** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: حرم الإسلام ترويج الشائعات لما لها تأثير مباشر علي الأمن القومي. وضرب الاستقرار. وزعزعة الحالة النفسية عند الراعي والرعية. واضطراب الأمان المجتمعي بين الناس. وانتشار الذعر والفوضي الذي يؤثر بالتالي علي اقتصاد البلاد ويصيب حياة الناس بالشلل التام. وقد تضافرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة علي حرمة المشاركة في نشر الشائعات في المجتمعات وبين الناس كالأقاويل غير محققة المصدر. والقول بالظنون من غير تثبت في صحتها. وقد وصف المولي عز وجل ما يسمي اليوم بالشائعات "بالارجاف" وهو ترويج الكذب والباطل بما يوقع الفزع والخوف في قلوب الناس فقال تعالي: "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا" "الاحزاب:60" ولعلاج انتشار الشائعات في المجتمع يجب الرجوع إلي أولي الأمر والعلم والتخصص والخبراء بالأمور قبل نشرها وإذاعتها حتي يمكن التثبت من صحتها. ووأد الشائعة في مهدها قبل تفاقمها والامتناع عن إذاعتها قال تعالي: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" "النساء:83". ولقد نبهنا المولي عز وجل إلي اجتناب اكثر الظن وخاصة الذي يثير الفتن والقلاقل ويوقع بين الناس العداوة. بل قد نهانا عن التجسس والعسس علي خلق الله وتتبع عوراتهم لإثبات أن ظنهم في محله فقال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيجب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" "الحجرات:12" قال تعالي: "وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا" "النجم:28" وقال تعالي: "قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن انتم إلا تخرصون" "الانعام:148". قال تعالي: "وما يتبع اكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون" "يونس:36". وقال صلي الله عليه وسلم: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" "البخاري". كما يندرج ترويج الشائعات تحت النهي عن القيل والقال. فقال صلي الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال. وإضاعة المال. وكثرة السؤال" "البخاري" ويدخل في "قيل وقال" الخوض في أخبار الناس وترويج الأكاذيب. ولقد حذرنا النبي صلي الله عليه وسلم من نقل الإنسان كل ما يسمع لانه سيقع في الكذب أو المبالغة في النقل بالزيادة أو النقص ولم يستطع ضبط النص فقال صلي الله عليه وسلم: "كفي بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع" "مسلم".. والله أعلم