وزير التعليم العالي: البحث العلمي قاطرة التنمية والدولة تضعه في صدارة أولوياتها    عضو بالشيوخ: توجيهات الرئيس السيسي قطعت الطريق على محاولات التشكيك    وزارة التموين تحقق زيادة في توريد القمح المحلي أكثر من 4 ملايين طن    وزير السياحة يبحث مع سفير هولندا بالقاهرة تعزيز التعاون المشترك    رئيس الجمارك يوضح آلية التسجيل المسبق للشحنات الجوية «ACI» ويؤكد استمرارية دور المستخلص إلكترونيًا    «كوانتم إنفستمنت بي في» تزيد حصتها في شركة إيديتا للصناعات الغذائية في صفقة تبلغ قيمتها 1.26 مليار جنيه    تهديد إسرائيلى جديد ينسف اتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع    مدفيديف مندهش من تصريحات السياسيين الأوروبيين بشأن السلام    وزير الدفاع الإيطالي: لا خلافات داخل الحكومة بشأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا    دعوى أمام محكمة أمريكية تطعن في إنهاء حماية مواطني جنوب السودان من الترحيل    نيجيريا تتقدم على تنزانيا بهدف في الشوط الأول بكأس أمم أفريقيا 2025    القبض على المتهمين بسرقة هاتف محمول من شخص بالقاهرة    الأرصاد الجوية ترصد تفاصيل الظواهر الجوية المتوقعة غدا الأربعاء .. اعرف التفاصيل    موعد ومكان عزاء الماكيير الراحل محمد عبد الحميد    أحمد رفعت: «بعتبر نفسي أقل الفنانين حصولًا على أجر»    هل يجوز قضاء الصلوات الفائتة بأكثر من يوم باليوم الواحد؟.. أمين الفتوى يجيب    هل أكل لحم الإبل ينقض الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    حسام عبدالغفار: التأمين الصحي الشامل يحظى باهتمام كبير من الدولة    غرفة العمليات الحكومية الفلسطينية تحذّر من خطورة الوضع الإنساني بقطاع غزة    أبو الغيط يدعو إلى التفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية المقدمة لمجلس الأمن    المصرية للاتصالات تختار "نايس دير" لإدارة خدمات الرعاية الصحية لموظفيها    نحو منظومة صحية آمنة.. "اعتماد الرقابة الصحية" تُقر معايير وطنية لبنوك الدم    محافظ المنيا يتابع الجاهزية الطبية ويشيد بجودة الخدمات المقدمة    إحالة للمفتي.. الحكم علي عاطل قام بخطف طفله وهتك عرضها في البحيرة    تعرض محمد منير لوعكة صحية ونقله للمستشفى.. اعرف التفاصيل    مؤتمر أدباء مصر يُكرم الدكتور أحمد إبراهيم الشريف تقديرا لمسيرته الإبداعية    جامعة عين شمس تناقش مقترحات الخطط الاستثمارية للعام المالى 2026/2027    لأول مرة تجسد شخصية أم.. لطيفة تطرح كليب «تسلملي» | فيديو    وكيل تعليم القاهرة يتفقد مدارس إدارة منشأة ناصر التعليمية    ما هو مقام المراقبة؟.. خالد الجندي يشرح طريق السالكين إلى الله    رمضان 2026 |خالد مرعي مخرج «المتر سمير» ل كريم محمود عبدالعزيز    ألمانيا: إيداع سائق السيارة المتسبب حادث السير بمدينة جيسن في مصحة نفسية    رئيس "سلامة الغذاء" يستقبل نقيب الزراعيين لتعزيز التعاون المشترك    وكيل وزارة الشباب والرياضة بالفيوم يستقبل لجنة «المنشآت الشبابية والرياضية» لمتابعة أعمال مراكز الشباب بالمحافظة    البحوث الفلكية تكشف موعد ميلاد شهر شعبان وأول أيامه فلكيا    مليار مشاهدة.. برنامج دولة التلاوة فى كاريكاتير اليوم السابع    حكام مباراة الثلاثاء ضمن منافسات الدوري الممتاز للكرة النسائية    وزير الدفاع الإسرائيلي: إسرائيل لن تنسحب أبدًا من قطاع غزة    محمد منير بخير.. مصادر مقربة تكشف حقيقة شائعة تعرضه لوعكة صحية    وزير الدفاع الإسرائيلي يطرح احتمال إنشاء مستوطنات في شمال غزة    مودى ناصر يوقع على رغبة الانتقال للزمالك وإنبى يحدد 15 مليون جنيه لبيعه    رئيس جامعة المنوفية والمحامي العام يناقشان آفاق التعاون المجتمعي    ميناء دمياط يضخ 73 ألف طن واردات في يوم حيوي    أمم إفريقيا - مؤتمر محرز: لا أعذار.. نريد كتابة تاريخ جديد لمنتخب الجزائر    أمم