أثار قرار الدكتور محمد مختار جمعة . وزير الأوقاف . توحيد موضوعات خطبة الجمعة ابتداء من يوم الجمعة الماضية ردود فعل متناقضة بين المسئولين عن الدعوة في الجمعيات الخيرية . وعلماء الإسلام بل وخطباء المساجد أنفسهم ما بين مؤيد علي استحياء وبين رافض وبين متعجب ساخر. بدأت القضية بإجتماع الأسبوع الماضي برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة. وزير الأوقاف. بحضور الشيخ محمد عز الدين. وكيل الوزارة لشئون الدعوة. والشيخ محمد عبد الرازق. وكيل الوزارة لشئون المساجد. والدكتور خالد عبد السلام. مدير عام الإرشاد الديني. والشيخ علاء الدين شعلان. مدير التفتيش العام. في البداية أكد الشيخ محمد عز . وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة . أن توحيد خطبة الجمعة بدأ من الجمعة الماضية وعلي كل المساجد بلا استثناء سواء مساجد الأوقاف أو الجمعيات الخيرية وعلي رأسها مساجد الجمعية والشرعية وأنصار السنة المحمدية. أوضح انه لا تفرقة بين المساجد التي بها خطباء عاديين والتي بها مشاهير الدعاة وسيتم تحديد عناصر عامة ويترك للخطيب إبراز براعته في تغطية موضوع الخطبة وربطه بالواقع المجتمعي الذي يعيش فيه ودون التطرق إلي المسائل السياسي. وأشار الشيخ عز الدين. إلي هذا الإجراء طبيعي في هذه المرحلة القلقة التي كثرت فيها البلبلة وهذا التصرف من الأوقاف ليس فيه افتئات أو تجني علي حق أحد لأنهاپ المسئولة عن إقامة الجمعة والشعائر في جميع المساجد ومن حقها ضم جميع المساجد بلا استثناء وبحكم القانون الذي يخول لها هذا الحق أوضح الشيخ محمد عز الدين .أن الخطة بموضوعات الخطب ستكون شهرية وستُنشر في أوقات مبكرة لا تتعدي يوم 20 في الشهر السابق حتي تتاح الفرصة للخطيب للإعداد والاطلاع من خلال المصادر المختلفة. وقال الشيخ عز : كان موضوع خطبة الجمعة الماضية عن ¢ تطوير العشوائيات ورعاية الفقراء ¢. والخطبة الأولي من شهر فبراير عن ¢ دور الشباب في بناء المجتمع¢ أما الخطبة الثانية ¢ عن الأمل والعمل ¢ . والخطبة الثالثة عن¢ العلم والعقل¢ والخطبة الرابعة من فبراير¢ عن الحفاظ علي البيئة ودوره في التنمية¢ وحذر الشيخ عز الدين الخطباء الذين لن يلتزموا بالموضوع سيتم التحقيق معهم فورا وضم مساجدهم أن لم تكن مضمومة وبالتالي لابد من الالتزامپ بالخطة الدعوية دون أي توظيف سياسي حزبي أو مذهبي أو طائفي للخطبة. وأنهي الشيخ عز الدين كلامه بالتأكيد علي أن جمهور الفقهاء يروا أن الخطبة لا تنعقد إلا في المسجد الجامع وبإذن من الإمام أو نائبه ومن ثمپ فإن القياس والمصلحة يقتضيان الآن جمع الشمل وتوحيد الكلمة والاجتماع علي كلمة واحدة لمصلحة البلاد والعباد وهذا ما جعلپ وزارة الأوقاف تقرر توحيد الخطبة الجمعة جدير بالذكر أن قرار توحيد خطبة الجمعة صدر اليوم. الغريب انه رغم تأكيدات مسئولي الأوقاف أن الواقع ظهر عدم التزام عدد غير قليل من مساجد الأوقاف وخاصة الأهلية وكذلك مساجد بعض الجمعيات بموضوع أول خطبة موحدة ¢ تطوير العشوائيات ورعاية الفقراء وقد نشرت بعض المواقع الالكترونية أن خطباء بعض المحافظات خالفوا قرار ¢الخطبة الموحدة¢ مثل خطباء كفر الشيخ حيث تنوّعت موضوعات خطبة الجمعة ما بين ¢العمل. وتقوي الله. والتوبة. الأخذ بالأسباب ¢ وجاء في المؤخرة موضوع رعاية الفقراء والعشوائيات. ورصدت مديرية أوقاف الشرقية. بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. مخالفات لعشرات الأئمة لتعليمات وزارة الأوقاف حول