* يسأل مجدي إبراهيم علي من الجيزة: لماذا سميت صلاة القيام بصلاة التراويح؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: صلاة التراويح هي الصلاة التي تؤدي في ليالي رمضان المبارك بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الوتر ركعتين ركعتين وهي سُنَّة في حق الرجال والنساء علي السواء. ويجوز أن تصلي في المسجد كما يجوز أن تصلي في البيت. ويجوز أن تصلي جماعة كما يجوز أن تصلي فرادي. وتسمي صلاة القيام لطول القيام فيها وكثرة قراءة القرآن بعد قراءة الفاتحة. وتسمي صلاة التراويح لما بين كل أربع ركعات فيها من الراحة فالتراويح في اللغة جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة وأصل الترويحة إيصال الراحة وهي الجلسة. وقد سميت بذلك ترويحة شهر رمضان لاستراحة المصلين بعد كل أربع ركعات بالجلسة. ثم سميت كل أربع ركعات ترويحة مجازاً لما في آخرها من الترويحة وقد حث الرسول صلي الله عليه وسلم ورغب في قيام شهر رمضان وبشر بالثواب الجزيل عليه كمثل قوله صلي الله عليه وسلم من قام رمضان إيماناً واحتسباً غفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري ومسلم إلا أنه لم يصل بالمسلمين صلاة القيام جماعة في رمضان إلا ثلاث مرات فقط. روي البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خرج ليلة في جوف الليل فصلي في المسجد وصلي رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلي فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم فصلي بصلاته. فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتي خرج لصلاة الصبح. فلما قضي الفجر أقبل علي الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإني لم يخف علي مكانكم. ولكن خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها. وكانت هذه الليالي الثلاث غير متتالية كما في رواية النسائي في سننه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قمنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلي ثلث الليل الأول ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلي نصف الليل. ثم قمنا ليلة سبع وعشرين حتي ظننا ألا ندرك الفلاح وكانوا يسمونه السحور والصورة الموجودة اليوم لقيام رمضان جماعة في المساجد بعد العشاء إنما بدأت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه اجتهاداً منه ولم يسبق إليها. جاء عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما عن عبدالرحمن بن عبدالقاري أنه قال: خرجت مع عمر رضي الله عنه في رمضان فإذا الناس أوزاع "جماعات" متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط. فقال عمر: أري لو جمعت هؤلاء علي قاريء واحد لكان أمثل "أفضل" ثم عزم فجمعهم علي أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخري والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر: نعم البدعة هذه رواه البخاري ومالك واللفظ للبخاري والبدعة في الأصل:: إحداث أمر لم يكن زمن النبي صلي الله عليه وسلم وهي علي ضربين حسنة وسيئة والمراد بقول عمر رضي الله عنه : نعم البدعة هذه: هي البدعة الحسنة.