أكد علماء الأوقاف أن المرحلة الحالية في حاجة ماسة لتجديد لغة الخطاب وأن ما نعيشه الأن من اضطرابات في المجتمع يجعلنا أكثر أهمية وحاجة للتجديد واستعادة الريادة الحضارية والقيام بدور رائد في المصالحة الشاملة والتعاون التام. طالب العلماء بضرورة تضييق فجوة الخلاف واستيعاب المتغيرات التي تمر بها المرحلة وضرورة نبذ تكفير الآخر لمجرد الاختلاف في الرأي. الشيخ شوقي عبداللطيف رئيس القطاع الديني يري ان لتجديد الخطاب الديني مدارس أولا المدرسة العلمانية التي تهدف لمحو الدين ومحاكاة الغرب في النظر اليه علي أنه وسيلة تؤدي الي التخلف وينادون بفصل الدين عن الدولة وفي ذلك دعوة للتحلل من الدين جملة ومحو القيم والقضاء علي الأخلاقيات.. كما انها تدعو للتجديد دون حذر أو ضوابط شرعية وهذه المدرسة مرفوضة شكلا وموضوعا لأنها تود القضاء علي الهوية الاسلامية وتفريغ مضمون الدين الاسلامي. أما المدرسة الثانية وهي المدرسة السلفية وهم الذين يأخذون بظاهر النص ويتمسكون به وهي مدرسة تصيب وتخطيء.. لأنها تأخذ النص علي ظاهره وتتمسك به دون تأويل وفي نظرهم أنهم يأخذون بالأحوط. أما المدرسة الثالثة.. وهي التي تري أن ما أمر الله ورسول به يجب الانصياع اليه والتصديق به دون أدني شك لكن ينبغي أن نفهم النصوص علي حسب ما نزلت علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم بحسب المصالح التي تحددها هذه النصوص. ويري الشيخ شوقي أن محاور التجديد تكون في عنصرين عنصر ثابت أبدا لا يتغير ولا يتبدل ولا يتحول وآخر قابل للتغيير والتبديل تبعا لحاجات الناس ومصالحهم فالعنصر الثابت يكون فيما يخص خضوع العقل له بلا بحث عن حقيقته وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر.. وما يخص العبادات كالصلوات ومقادير الزكاة وأركان الحج.. أما العنصر القابل للاجتهاد فيكون في بعض المعاملات والتي تخضع للاجتهاد والتي يجب أن تكون محلا لإعمال العقل. باب الاجتهاد مفتوح وبناء عليه فان باب الاجتهاد مفتوح لكل جديد شريطة ألا يرد فيه نص قطعي.. أما. إذا ما ورد فيه نص فعطي فلا تستطيع أن تقترب منه مطلقا بزيادة أو نقصان وبذلك يكون التجديد في شأن المعاملة التي لم تحكمها نصوص قطعية. فجوة الخلاف أما الدكتور سالم عبدالجليل.. وكيل وزارة الأوقاف فيري أن الخطاب الديني في حاجة ماسة الي استعادة الريادة الحضارية والسيادة العالمية لأمة الاسلام وأن يقوم بدور الرائد في المصالحة الشاملة بين فعاليات الأمة والتعاون التام في دوائر النفوذ فيها. كما يجب أن يكون للخطاب دوره في دوائر النفوذ. وفي المصالحة بين المذاهب والطوائف الاسلامية وتضييق فجوة الخلاف فيما بينها وهوة النزاع والخصومات التي تنشأ بين هذه الطوائف خاصة أن مساحة التقارب واسعة وأصيلة. نبذ الغلو وحدد د.سالم عدة مرتكزات هامة يجب أن ينطلق منها التجديد في لغة الخطاب والتي تتضمن الآن: التأكيد علي صلاحية الشريعة الاسلامية وتميزها بالثبات والمرونة واصلاحها لأحوال الناس وسعتها لاستيعاب المتغيرات وقبولها لمختلف الآراء الاجتهادية التي تستند الي أدلة شرعية واعتبار الاختلاف الفقهي تنوعا يلبي حاجات البشر. ابراز خصائص ومواهب أئمة المذاهب الاسلامية والافادة من تراثهم. نبذ اتجاهات التكفير لأهل القبلة وانكار التبديع والتنسيق بسبب المخالفة في الرأي وعدم التعصب المذهبي واللا مذهبي في القضايا الدعوية والفكرية. بيان النظرة الشرعية في نبذ الغلو والتطرف من جهة. والتسيب والتحلل من جهة أخري وعدم استغلال الدين لأغراض سياسية أو شخصية تتعارض مع أصول وثوابت الدين. العمل علي تصحيح النظرة الخاطئة الي الاسلام المتمثلة في اتهامه بالارهاب وقتل المدنيين وترويع الآمنين والاعتداء علي النساء والأطفال وضرورة التفريق بين ذلك كله والجهاد الذي شرعه الله تعالي.