توحيد خطبة الجمعة. وعدم الخروج عنها. وتوعدت مديرية أوقاف الشرقية بمعاقبة المخالفين بعد حصرهم حيث أكد الشيخ السيد الهادي مدير أوقاف الشرقية. في تصريحات صحفية. أن عشرات المخالفين لتعليمات وزارة الأوقاف سيعاقبون بعد حصرهم. لرفضهم الاستجابة إلي تعليمات خطبة الجمعة . ووصفهم بالمحرضين علي العنف. أكد الشيخ مصطفي إسماعيل . الأمين العام للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية . أن هناك برتوكول تعاون دعوي بين وزارة الأوقاف والجمعية الشرعيةپينظم الأمور المتعلقة بالدعوة سواء فيما يتعلق بالمساجد أو معاهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية التي يهمها من حيث المبدأ الصالح الدعوي وتحرص علي عدم الصدام مع المؤسسات الدعوية بالدولة وخاصة وزارة الأوقاف التي يربطها بها علاقة طيبة. وأوضح أن من ضمن بنود الاتفاق أو برتوكول التعاون فيما يتعلق بالممارسة الدعوية التزام الجمعية الشرعية بالسياسة الدعوية لوزارة الأوقاف في مساجدها وإبعاد تلك المساجد عن الممارسات السياسية والحزبية وأن يتم استخراج تصاريح للدعاة والخطباء من الأوقاف وفي حالة ضم أي مسجد من مساجد الجمعية للأوقاف يكون الإشراف من الأوقاف علي صحن المسجد فقط. وأشار إلي أن توحيد الخطبة في هذه الفترة العصيبة قد يكون مفيدا لحماية بعض منابرپبعض المساجد من التسييس أو ما يؤدي إلي إثارة البلبلة في البلاد . وخاصة أن التوحيد في الخطبة قاصر علي رؤوس الموضوعات فقط أما المضمون فإن الخطيب هو الذي يقوم بإعداده ومطلوب منه الاجتهاد في تناول الموضوع بشكل شيق ومعلومات جديدة وإحصائيات وأرقام تساعد الجماهير المصلين في التعرف علي المشكلة أسبابها وكيفية علاجها من المنظور الشرعي . ونحن حريصون علي عدم التصادم مع وزارة الأوقاف باعتبارها المشرفة رسميا وبحكم القانون علي الدعوة بمساجد الجمهورية. وأنهي الشيخ مصطفي إسماعيل كلامه بقوله : نرجو أن يكون هذا الإجراء مؤقتا في ظل الظروف غير الطبيعية التي تمر بها البلاد والعباد وبالتالي يكون أشبه بالضرورات التي تبيح المحظورات لأن الطبيعي في الدعوة في الظروف الطبيعية أن تكون هناك حرية كاملة للإمام في تناول الموضوعات التي يراها حيوية وتتماشي مع الظروف والبيئة التي يوجد بها المسجد. أتحفظ ولكن وأشار جمال سعد حاتم . رئيس تحرير مجلة التوحيد الناطقة باسم جماعة أنصار السنة المحمدية . إلي أن قضية توحيد موضوع الخطبة من حيث المبدأ قد تكون عليه تحفظات لأن ¢ لكل مقام مقال ¢والخطيب لابد أن يكون مرتبطا بهموم أهل منطقته فالخطبة التي تقال في مساجد الزمالك أو جاردن سيتي أو مصر الجديدة لاشك أنها ستختلف عما يقال في مساجد أسوان أو الوادي الجديد أو سيناء مثلا . وكذلك الخطبة التي تقال في مسجد ستتم فيه الصلاة علي جنازة عقب صلاة الجمعة تختلف عن ما تقال مسجد سيتم فيه عقد زواج عقب الصلاة. وأشار جمال سعد . إلي انه لابد أن يكون المنبر معبرا عن آمال وآلام أهل المنطقة الموجود بها وليس مجرد موضوعات صماء قد تتناقض تماما مع أحوال أهل المنطقة أو المصلين في المسجد مما قد يثير السخرية ويخلق مشكلات للخطيب مع جمهور مسجده. وأوضح جمال سعد . انه رغم تحفظه الشخصي علي توحيد الخطبة إلا أن القرار النهائي لمجلس إدارة الجماعة التي تربطها اتفاقات مع وزارة الأوقاف لمنع التصادم وخاصة في هذا التوقيت الذي نحن فيه أحوج ما نكون إلي وحدة الكلمة وتضميد الجراح باعتبارها فترة استثنائية. وأنهي جمال سعد حاتم كلامه . متمنيا