* تسأل الاستاذة "م. ح. د": الشهداء- منوفية: هل يجوز لزوجي أن يجبرني علي دفع جزء من راتبي للمساهمة في النفقات اللازمة للبيت والأولاد مقابل أنه اذن لي بالخروج للعمل؟ ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر قائلاً:من المسلم به شرعاً ان القوامة للزوج بسبب الانفاق وتحمل مسئولية الأسرة قال تعالي: "الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم" "النساء: 34". ومن المقرر شرعاً أيضاً ان الزوجة لا تعمل إلا باذن زوجها ورضاه. فإن خرجت بدون إذنه الصريح أو الضمني كانت عاصية لله ورسوله. لان الحقوق الزوجية متقابلة إذ علي الرجل الانفاق وعلي الزوجة الاحتباس في بيت الزوجية. ولا يقدح هذا أبداً حقوق المرأة المقررة لها شرعاً. في أحقيتها في العمل المشروع وان لها شخصيتها وذمتها المالية متي كانت بالغة عاقلة. فعندما تتزوج المرأة قد التزمت بواجبات شرعية تجاه أسرتها لا يجوز التفريط فيها. وقد قدمها الشرع علي النوافل. فجعل من حق الزوج ان يمنع زوجته من صيام التطوع مع انها عبادة شرعية إلا بإذنه. فما بالك بالخروج للعمل؟! فإن أذن لها بالعمل صراحة أو ضمناً جاز لها ذلك. وقال الفقهاء: كما ان للزوج حق الاذن لزوجته في العمل فانه من حقه إلغاءه. الا اذا كان هناك التزام علي الزوجة التزمت به في هذا العمل علي نفسها قبل الزواج. كما لا يجوز للزوج الذي تزوج بامرأة وهو يعلم بعملها ورضي بذلك وأقره فليس من حقه بعد الزواج منعها من الخروج للعمل ويكون خروجها للعمل ملزم له بدوام العلاقة الزوجية. فإن طلب منها الامتناع عن العمل ولم تمتثل له. فلا تعد ناشزاً ولا تسقط عنها النفقة. لأن الزوج رضي من أول الأمر بهذه الصورة التي عليها الزوجة وأسقط حقه فيما زاد عليها. الا ان يكون عملها هذا مخالفاً للشرع أو منافياً لمصلحة أسرتها وأنها تسيء استعمال هذا الحق. وهذا ما استقرت عليه المحاكم الشرعية وبناء علي ما سبق أقول للسائلة: ان كنت قد انتظمت في عملك قبل الزواج وإذن زوجك صراحة أو ضمنياً وكان العمل مباحاً شرعاً ولا يتنافي مع مصلحة أسرتك فعلياً. ولم تسيء استعمال هذا الحق. فلا يجوز لزوجك إجبارك علي دفع جزء من مرتبك للانفاق علي الأسرة الا برضاك. أما ان كنت لم تعملي قبل الزواج وحصلت علي فرصة عمل بعد الزواج وأذن لك بالخروج للعمل فيجوز له ان يأخذ جزءا من راتبك كثير أو قليل حسب ما تتفقا عليه لينفقه علي الأسرة ويساعده في أعباء الحياة مقابل إذنه لك بالخروج للعمل . فإن أبيت فمن حقه منعك من الخروج للعمل. ونصيحتي لك بأن تساعدي زوجك بجزء من راتبك ليساعده علي تحمل أعباء الحياة. مادام لم ينفقه في معصية الله. وغير مسرف ولا من المبذرين. والعبء عليه كبير وهو لا يستطيع الوفاء به. والزواج السعيد يبني علي الايثار والتضحية من أجل ان تري أولادك في أفضل حال وأجمل مقال. ولنا في زوجة عبدالله بن مسعود أسوة حسنة. فكانت أغني من زوجها وكانت تنفق عليه وعلي أولادها ولم تعيره ولم تذله بل اعتبرت هذا المال الذي تنفقه صدقة بل من أفضل الصدقات كما قال لها رسول الله عندما سألته عن هذه النفقة: "لك أجران أجر الصدقة وأجر صلة الرحم" فكوني خير زوجة لخير زوج ولكي الأجر والمثوبة ان شاء الله والله أعلم.