كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن حماية البيئة من التلوث خاصة بعد زيادة مصدره وأسبابه وتضاعفت مخاطره علي حياة البشر والشجر بل والحجر.. ولأن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل, كانوا هم الفئة الأكثر اهتماما وانشغالا بضرورة الحفاظ علي سلامة البيئة وحمايتها من مختلف أنواع الملوثات.. فما هي رؤيتهم لتحقيق وتجسيد سبل الحفاظ علي أرض الواقع, كما عرضوها خلال مشاركتهم في أعمال الملتقي السادس للاتحاد العربي للشباب والبيئة الذي عقد مؤخرا بمحافظة البحر الأحمر؟ * يشير إسلام محمد أحمد- كلية الحقوق جامعة جنوب الوادي- إلي أن حماية البيئة واجب علي كل فرد في هذا العالم الذي نعيش فيه لأن البيئة النظيفة هي من أهم الواجبات باعتبارها تساوي الصحة, والصحة هي الحياة, وكل العوالم المتقدمة تتحدث بلغة المجتمع الأخضر, وهذا يفرض علينا جميعا المحافظة علي بيئتنا من التلوث كخطوة أولي علي طريق إعمار البيئة والمجتمع, وحتي نتسم بروح العصرية ونواكب التطورات البشرية في المجال البيئي. قوانين رادعة ويطالب إسماعيل محمد الدلاش- معهد حاسبات ومعلومات بنها- المسئولين باتخاذ إجراءات قانونية رادعة ضد كل من تسول له نفسه التعدي علي البيئة وتلويثها بأي نوع من الملوثات, فنحن لسنا بأقل من الدول المتقدمة التي تجرم الاعتداء علي البيئة فضلا عن أن ديننا الحنيف يأمرنا بالحفاظ علي البيئة وحسن التعامل معها واستثمارها بما يعود علينا بالنفع لنا وللأجيال القادمة. في المقابل يجب علي كل فرد وخاصة الشباب القيام بحملات توعية في نطاق سكنه وأسرته وجيرانه لنشر التوعية بأهمية الحفاظ علي البيئة نظيفة وسبل تحقيق ذلك والتحذير من خطورة التلوث البيئي. عمارة الكون * يقول جودة محمد النادي- أمين اللجنة السياسية باتحاد طلاب جامعة طنطا-: بديهي أن الإنسان مخلوق لعمارة الكون, وهذا لن يحدث طالما بقي الفرد ضارا وغير محافظ علي بيئته وتوازنها الطبيعي, وهذا يفرض علينا جميعا أن نكون محافظين علي البيئة وأن نكون عصريين مواكبين لكل ما يؤدي بنا الي البقاء في خير حال. يستطرد جودة قائلا: وحتي أكون عصريا وصديقا للبيئة فلابد أن أكون واعيا بما يضر بالبيئة وأعمل علي نشر تلك التوعية في محيط ودائرة معارفي وجيراني وأهلي, والأهم هو ان أكون قدوة لغيري في التعامل مع البيئة وأن أعمل جاهدا للبحث المستمر في كل ما يخدمها, وعلينا نحن شباب الجامعات بصفة أخص أن نجعل مجتمعنا صالحا بنا ولنا بالمحافظة علي التوازن البيئي, فلسنا وحدنا في هذا الكون ويجب أن نضع في اعتبارنا حق الأجيال القادمة في بيئة نظيفة وموارد طبيعية سليمة. حياة أفضل * يتفق معه أمير البرماوي- نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة طنطا- مشيرا إلي أن الإنسان العصري صديق البيئة لابد وأن يقدم مبادرات حقيقية تؤكد ذلك وليس بالقول فقط, فيقدم المثل بالتجربة التي قدمها مع زملائه باسم ¢الشارع المثالي¢ وكانت في محيط سكنه. يضيف في حماس: لكن اليوم وبعد شعوري بالانتماء والحب للإنسانية والبيئة النظيفة أكثر, نتيجة مشاركتي في الملتقي الذي جمعنا من بلاد وثقافات شتي, لا أجد إلا أننا اتفقنا علي شئ وهدف واحد وواضح ألا وهو ¢بيئة أفضل1⁄2 صحة أفضل1⁄2 حياة أفضل¢.. فإنني سأتفق مع نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع علي تحقيق مثل هذه المبادرات علي نطاق أوسع, فواجبنا أن نجتمع تحت هدف واحد هو ¢بيئة أفضل¢ والتي تعني صحة وحياة أفضل. تجربة رواندا * ولأن البيئة لكل البشر وليست قاصرة علي مجتمع واحد دون الآخر يقول نغويش سليمان- من العاصمة الرواندية كيجالي, وأحد الطلبة الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف-: لابد للإنسان من أن يكون صديقا للبيئة حتي يعيش آمنا مطمئنا لا يضر بما لديه من ثروات وموارد طبيعية, لأن أي ضرر يلحقه بالبيئة سينعكس عليه سلبا في حياته. ويضرب ¢نغويش¢ مثلا بصداقة البيئة بما يحدث في بلده حيث يمنع تماما إلقاء القمامة في الشوارع أو في أي مكان غير المخصص لذلك وإلا فالعقوبة الرادعة تنتظر المخالف, والأكثر من هذا فإنه يُحذر استخدام الأكياس البلاستيك في حمل أو وضع الأشياء المباعة فيها باعتبارها ضارة وغير صديقة للبيئة بل المسموح به هو الأكياس الورقية. يستطرد ¢نغويش¢ قائلا: وأنا بصفة شخصية أقوم بتنظيف مكان نومي وبمجرد الاستيقاظ أفتح النوافذ لتجديد الهواء في الغرفة, أما بالنسبة لاستخدام المياه فلا نسرف ولا نلوثها لأنها نعمة إلهية علينا جميعا الحفاظ عليها نظيفة لغيرنا.