إفريقيا – مؤتمر مدرب السودان: أحيانا أسمع وفاة أحد أفراد أسرة لاعب في الفريق    محافظ شمال سيناء يفتتح عددا من الوحدات الصحية بمدينة بئر العبد    هذا هو موعد جنازة الماكيير الراحل محمد عبد الحميد    وزير التعليم في جولة مفاجئة بمدارس إدارتي ببا وسمسطا بمحافظة بني سويف    ضبط شخصين بالمنيا لاتهامهما بالنصب على المواطنين    البابا تواضروس الثاني يستقبل الأنبا باخوميوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون    «الصحة» توقيع مذكرة تفاهم مع «فياترس» لتطوير مجالات الرعاية النفسية    ضبط صاحب شركة بالإسكندرية لتجارته غير المشروعة بالألعاب النارية والأسلحة    الأهلي في اختبار صعب أمام المحلة بكأس الرابطة    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 23ديسمبر 2025 فى المنيا    وائل القباني: هجوم منتخب مصر الأقوى.. والتكتيك سيتغير أمام جنوب إفريقيا    وزارة التعليم: أحقية المعلمين المحالين للمعاش وباقون في الخدمة بحافز التدريس    نظر محاكمة 89 متهما بخلية هيكل الإخوان.. اليوم    أمم إفريقيا - ياسر إبراهيم: أحب اللعب بجانب عبد المجيد.. ونعرف جنوب إفريقيا جيدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ومضات إسلامية
مجاهد خلف
نشر في عقيدتي يوم 16 - 07 - 2013

الوالي : مصر لا تتجزأ ولا تنفصل عن تركيا.. التعاون مستمر
من نوادر المصادفات واجملها ان تاني زيارتي لاسطنبول للمرة الاولي مع تلك الايام التي توافق پذكري مرور 560 عاما علي فتح القسطنطينية.. وتحقيق واحدة من بشارات النبوة الخاتمة.. تلك المدينة التي بشر الرسول بفتحها فقال - صلي الله عليه وسلم - : لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش.. وكانت أول محاولة لذلك حصار القسطنطينية عام 34ه/654 م. في عهد أمير المؤمنين الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه.. حيث أرسل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه علي رأس جيش كبير لحصارها وفتحها. غير أنه عاد دون أن يتمكَّن من ذلك بسبب الأسوار المنيعة.. و لم تتوقف المحاولات في عهد الخلفاء من بعد حتي جاء عهد السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني وحاول العثمانيون فتح القسطنطينية بجيش مكون من 265 ألف مقاتل تصحبهم المدفعية الثقيلة. وكان في مقدمة الجيش الشيوخ والعلماء وكبار رجال الدولة. متوجهين إلي القسطنطينية يتقدمهم السلطان. وتحت وابل من النيران والسهام اقتحم الجنود أسوار المدينة. وتدفقت جموعهم إليها كالسيل الجارف. ودخلها السلطان محمد الثاني فاتحًا في يوم الثلاثاء 20 من جمادي الأولي سنة 857ه/ 29 من مايو 1453م. وقد لُقِّب السلطان من يومها بالفاتح . ولما دخل المدينة ترجَّل عن فرسه. وسجد لله شكرًا. وأمر بإقامة مسجد في موضع قبر أبي أيوب الأنصاري. الذي شارك في واحدة من محاولات الفتح الاسلامي لها.. ولا يزال قبر هذا الصحابي موجودا پويعد پاحد المعالم التاريخية و المقاصد السياحية المهمة حتي اليوم.. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت القسطنطينية عاصمةً للدولة العثمانية. وأطلق عليها اسم ¢إسلام بول¢ أي دار الإسلام. وتتعدد طرق نطقها ما بين استانبول او اسطنبول..
وصلنا اسطنبول مع اشراقة يوم غير عادي حيث تركت القاهرة وهي علي موعد مصيري خطير و علي عتبة تحول صعب بعد ليلة ليلاء لم تعرف مثلها صخبا و ضجيجا كان له ما له من تأثير علي مسيرة التحول الديمرقراطي الحائر و المتعثر الي ابعد الحدود..پمباشرة توجهنا من مطار اتاتورك احد اكبر المطارات الاوروبية الي مقر والي اسطنبول السيد افين متلو ويترجم للعربية حسين عوني متلو حيث موعد المؤتمر الصحفي مع ممثلي الصحافة العربية والعالمية.. وكان مخصصا حول السياحة في اسطنبول والموقف بعد مظاهرات ميدانپ تقسيم الشهيرة والتي تركت تأثيرات علي التدفق السياحي للمدينة..
