان أول مقطع سمعه للشيخ في حياتي. وهذا المقطع هو أول تسجيل خارجي للشيخ عام 1945م. وأثناء سماعي للمقطع وأيضاً بعد الانتهاء من سماع المقطع أحسست أنني أستمع إلي عملاق وقاريء قوي وجميل. شعرت بشيء ما يتحرك بداخلي نحو صوته مثلما يتحرك الجنين في بطن أمه. مع انني لا أفهم ولا أعلم عن فن المقامات شيئاً. وأيقنت من داخلي أيضاً أنه ليس قارئاً عادياً وله خصوصية بالغة ولا يشبه أحد ولا أحداً يشبهه وبدأت في الاستماع له جيداً حتي أن الدكتور المعالج لي أكد لي أن سمعك له وحبك الشديد له سيساعدك علي الشفاء من الحادث الأليم والحمد لله رب العالمين.. حتي انني ذهبت للدكتور أحمد مصطفي كامل جامع تراثه وخبير الأصوات وانبهر بأدائي وأتعلم حالياً لديه فن المقامات وأنا نجحت مع نفسي ومع الآخرين في أن أكون مصطفي إسماعيل مقلداً له فعندما تستمع إلي كأنك تستمع إلي القرآن الكريم من مصطفي إسماعيل. تقليد المقرئين * * هل كانت هناك محاولات لتقليد أصوات أخري من كبار القراء؟ * وأنا في العاشرة من عمري استمعت لأول مرة لسورة يوسف من القاريء الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وأعجبني أداؤه الجيد إلي أن تمكنت بعد فترة من التمرين أن أقلده جيداًولكن بعد عشقي للشيخ مصطفي إسماعيل لا أطيق أن أسمع أو أقلد أحداً سواه بالإضافة إلي أنني أقلد أيضاً الشيخ راغب مصطفي غلوش والشيخ حمدي الزامل والشيخ عبدالوهاب الطنطاوي والشيخ البهتيمي. * * ماذا عن مشايخ كبار وأمام جمهور المسلمين في المسجد؟ * أولاً: أنا خجول بطبعي ولكن عن أول مرة أقرأ فيها القرآن أمام جمهور كبير وعلماء أجلاء كانت هناك حفلة في كلية الشريعة والقانون بمناسبة تكريم أحد أساتذة الكلية ولم يحضر الشيخ الذي يفتتح الحفل. فذهب أحد الأصدقاء لعميد الكلية وأخبره بموهبتي وأدائي الجيد علي الفور وانقاذاً للموقف طلب عميد الكلية أنا افتتح الحفل ولا أخاف أحداً وأن أتمالك نفسي. قرأت وأثناء القراءة كنت لا أشعر بقلبي ولا أسمع صوتاً ولا أدري كيف انتهيت من قراءة الافتتاحية بصوت الشيخ مصطفي إسماعيل وتحول التكريم في الحفل لشخصي وتهنئتي وفرح الجميع. تكريم ونصيحة * * أعتقد أنك خلال هذه الرحلة كرمت كثيراً ولكن هناك تكريم عزيز إلي قلبك ونصيحة أيضاً تحملها في أذنك وتعمل بها؟ * عندما كرمت من أستاذي الذي علمني القراءة وأحبني كثيراً واعتبرني بمثابة ابنه وكان تكريمه لي أعظم تكريم في حياتي حتي الآن. والنصيحة التي تتعلق بأذني كانت في مسابقة تابعة لوزارة الأوقاف عندما جلست أمام الشيخ أحمد نعينع والشيخ أحمد عيسي المعصراوي شيخ عموم المقاريء المصرية. وكان رقمي هو 103 فدخلت وقال لي الشيخ نعينع أنا أريدك أن تقرأ لي آية واحدة تخرج فيها جميع ما بداخلك ففكرت وقرأت له آية واحدة وهي قوله تعالي: "أفلا ينظرون إلي السماء فوقهم..." وهي علي طريقته وهي أيضاً تتر في برنامج بإذاعة القرآن الكريم من مقام النهاوند وقال أنت مقلد بارع استمر واسمع جيداً وركز لأنك تمتلك أذناً جميلة ورائعة واستمع جيداً لعمنا الشيخ مصطفي إسماعيل وحاول أن تتبع أسلوبه. المثل الأعلي * من هو مثلك الأعلي في القرآن الكريم؟ * مثلي الأعلي من أهل القرآن الكريم هو الشيخ الجليل الأستاذ دولة القراء والقرآن الكريم مصطفي إسماعيل. أمنيات المستقبل * * ماذا عن أمنيتك في المستقبل؟ * أمنيتي أن أحمل كتاب الله واقرأه في دول العالم كله وأن أكون مثل العلامة الشيخ مصطفي إسماعيل في قراءته للقرآن وحب الناس إليه.