عجبت من البعض الذي ينصب نفسه متحدثاً باسم الدين ويقذف في وجوه السامعين فتاوي تربك المجتمع والأسر والبيوت وفكك النسيج الاجتماعي في مصرنا الحبيبة.. فالفتوي الأولي والتي انطلقت من أحدهم بجواز فسخ الخطبة من فتاة ثبت انتسابها لفكر ما أو حزب ما. وسكوت العلماء المعروفين علي ذلك دون رد: شجع آخرين أن يخرجوا ايضا علي الفضائيات ليطوروا هذه الفتوي الكارثية ويلبسوها ثوب الوجوب وليس الجواز بمعني أنه.. واجب علي من يخالف في الرأي أو من ينتمي لكذا أن يفسخ الخطبة بل واجب أن يطلق الرجل زوجته إن ثبت عليها هذا الانتماء الفكري مثلاً..!! وبهذا يتم زلزلة الروابط الاجتماعية والأسرية. بل تم بالفعل كما أخبرنا من بعض الأسر: تصديق ذلك وترجمته لواقع علمي في محيط البيوت المصرية وكم فيكي يا مصر من العجائب!. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: بأي فكر وبأي قلب. وبأي عقل. يتحدث هؤلاء المفتوب؟ بل بأي علم تلقوه علي الهواء يتحدثون. هل علم هذا المفتي أو تلك المفتية أن ما يتفوهون به يتصادم مع ديننا الذي يطلب منا الاستقرار. وصلة الرحم. والمحبة والمودة والرحمة بين الزوج الوزوجة والابن والأب؟ بل هل علم هؤلاء أن المجتمع ستتقطع أواصره ويشرد الأولاد وتطلق الزوجات وتزداد المشاكل في مصرنا أكثر مما هي الآن؟وكيف يطلق زوج زوجته أو يفسخ شاب خطبته لمجرد الاختلاف في الرأي أو في الفكر بينهما والإسلام لم يمنعنا أن نتزوج بالمخالفات لنا في الدين والعقيدة ولم يأمرنا بما يأمر به: اصحاب الفتاوي الحديئية هذه هداهم الله وردهم إليه رداً جميلاً. إن هذه الفتاوي الكارثية يجب أن يوقف أصحابها للمساءلة. ولا يطلون بوجوهم علي أبناء مصر الطيبين لانهم لا يعتمدون علي علم صحيح ولا عقل رصين وليس لفتاويهم هذه مثيل في دنيا الفقهاء ولا يرتض بها العلماء فيجب علينا أن ننعم بالاستقرار ونزيد من شد أواصر المحبة بين الأسر ولا نصدق كل ناعق في فتاوة يأبي الضمير والدين قبولها.. إن الفتوي أمانة والكلمة أمانة والدين أمانة فلننظر ممن يؤخذ الدين والفتوي والكلمة. وللننظر إلي مقاصدهم وما تؤول إليه كلماتهم فقد يتطور الأمر تجاه كل من يخالف آخر في الرأي إلي ظهور فتاوي أخري تؤدي للتكفير وعدم الدفن في مقابر المسلمين!!. ولنعلم أن هذا يلفظه الإسلام جمله وتفصيلاً ولا أدلة شرعية علي ذلك البتة.. وثبت أن الإسلام يحترم الرأي والرأي الآخر ولم يطلب تطليقاً ولا تكفيراً لأحد.. وهذا هو سيدنا علي رضي الله عنه وهو من هو لم يحكم بكفر الخوارج ولا بتطليق نسائهم منهم. أو بفسخ عقود نكاحهم.. علي الرغم من قيامهم بمحاربته وحكمهم بتكفيره. بل قال مقالته الشهيرة عندما سئل عن حكم الخوارج "أكفار هم؟" قال الإمام:"من الكفر فروا. ولكن أقول إخواننا بغوا علينا" لأنهم هم من بدأوا بقتاله وحربة فكان حربه لهم في النهراوان دفعاً لضرهم ومضارهم ليس إلا.. فأين الثري من الثريا ياسادة.. وبعد هذا يقال قال أفتي فلان وأفتت فلانة؟؟ حفظ الله مصر من جهل الجاهلين وعبث العابثين.