وكانت الماسونية وراء الكثير من الويلات التي أصابت الأمة الإسلامية. ونجحت عن طريق جمعية الاتحاد والترقي في تركيا في إلغاء الخلافة الإسلامية. وعزل السلطان عبدالحميد الذي كان سدًّا منيعًا لنزول المهاجرين اليهود في فلسطين. كان السلطان قد رفض عرضًا من اليهود الصهاينة كهدية بخمسين مليونًا من الجنيهات الذهبية لخزينة الدولة. وخمسة ملايين منها لخزينة السلطان الخاصة. ونجحت الماسونية في استقطاب ¢جمال الدين الأفغاني¢ أستاذ الشيخ ¢محمد عبده¢» إذ كان الأفغاني ينتسب إلي المحفل الماسوني الأسكتلندي قبل دخوله إلي مصر. ثم اختلف معه وتحوَّل إلي المحفل الماسوني الفرنسي. لكن الحكومة المصرية أصدرت قرارًا في سنة 1965 بناءً علي توصية من الدكتورة ¢حكمت أبو زيد ¢ وزيرة الشئون الاجتماعية وقتها - بإغلاق المحافل الماسونية بعد أن ثبت تجسُّسهم لحساب إسرائيل. واستطاعت الماسونية خداع ألفي رجل من كبار الساسة والمفكرين. وأسسوا بهم المحفل الرئيسي المسمي بمحفل الشرق الأوسط. وفيه تم إخضاع هؤلاء الساسة لخدمة الماسونية. ورفعوا شعارات برَّاقة تخفي حقيقتهم. فخدعوا بها كثيرًا من المسلمين. وتسعي الماسونية إلي تطبيق العُقم الاختياري. وتحديد النسل لدي المسلمين. وأصدرت لجنة الفتوي بالأزهر بيانًا بشأن الماسونية والأندية التابعة لها - مثل: الليونز والروتاري - جاء فيه: ¢يحرُم علي المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها. وواجب المسلم ألا يكون إمَّعة يسير وراء كل داع ونادي. بل واجبه أن يمتثل لأمر رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حيث يقول: ¢لا يكن أحدكم إمعة. يقول: إن أحسن الناس أحسنتُ. وإن أساؤوا أسأت. ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا. وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم¢. وواجب المسلم أن يكون يَقِظًا لا يُغرَّر به. وأن يكون للمسلمين أنديتهم الخاصة بهم. ولها مقاصدها وغاياتها العلنية. فليس في الإسلام ما نخشاه. ولا ما نُخفيه والله أعلم» رئيس الفتوي بالأزهر. ¢عبدالله المنشد¢. وأصدر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي فتوي أخري جاء فيها: قام أعضاء المجمع بدراسة وافية عن هذه المنظمة الخطيرة. وطالع ما كتب عنها من قديم وجديد. وما نشر من وثقائها فيما كتبه ونشره أعضاؤها. وبعض أقطابها من مؤلفات. ومن مقالات في المجلات التي تنطق باسمها. وبعد أن تبين للمجمع بصورة لا تقبل الريب من مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص ما يلي: أ- أن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتُعلنه تارة. بحسب ظروف الزمان والمكان. ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال محجوب علمها حتي علي أعضائها. إلا خواص الخواص الذين يصلون بالتجارب العديدة إلي مراتب عُليا فيها. ب- أنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض علي أساس ظاهري للتمويه علي المغفلين. وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييزي بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب. ت- أنها تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلي تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية. علي أساس أن كل أخ ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر. في أي بقعة من بقاع الأرض. يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته. ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي. ويُعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أيًّا كان علي أساس معاونته في الحق لا الباطل. وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية. وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال. يتبع العدد القادم