.. ما ان خرجنا من المطار حتي جاءنا صوت السيدة ريما المرشد المرافق لنا.. وهي بالمناسبة واحدة من ملايين ضحايا الحرب في سوريا وعلي سوريا... حلبية طاردتها و اسرتها مدافع القصف المجنون حتي تواروا خلف التخوم التركية.. تخبرنا ريما اننا متجهون الي المدينة القديمة و ما هي الا لحظات حتي بدت اسوار القسطنطينية الحصينة والقلاع الشاهقة التي كانت توفر لها الحماية علي مر العصور التاريخية بدء من الرومان وغيرهم.. الاسوار التي تحطمت علي صخرتها و عند ابوابها جحافل الجيوش الاوروبية والعربية والاسلامية حتي اصبحت المدينة في النهاية پاحد اكبر و ابرز الرموز الاسلامية عالميا..
پفي مكتب الوالي تأخذك المشاهد الاولي وتحلق بك الي افاق پمتسارعة من التاريخ القديم و الحديث معا.. تستشعر عظمة وأبهة السلاطين و تنتشلك منها وذكرياتها صورة حديثة علي الحائط لمصطفي كمال اتاتورك تتصدر الحائط في خلفية مكتب الوالي واسفل منها بحجم اصغر صورتان للرئيس عبد الله جول و الثانية لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان..
.. رحب بنا والي پاسطنبول ترحيبا حارا وترك مجلسه وموقعه علي المنصة و خرج يستقبلنا علي الباب الرئيسي قائلا اهلا بمصر و اهل مصر.. جلس الرجل يتحدث بكل واقعية عن الحاضر و ما يجري علي الارض و عن الطموحات المستقبليةپو ما يأمل ان تكون عليه اسطنبول خلال السنوات العشر القادمة..پاصطحب الوالي معه ضياء طشقند رئيس شركة الخطوط التركية ومراد باش المدير الاقليمي ومحيي الدين ابراهيم اوغلو مدير مكتب القاهرةپليؤكد علي التسهيلات والخطط المستقبلية للتوسع في السياحة والاستثمار مع دول العالمپالعربي و الغربي.. تركيا تعول كثيرا علي السياحة خاصة في اسطنبول التي تنفرد بأكثر من ربع دخل تركيا من السياحة الذي وصل الي 25 مليار دولار.. تركيا استقبلت هذا العام ما يقرب من 32مليون سائح.. قال الوالي انهم يخططون ان يصل هذا الرقم الي 65مليون سائح خلال عشر سنوات.. و يستهدفون ايضا الصعود بتركيا الي المرتبة الثالثة عالميا بدلا من السابعة الان.. لم يخف والي اسطنبول ان السياحة تأثرت بسبب مظاهرات ميدان تقسيم و قال ان الاحداث اثرت علي الحجوزات و الاشغال في الفنادق.. لخص الامر في قطع عشر شجرات من قبل بلدية اسطنبول پفاستغلت جماعة حماية البيئة الموقف.. و قامت المظاهرات التي حظيت بمبالغة اعلامية كبيرة پو اعرب عن امله في ان تشهد الحركة انتعاشا في شهرمضان الفضيل.. تخطط اسطنبول الان لجذب السياحة العربية اكثر ويجري التفكير في منح تسهيلات لاستقدام الاسر العربية والاسلامية لقضاء اوقات اطول في اسطنبول.. يصاحب هذا تركيز علي جذب استثمارات هائلة لتمويل مشروعات عملاقة بعيدا عن الموازنة العامة للدولة.. مثل انشاء اكبر مطار في العالم يمكنه استقبالپ150مليون راكب سنويا وانشاء نفق او قناة بين بحر مرمرة والبحر الاسود لربط الشطرين الاوروبي والاسيويپلاسطنبول..
سياسة ثابتة
وحول العلاقات مع مصر في ظل التطورات الاخيرة قال متلو إن "تركيا كان لديها العديد من الاستثمارات والمشروعات الاستثمارية. التي كانت ستقيمها في مصر. وستقوم بالعمل علي اتمامها دونما تغيير يُذكر".
أضاف. أن "تركيا ستكون مع الشعب المصري في كل أوقاته وفي كل مراحله. من أجل مزيد من التقدم والديمقراطية". مطالبًا الشعب المصري أن يحرص علي سلمية أي فعاليات لأنها التي تحقق كافة أهداف الشعب المصري.وشدد علي عدم تغيير سياسات بلاده مع مصر. رغم تغيير النظام أو الحكومة. مشيرًا إلي أن تركيا تؤمن أن الشعب لا يتغير والحكومات تتغير. والعلاقات دائمًا تكون مع الشعوب والعلاقات المصرية التركية متميزة وممتدة عبر تاريخ طويل.وأعرب عن أمله أن يتحقق للشعب المصري الديمقراطية والحرية التي يسعي إليها. مؤكدًا أن الشعب هو الأساس وله الرأي الأول والأخير في تغيير أوضاعه. وإن كان الافضل أن تكون من خلال الصناديق. لأن التغيير من خلال الشارع قد ينجح في العديد من المرات. ولكن حينما يصبح عادة يمثل مشكلة للشعوب.
