تعد الإساءة للرسول صلي الله عليه وسلم هوس غربي قديم ويعود تاريخها إلي السنوات الأولي للهجرة حين أرسل رسول الله عليه وسلم رسله ثم جيوشه لمحاربة الروم وتطور هذا التشويه باستخدام كل الوسائل المتاحة في كل عصر من الأدب والإعلام وأقوال الفلاسفة ورجال الدين والرحالة وغيرهم . فما هي أسباب هذا التشويه وكيف يمكن الرد عليه ؟ ولماذا فشلنا في تقديم الصورة الحقيقية المشرقة لرسولنا صلي الله عليه وسلم الذي نتغني بحبه ونحن بعيدون عن أخلاقه وقيمه. في البداية يشير الدكتور احمد عمر هاشم . عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر. إلي أن الله تكفل بحفظ دينه وإعلاء مكانة رسوله صلي الله عليه وسلم ولو كره الكافرون . ووصل الأمر الي أن الإساءات الغربية والصهيونية المتعددة للإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم أدت الي أن أعدادا كبيرة من غير المسلمين في أمريكا وبلاد اوربا دخلت في الإسلام بعد أن قرأوا عنه وعلارفوا حقيقته . وكما قيل: ¢إن الله تعالي لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر¢. والغريب أن يتشوق أهل الغرب إلي معرفة سيرة الرسول صلّي الله عليه وسلم الذي يكال له السباب والشتائم فيعلمون خلقه العظيم فيدخلون في دين الله أفواجا. واوضح الدكتور عمر هاشم انه هذه ليست دعوة الي الاستكانة والقول بأنه ليس في الامكان احسن مما كان بل انه دعوة لتحفيز الهمم المساهمة في شرف التعريف برسول الاسلام صلي الله عليه وسلم من خلال اصدار كتب بكل اللغات عنه وإنشاء فضائيات دينية بكل اللغات والتواصل مع المفكرين الغربيين المنصفين والمؤسسات التعليمية والثقافية هناك لتصحيح الصورة المغلوطة في وسائل الإعلام ومناهج التعليم وكتب التراث والتاريخ عن الإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم. الاستكانة مرفوضة رفض الدكتور محمد ابوليلة . رئيس قسم الدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية - جامعة الأزهر . الاستكانة والقول بأن الإسلام ينتشر بقوته الذاتية رغم ضعف المسلمين بل لابد ان نتحول جميعا الي دعاة للاسلام ورسوله الكريم صلي الله عهليه وسلم من خلال التحلي باخلاقه عمليا لا قولا فقط وان نكون نموذجاً مشرفا للاسلام بدلا من ان نكون عالة علي البشرية مثلما هو الحال الآن. وأوضح الدكتور أبو ليلة انه وقت أن نفهم ديننا ونكون كما أمرنا ووصفنا الله تعالي بقوله ¢كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةي أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ¢. وقوله تعالي كذلك ¢ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةى حَسَنَةى لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا¢ بهذا فقط يمكن ان نحسن تقديم رسولنا لغيرنا والا كنا من المنافقين الذين يأمرون غيرهم بالخير والبر وينسون أنفسهم وقال الله فيهم ¢ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ¢. وأشار إلي انه من الطبيعي أن يتسابق الغرب لإيذاء النبي محمد صلّي الله عليه وسلم ويتفنن بكل ما أوتي من وسائل كي يضع رسول الإسلام موضع المتهم حتي ينفر منه أهل الأرض جميعا . ولكن ماذا فعلنا نحن لرد هذا الهجوم وتصحيح هذه الأخطاء؟ هل قامت الأسرة المسلمة بتربية أولادها علي الحب الحقيقي لرسول صلي الله عليه وسلم ؟ وهل قامت المدارس والجامعات ومؤسسات الثقافة ووسائل الإعلام بتقديم الصورة الحقيقية للرسول لأبناء المسلمين قبل غير المسلمين؟ ودعا الدكتور أبو ليلة . أبناء الأمة الإسلامية بأن يكونوا مسلمين حقيقيين وليس بالأسماء فقط حتي يحسنوا صورة الرسول صلي الله عليه وسلم أمام غير المسلمين وأن ينفذوا عمليا قول الله تعالي ¢ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورى رَحِيمى¢. مواجهة الاعلام يشير الدكتور حسن علي . رئيس قسم الإعلام بآداب المنيا إلي أن العدوان الإعلامي الشرس وتصوير الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام في صورة مغايرة للحقيقة بالغة البشاعة ومخالفة تماما للحقيقة أمر ليس بجديد بل هي عقيدة غربية موروثة تشكلت ونمت خلال ثمانية قرون منذ القرن الأول الهجري وحتي نهاية القرن الثامن الهجري حتي جعلوا سبه صورة من صور التعبد لله ونصرة المسيحية وابرز مثال لذلك ما حدث في الحروب الصليبية .واستمر العدوان الغربي علي الإسلام وتشويه صورة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم باختراع صورة بشعة له والترويج لها عبر وسائل الإعلام الغربية المتاحة في كل عصر. ووصل الأمر إلي تبني بعض الرؤساء لذلك حيث قال جورج بوش الابن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 . إلي القول بأنه يقود حربا صليبية. اوضح الدكتور حسن علي انه من الخطأ التعميم بأن الغرب كله معاد للرسول صلّي الله عليه هناك منصفون يجب التواصل معهم واستخدامهم في تصحيح الصورة المغلوطة عن الرسول في الغرب حيث لا تزال الأيدي الصهيونية الآثمة تحكم سيطرتها علي وسائل الإعلام الكبري. ولا تدخر جهدا في استغلالها في السخرية من الرسول صلّي الله عليه وسلم وتشويه صورة الإسلام ومن المؤسف أن كبريات الصحف العالمية مثل التايمز. البريطانية التي أصبحت صحيفة صهيونية خالصة بعد أن اشتراها المليادير اليهودي امبراطور الإعلام المعادي للإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم .ويتكامل دوره مع مايقوم به المليادير اليهودي الأمريكي اودلف اوش مالك ¢ النيويورك تايمز¢ التي تعد من أشهر الصحف الأمريكية وكذلك الواشنطن بوست وال¢نيوز ويك¢ وغيرها من الأدوات الإعلامية الصهيونية وكذلك عشرات بل مئات وانهي الدكتور حسن علي كلامه بالمطالبة بوضع إستراتيجية متكاملة للدفاع عن الرسول صلي الله عليه وسلم وإبراز سيرته الكريمة وانتاج الاعمال الفنية وبكل اللغات للداخل والخارج علي حد سواء لأن كثير من أبناء الإسلام يجهلون سيرة نبيهم فما بالنا بمن ولدوا في مجتمعات غير إسلامية ولابد ان تشارك في تمويل تنفيذ هذه الإستراتيجية كل المسلمين حكاما ومحكومين لأن هذا بمثابة الفريضة الغائبة.