* يسأل ضابط الأمن المركزي: ما هي العقيقة وهل لها جذور قبل الإسلام أم لا؟ ** يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: العقيقة وهي ما يذبح سابع ولاده المولود مما يصح أن يكون ضحية ففيها أسرار بديعة ومصالح كثيرة راجعة إلي المصلحة المالية والمدنية والنفسية. وقد كانوا يفعلونها في الجاهلية فاستبقاها النبي صلي الله عليه وسلم ورغب الناس فيها بعد إصلاح مقاصدهم مع مخالفة أهل الجاهلية في بعض المسائل كما سنعرفه. فمن تلك المصالح - ولعله أقلها - التلطف بإشاعة نسب الولد إذ لابد من اشاعة لئلا يقال فيه مالا يحبه وكثيراً ما يكون لذلك داع كبير في القضايا كما هو معروف ولا يحسن أن يدور في الطرقات فينادي أنه ولد له ولد فكانت العقيقة أفضل وسيلة لهذا الغرض. ومنها إنماء ملكه أن النصاري كان إذا ولد لهم ولد صبغوه بماء مخصوص يسمونه المعمودية ليكون نصرايناً حقاً وفي مشاكله ذلك نزل قوله للمسلمين فعل بإزاء فعلهم ذلك يشعر يكون الولد حقيقيا تابعا لملة ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام وأشهر الأفعال المختصة بهما المتوارثة في ذريتهما: ما وقع له عليه السلام من همه بذبح ولده ثم نعمة الله عليه أن فداه بذبح عظيم. وأشهر شرائعها الحج الذي فيه الحلق والذبح فيكون الذبح عن المولود تشبها بهما واعلانا بأن الولد تابع لهما وعلي دينهما إذا فعل ما هو من أعمال هذه الملة الحنيفية ومنها أن هذا الطفل في بدء ولادته يخيل إليه انه هم ببذل ولده في سبيل الله ثم فداه كما فعل ابراهيم عليه السلام وفي ذلك تحريك سلسلة الاحساس بالانقياد والخضوع وقد حث علي ذلك صلي الله عليه وسلم بقوله: "مع الغلام عقيقية فأهريقوا عنه". وقد كان أهل الجاهلية يقدمون تلك الذبائح لأصنامهم فجاء الإسلام بتقديمها لله تعالي وذكر اسمه عليها بدل الاوثان وكانوا يكرهون كسر عظامها فجاء الإسلام بإباحة ذلك مخالفة لهم وإبعاداً للمسملين عن التطير والتشاؤم وتخليصا لهم من اتباع الأوهام والوساوس هذا وفي الحقيقية أيضا شكر لتلك النعمة التي انعم الله بها عليهم ولذلك استحب لهم أيضا ان يتصدقوا بشيء قليل من الفضة يوم السابع شكراً للنعمة ويلتحق بما ذكرنا من التنويه بشأن الدين ما يفعل من الأذان في آذان المولود فإن الأذان في الاذن من شعائر الإسلام وإعلام الدين المحمدي ومن المقاصد الشرعية ان يدخل ذكر الله في مضاعفة الاعمال ليكون كل ذلك ألسنة تدعو إلي الحق وإلي دين الله ومن ذلك أنه يستحب أن يختار للمولود بعض الاسماء التي تشعر بذلك كعبدالرحمن وعبدالله ومحمد وأحمد وقد جاء الترغيب في ذلك. ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن أحب اسمائكم إلي الله عبدالله وعبدالرحمن وفي مسند ابي داود والنسائي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "سموا بأسماء الأنبياء" الحديث. فلذلك كله تنويه بالدين وكأنه إقرار بأنه من أهله. هذا وبالله التوفيق والله أعلم