تابعت لقطات من المناورة نصر رقم 10 لأحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني شعرت عندها بالزهو والفخر والإعزاز للكفاءة القتالية التي يتمتع بها خير أجناد الأرض. وهو شعور يجب أن يغمر كل مصري مخلص ووفي لوطنه. فمن صميم الفؤاد أقدم تحية احترام وإجلال إلي هذا الجيش العظيم الذي لن تنال منه شعارات هدامة أو شائعات مغرضة يطلقها أعداء الوطن الذين ارتضوا لأنفسهم عن قصد أو غير قصد أن يكونوا في نفس خندق الكيان الإسرائيلي واختاروا أن يقفوا معه علي خط واحد. وأنا هنا لا أسمي جماعة أو فصيلا أو حركة بعينها من تلك الحركات المشبوهة الموجودة علي الساحة المصرية الآن ولكن كما يقول المثل الشعبي "إللي علي رأسه بطحة يحسس عليها". ولو أن المغرر بهم من أبناء هذا الشعب تابعوا باهتمام هذه المناورة التي جرت بالذخيرة الحية لراجعوا مواقفهم وغيروا أفكارهم وانحازوا لجيشهم . ولكن أما وقد تمادوا فيما هم عليه فإن الله تعالي لم يرد لهم هذا الشرف ومع شعوري بالإعتزاز فإني ما زلت أحلم لجيش مصر العظيم بما هو كبير وكثير لكنه ليس علي الله بعزيز أحلم بأن يكون جيشنا أقوي بكثير مما هو عليه الآن أحلم بحاملات طائرات عملاقة تابعة له تجوب بحار ومحيطات العالم. وهذا يجب أن يوضع في استراتيجية الجيش ولو علي المدي البعيد . ذلك لأن أمن مصر القومي يمتد إلي خارج حدودها. فمنابع النيل الذي هو أهم عناصر أمننا القومي موجودة خارج حدودنا وتأتينا منها منغصات دائمة آخرها سد الألفية الأثيوبي ولعنة الله علي من أطلق عليه سد النهضة. فمطلوب من جيشنا التصدي لأي عبث تقوم به إسرائيل في بلاد المنابع ولن يتمكن من القيام بهذه المهمة مالم تكن لديه حاملات الطائرات العملاقة هذه. ولنتعلم من الأمريكان والفرنسيين والبريطانيين الذين تجوب حاملات طائراتهم بحارنا مع أنه لا داعي لوجودهم في هذه المنطقة ولكنها النزعات الاستعمارية التي لا تزال تجري في دمائهم. أيضا أحلم بأن يقوم جيشنا العظيم بتصنيع سلاحه بنفسه بدلا من الاعتماد علي الولاياتالمتحدةالأمريكية تارة وعلي روسيا تارة أخري وعلي ألمانيا أحيانا كثيرة. فالتكنولوجيا العسكرية موجودة والمواد الخام متوفرة والعقول المصرية لا تضاهيها عقول ولكن ينقصنا التمويل. وهنا يجب أن نعمل بكل ما أوتينا من عزم وتصميم علي توفير هذا التمويل فليس هناك مستحيل إذا تحلينا بلأمل وليس هناك صعب إذا تسلحنا بالعمل. وليس هذا بجديد علينا فقد سبق أن صنعنا دبابات وطائرات بدون طيار ولم أدر لماذا انطفأ هذا الوهج وخمد هذا الحماس في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. مصر التي يجب أن تكون هي مصر التي تصنع سلاحها وليس هذا فحسب بل وتسجل اسمها في قائمة الدول التي تصدر السلاح ذا التكنولوجيا الحديثة العالية بكل أنواعه من الطائرات والدبابات والمدافع والسفن الحربية والذخائر وكل ما يمت بصلة للعتاد الحربي سيظل ينقصنا الكثير ما لم نصنع سلاحنا بأيدينا . وسنظل معطلين لآية كريمة من كتاب الله العزيز يقول المولي جل وعلا فيها : "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس" الآية 25 من سورة الحديد. فالبأس الشديد إشارة إلي الصناعات الحربية والمنافع إشارة إلي الصناعات المدنية . وعليه نتمني من رجال وقادة الجيش وضع هذا في الاعتبار وإدراجه ضمن خططهم المستقبلية وتنفيذه في أقرب وقت وعندها سيردد الشعب بكل أطيافه دون استثناء أنشودة تسلم الأيادي. قال ابن سينا في فضل صناعة السلاح النووي: خذ الفرار والطلق- وشيئا يشبه البرق فإذا أحكمتهما صنعا - ملكت الغرب والشرق