* يسأل عادل محمد سرحان من الشرقية: هل أدي الرسول - صلي الله عليه وسلم - الصلاة منفرداً؟ ** يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: الرسول صلي الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة لنا ولجميع المسلمين في جميع تصرفاته وحياته المعيشية والدينية.. وهو الذي رغب في أداء الصلاة في المسجد وقال إن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة ولذلك لما لها من الأثر الطيب في نفوس الناس ومسح الحقد والشحناء من النفوس ولذلك نراه لم يؤد أي فرض من فرائض الصلاة منفرداً قط أو بعيداً عن الجماعة ولكن ما الحكم لو أن ظروف الإنسان لم تمكنه من أدائها في المسجد؟ الصديق مرآة أخيه والصديق الحق من يضر نفسه لينفع صديقه وقت الشدة والرسول - صلي الله عليه وسلم يقول "المرء علي دين خليله فلينظر أيكم من يخالل".. ولكن عند انتقاء الأصدقاء هل لابد من مشاورة الأهل أم ماذا نقول لشبابنا؟. يسأل - علي محمد سيف - من ميت غمر بالدقهلية.. كيف كان يصلي رسول الله صلي الله عليه وسلم الفرائض الخمس هل كانت دائما في جماعة أم صلي بعضها منفرداً؟ وبعضها في جماعة؟ أرجو توضيح هذا. الصلاة إحدي مباني الإسلام. فرضها المولي سبحانه علي المكلفين من عباده وقال: "إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا" "103" سورة النساء. إن الصلاة في جماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة لحديثه: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة" وفي رواية: "بسبع وعشرين درجة" وقال صلي الله عليه وسلم "ما من ثلاثة في قرية أو بدو لا تقام فيهم الصلاة "أي الجماعة" إلا استحوذ عليهم الشيطان "فعليك بالجماعة يا أخي المسلم فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. ثم إن لصلاة الجماعة مزايا عديدة تعود علي المسلم بالخير له ولمجتمعه. ولا شك أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يصلي الفرائض كلها في جماعة. ولم يبلغنا في جملة ما بلغنا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه صلي منفردا ولا صلاة واحدة من هنا حرص صحابته الكرام رضوان الله عليهم علي أداء الصلاة في جماعة حتي ينالوا الثواب العظيم. والأجر الجزيل ليسعدوا في الدنيا والآخرة. وكان سلفنا الصالح يحرصون علي أداء الصلوات في جماعة حتي قال عطاء بن أبي رباح "ليس لأحد إذا سمع النداء أن يدع صلاة الجماعة" وقال الاوزاعي: "لا طاعة للوالد في ترك الجماعات" وقال سعيد بن المسيب: "ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد". وعن بعض السلف قال: بلغنا أنه إذا كان يوم القيامة يحشر قوم وجوههم كالكوكب الدر. فتقول لهم الملائكة: ما كانت أعمالكم فيقولون: كنا إذا سمعنا الآذان قمنا إلي الطهارة. ولا يشغلنا غيرها. ثم يحشر طائفة وجوههم كالاقمار. فتقول لهم الملائكة: ما كانت أعمالكم؟ فيقولون: كنا نتوضأ قبل الوقت: ثم يحشر قوم وجوههم كالشمس. فتقول لهم الملائكة: ما كانت أعمالكم: فيقولون: كنا نسمع الآذان في المسجد. وكان السلف يعزي بعضهم بعضا ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولي وسبعا إذا فاتتهم الجماعة. قال النخعي: كانوا يرون أن المشي إلي المسجد في الليل المظلمة موجب للجنة وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم : "لا تزال الملائكة تصلي علي أحدكم مادام في محلة الذي صلي فيه ما لم يحدث أو يتكمل تقول: اللهم اغفر له. اللهم ارحمه.