كان مقررا ان يكون اليوم الثلاثاء هو الاخير لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ولكن تقرر تمديده حتي بعد غد الخميس نظرا للاقبال الكبير علي حضور المعرض وهو عكس ماكان متوقعا. معرض القاهرة الدولي للكتاب يأتي هذا العام وسط ظروف صعبة كانت تهدد بالغاء الحدث الثقافي الكبير.ولكن تم افتتاحه وهو ما مثل تحديا كبيرا خاصة مع ما تشهده البلاد من اعمال عنف وحوادث تفجيرات. حملت دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب الخامسة والاربعون عنوان "الثقافة والهوية". هوية مصر التي ترسخت منذ آلاف السنين. منذ كانت أقدم الحضارات وأعظمها علي وجه الارض وشكلت فجر تاريخ العالم كله وأهدته الكتابة والطب والحساب والكيمياء والعمارة والفلك والموسيقي. وأهدته أيضا طريقة تأسيس أول دولة مدنية نظامية بمؤسسات قوية وأهدته علاوة علي ذلك كله ملامح هويتها القائمة علي التسامح وعدم التمييز علي أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق وصارت علي مدي التاريخ بوتقة لانصهار الحضارات وامتزاجها. ان الهوية المصرية هي هذا الصرح المثالي لرحيق الحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية والثقافة لم تكن فقط احدي مكونات هوية مصر وإنما كانت أيضا حارسا رئيسيا لهذه الهوية وسيظل دور الثقافة هو المحافظة علي هوية مصر العريقة والحرص علي تفاعل أوجهها المتعددة بدون تمايزات وبدون اقصاء وبدون عنف وسيظل دور الثقافة حراسة حرية التعبير وفتح آفاق جديدة للكلمة والكتاب والفكرة والحوار. المميز هذا العام ان فعاليات وانشطة المعرض شهدت اقبالا فاق الاقبال علي اجنحة عرض الكتب التي تميزت بارتفاع اسعارها مقارنة بالاعوام السابقة. الندوات وورش الاطفال التي اقامها المركز القومي لثقافة الطفل والمقهي الثقافي كلها شهدت اقبالا كبيرا من جماهير المعرض. من الفعاليات التي شهدها المعرض مناقشة كتاب: ¢التصوف: الثورة الروحية في الإسلام¢للكاتب: أبو العلا عفيفي وشارك في مناقشته احمد الجزار - د.عبد الحميد مدكور - د.عمار علي حسن - د.مصطفي لبيب. ومناقشة كتاب : هوية مصر بين العرب والإسلام للكاتب: أ.جرشوني - ج. جانكوفيسكي. وشارك في مناقشته السفير د. محمد نعمان جلال - محمد التداوي. وادارها: خلف عبد العظيم الميري. اما علي صعيد سوق الكتاب فقد شهدت دور النشر التي تقدم كتبا مدعومة اقبالا جماهيريا كبيرا حيث شهد الجناح الخاص بالهيئة العامة لقصور الثقافة اقبالا كبيرا خاصة علي اصدارات مكتبة الاسرة المدعمة. كما شهد جناح الكويت اقبالا كبيرا علي اصدارات وزارة الثقافة الكويتية المدعومة ايضا خاصة اصدارات عالم المعرفة ومجلة الشرعية وغيرها. لايزال الكتاب الديني في مقدمة المبيعات هذا العام رغم امتناع عدد من دور النشر المعروف انتمائها لجماعة الاخوان عن الحضور هذا العام للمعرض. وجاء الكتاب الالكتروني في المقدمة ايضا خاصة مع سهولة تداوله. اما الجديد هذا العام فهو انتشار التطبيقات الدينية للهواتف الذكية وشهدت اقبالا معقولا عليها.