نواصل حديثنا فنقول وبالله التوفيق: لا يحرض الإسلام علي القتال. فالإسلام لم يأت للقضاء علي الكفار وإنما للقضاء علي الكفر في الناس. ومن ثم كان يدعو للحفاظ علي حياة الناس مهما كانوا. هذه مهمة الرسول الكريم تماماً مثل مهمة الطبيب الذي عليه القضاء علي المرض لا القضاء علي المرضي فيصبحون أسوياء. يقول سبحانه وتعالي: ¢محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم ¢ لقد فصّلنا هنا بين ¢ محمد رسول الله ¢ وبين ¢ الذين معه¢ فكلمة ¢ رسول الله ¢ تعني الرحمة المطلقة. أما الذين معه فهم الأشداء علي الكفار والرحماء فيما بينهم. إن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو رسول الله لا تنتظروا أن يكون مثلكم. ما وجد في قلبه من رحمة يجعله رحيماً ولو بالكفار. كان جاره اليهودي يلقي عليه القاذورات كل يوم فلما انقطع عن هذه العادة ذات يوم ذهب الرسول إليه وطرق بابه ليسأل عنه. فعلم أنه مريض فقال له الرجل: أتسأل عني؟! فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: ¢ انقطعت عادتك ثلاثة أيام ¢ وكان أن دخل الرجل في الإسلام. لقد جُعلت قوة المسلمين فقط لحماية المستضعفين كي يأخذوا الفرصة لينطقوا الشهادتين علناً دون خوف يقول سبحانه وتعالي: ¢وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم¢ لو قال "ترهبون بها" يكون قد قصد الإرهاب بالقوة. لكنه قال ¢ترهبون به¢ و¢به¢ هنا تعود علي رباط الخيل. فما هو رباط الخيل؟ هذا ما سنعرفه بإذن الله تعالي في العدد القادم.