أن يكون هذا الإجراء مؤقتا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا ولا يكون مستمرا إلي الأبد لأن له آثار سلبية كثيرة علي الواقع الدعوي علي المدي البعيد . وبالتالي يجب النظر إلي القرار علي انه أشبه ما يكون بحالة الطوارئ أو وقف حظر التجول التي يتم اتخاذها كإجراء استثنائي في ظروف استثنائية وسرعان ما يتم تعديلها أو إلغائها في ضوء تحسن الأحوال ومرور الظروف الطارئة التي أدت إلي فرضه. تمويت الدعوة عبر الدكتور محمود مزروعة . رئيس جبهة علماء الأزهر والعميد الأسبق لكلية أصول الدين ? جامعة الأزهر . عن رفضه الشديد لمثل هذا القرار الذي يعد نوعا من ¢ التأميم والتكميم ¢ للدعوة الإسلامية علي المنابر مما يفقدها حيويتها وتأثيرها في جماهير المصلين مما يزيد من عزوف الناس عن الحرص علي حضور خطبة الجمعة من أولها لأن موضوعها قد لا يهمه أو يتأثر به. وعبر الدكتور مزروعة . عن خشيته من تكون الخطوة التالية توزيع الخطب مكتوبة علي الخطباء وما عليهم إلا أن يقوموا بقراءة ما فيها ومن يغير كلمة أو حرفاً ستتم إحالته إلي التحقيق أو فصله لأنه غير أو حتي لحن في قراءة نص الخطبة الموحدة وكأنه أخطأ في القرآن. وأنهي الدكتور مزروعة كلامه بوصف هذا القرار بأنه نوع من ¢ تمويت ¢ الدعوة الإسلامية علي المنابر مما يجعل المسجد بلا روح أو تأثير ويتحول إلي مجرد مكان لأداء الصلاة فقط. يسيء لمصر تعجب الدكتور منير جمعة . عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين . وعضة ائتلاف علماء ضد الانقلاب .من هذا القرار متسائلا في سخرية : هل سيكون القرار الثاني توزيع الخطبة ليس علي الخطباء فقط بل علي المصلين في كل مسجد ليقوم كل منهم بقراءة ما فيه ؟ ام هل سيتم توحيد الخطبة المسجلة من خلال شبكة الكترونية يقوم خطيب واحد بإلقاء خطبة من غرفة مركزية ويتم استقبالها وإذاعتها الكترونيا وبالتالي نستغني عن الخطيب حتي نأمن شرور تناوله لقضايا السياسة أو حتي يتحدث عن هموم الناس وأشار الدكتور منير جمعة إلي أن ا القرار غير المسبوق ستكون آثاره وخيمة علي واقع الدعوة الإسلامية في مصر الأزهر التي بها ¢ الكعبة العلمية ¢ للأمة الإسلامية ولهذا أتوقع أن يكون له مردود سلبي ليس علي الواقع المحلي فقط بل علي سمعة مصر الأزهر في الخارج . وان الدعوة فيها غير حرة أو حيوية. قتل للإبداع عبر كثير من خطباء مساجد الأوقاف والجمعيات الخيرية عن رفضهم الشديد لهذا القرار الذي صدر من خلال الغرف المغلقة ويعد تكميم للأفواه بشكل غير مباشر مما يقتل فيهم روح الإبداع أو التميز لأن الموضوع محدد مسبقا ومفروض عليهم سواء كان شيقا أو غير شيق. وسخروا من القرار بأنهم يتوقعون أن تكون الخطوة القادمة هي إذاعة خطبة الجمعة الموحدة عبر الإذاعة في كل المساجد وكل مهمة الخطيب هو وضع ميكروفون مسجده أمام الراديو فقط ثم يقيم الصلاة ويصلي بالناس بآيات معينة حتي لا يكون فيه همز ولا لمز ويتم إخلاء المسجد وغلقه خلال خمس دقائق من انتهاء الصلاة وليختم كل مصلي الصلاة في بيته ويصلي فيه نوافل ما بعد الجمعة . وستخرج ¢فتاوي سلطانية¢ تؤكد أن هذا الإجراء من صميم الدين واجعل لبيتك من صلاتك نصيبا. ويستشهدون بوجوب طاعة ولي الأمر باعتبار أن هذا أمر إلهي لقوله تعالي ¢پيَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءي فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرى وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا¢ آية 59 سورة النساء..