يجب علي الداعية أن يعيش الواقع الذي نحن فيه ولا يكون بمنعزل عن الناس ويلتزم الصدق والصراحة والموضوعية في معالجته لقضايا عصره وأن يكون قادرا علي لم شمل المجتمع الذي يعيش فيه معالجا لقضاياه وليس داعيا لتفريقه وأن يعيش الدعاة علي نهج رسول الله صلي الله عليه وسلم في الدعوة بالسماحة ولين الجانب. فلا يأس مع الحياة والمجددون في الإسلام كثيرون منهم عمر بن عبدالعزيز والشافعي وأحمد وغيرهم والإمام الشعراوي كما يجب أن يكون الداعية مصدر هداية لمجتمعه ومصدر حكمة. كما أمر ربنا في قوله تعالي: "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". كما يجب أن يكون الداعية دائم القراءة والاطلاع مركزا علي الحكمة في خطابه ومخاطبة العقول واقناعهم بالدليل العلمي والموعظة الحسنة التي تحرك القلوب واتباع فقه الأولويات والترغيب قبل الترهيب والتيسير قبل التغيير. لا يصح اختصاص الخطاب الديني في خطبة الجمعة فقط بل يأخذ جميع أشكال الخطاب من المحاضرات والرسائل والمقالات ومداولة الكتب ومقارنتها بالأعمال الفنية الهادفة لتوظيفها في خدمة الخطاب الديني. وهذا يعني اتساع أفق الإمام والانطلاق والسعة لأن الإسلام كان في باكورة عهده بمكة يتبع أسلوب الزجر بلفظ كلا.. أما التجديد في المدينة لم يكن به لفظ كلا. كذلك لم يكن فيه غلو أو تطرف أو تفريط والخطاب الديني من القضايا ذات الشأن في حياة الداعية وذلك لشيوغ الأمية الدينية والغزو الثقافي والذي نبه الغرب بالإضافة إلي الغزو الثقافي وشدة الفتن واختلاف الآراء العشوائية مما يعرف بالفقه الهوائي. فدعوة الإسلام إلي الخير العام للبشرية هو أعظم خطاب ديني يتجدد في كل زمان ومكان كما قال تعالي: "ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون". كما يجب علي الدعاة أن يذهدوا في الدنيا كما زهد الملوك في الدين.