كما أن علي الزوج واجبات تجاه زوجته وأسرته. كذلك علي الزوجة واجبات تجاه زوجها وأسرتها. من هذه الواجبات أن تكون صالحة. عابدة. طائعة. حافظة العهد وفية له. يقول تعالي: "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله" النساء: 34 وهنا كان للمرأة دور في حياة الرجل لا يتوقف علي تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال. وإنما هي كما قال تعالي: سكن ومودة للرجل. يقول تعالي: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" الروم: 21 لذلك كان للمرأة دور خطير سواء داخل الأسرة أو من وراء الرجل في الحياة العامة لاتخاذ قراراته بصورة مباشرة أو غير مباشرة فقد كان للسيدة أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها رأيها الصائب في صلح الحديبية حينما استشارها رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يفعله حينما ردته قريش عن البيت الحرام وكان محرما هو والمسلمون معه بالعمرة. وكان الصلح ينص علي قدومهم في العام التالي. وقد رفض المسلمون العودة إلي المدينة دون أن يؤدوا مناسك العمرة واعتبروا هذا ظلما وامتهانا لهم. فأشارت عليه أم سلمة رضي الله عنها بأن يتحلل من إحرامه ويحلق رأسه كأنما أدي مناسك الحج دون أن يكلم أحداً منهم. وسيتبعه المسلمون حينما يرونه قد فعل ذلك. ففعل رسول الله صلي الله عليه وسلم ما أشارت عليه أم سلمة رضي الله عنها وتبعه المسلمون في ذلك. كما روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عدة أحاديث عن طاعة المرأة لزوجها. فكما أن علي الزوج الانفاق وحماية المرأة ورعاية شئونها علي المرأة أيضا أن تحسن التبعل لزوجها.. يقول صلي الله عليه وسلم: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" أخرجه ابن ماجة والترمذي. كما روي عنه صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع "فأما حقكم علي نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون". أخرجه الترمذي وابن ماجة. وحينما جاءت الصحابية أسماء بنت يزيد الأنصارية وافدة من النساء إليه تسأله قائلة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله. إن الله بعثك إلي الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك وإنها معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضي شهواتكم وحاملات أولادكم وأنتم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضي. وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظن لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفنشارككم في هذا الأجر والخير. فأعجب صلي الله عليه وسلم بمقالتها وقال لها "افهمي أيتها المرأة. واعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته يعدل ذلك كله". البقية العدد القادم بمشيئة الله