واعتبر الوالي پأن مصر قطعة لا تتجزأ ولا تنفصل عن تركيا. وهو ما يدفعها دائمًا للسعي إلي التعاون معها في كل الأوقات. معربًا عن أمله وترقبه وترقب الشعب التركي لرؤية مصر جديدة تحقق أهداف الشعب المصري. وتليق بتاريخ ومكانة مصر.
سألت والي اسطنبول عندما انحي باللائمة علي وسائل الاعلام و انها ضخمت المشكلة اثناء مظاهرات تقسيم.. كيف يمكنك كمسئول ان تحل الاشكالية بين ما ينقله الاعلام من ارض الواقع والصورالتي لا تكذب و بين تلك الاتهامات.. فأجاب بأن الاعلام يلعب دورا حيويا لا يمكن انكاره في توصيل المعلومات للناس.. وقد هناك تحركات من قبل البعض لتشويه الصورة و اعطاء ابعاد غير حقيقية للمشكلة لذا فان التحرك السريع كان ضروريا لمواجهة الموقف و تصحيح المعلومات الخاطئة اولا بأول.. قال ايضا انه التقي بأصحاب المشكلة اكثر من مرةپواجري معهم حوارات و مناقشات علي تويتر وفيس بوك لتصحيح المعلومات وازالة اللبس الحادث من قبل جهات اخري كجهاز البيئة.. وخلص الي نصيحة مهمة قال ان الدولة يجب ان تحرص علي ان تكون علي علاقة جيدة بالاعلام..
قال ضياء طشقند مسئول الخطوط الجوية التركية:لا تزال اسطنبول من أكثر وجهات الترفيه والعطلات استقطاباً للزوار من منطقة الشرق الأوسط. وتصدرت المملكة العربية السعودية بقية بلدان الخليج العربي من حيث أعداد الزوار القادمين منها إلي تركيا خلال شهر يونيو. وتبعتها دولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم الكويت وبعدها قطر. وبشكل عام. ارتفعت أعداد الوافدين من منطقة الشرق الأوسط خلال هذا الشهر بمعدل 12%.
واوضح ان پاحتفالات ¢رمضان في اسطنبول¢ تشكل أسباباً إضافية تدفع الزوار من منطقة الشرق الأوسط للتوجه إلي تركيا خلال الشهر الفضيل.كما نسعي إلي توسيع رقعة حضورنا في المنطقة من خلال إطلاق خطوط ووجهات جديدة» ونحن ملتزمون تماماً بتعزيز عملياتنا التشغيلية مع التركيز بشكل خاص علي منطقة الشرق الأوسط. ولاسيما مع تطوير مطار جديد في اسطنبول يستوعب حركة أكثر من 150 مليون مسافر سنوياً¢.
واوضح محيي الدين اوغلو ان الشركة تحتفل بمرور 80 عاما علي نشاطها وبلع حجم أسطولها 225 طائرة بخلاف 117 طائرة تعاقدت عليها حديثا..
و قال اشرف سليم مدير مبيعات القاهرة ان الشتاء القادم سيشهد افتتاح خط طيران جديد بين اسطنبول و كل من الاقصرپواسوان بواقع 3 رحلات اسبوعيا0
جمال الطبيعة و التاريخ
من شرفة الفندق علي مضيق البوسفور والذي يحمل الاسم نفسه تتبدي لك صور جمال الطبيعة وهي تعانق عظمة التاريخ.. فعلي صفحات موج بحر مرمرة تأتيك الصفحات تلو الصفحات عن عظمة اسطنبول و مساجدها الشاهقة الخالدة.. من الشرفة امامك منارات شاهقة تعانق البحر و السماء.. منارات مساجد السلطان احمد..پمنارات وقباب ايا صوفياپومساجد اخري فوق التلال السبعة المميزة لمدينة اسطنبول.. يغلف تلك المشاهد حركة دائبة للسفن و البواخر تمخر عباب بحر مرمرة و صورة الجانب الاخر من المدينة الواقعة في الشطر الاسيوي.. و الكوبري المعلق الذي يربط الجانبين الاوروبي و الاسيوي.. المشهد الخلاب يؤكد علي حقيقة ان اسطنبول في موقع فريد و بها امكانيات سياحية هائلة..
پوأصبحت متحفا واسعا للمساجد الفخمة النادرة المثال.. تلك المساجد التي لا يزال معظمها شامخا بالمآذن الرشيقة العالية والقباب الفخمة الواسعة. والساحات التابعة لها. مما يأخذ بألباب الناظرينپويشهد ببراعة المعماريين المسلمين..
صليت الجمعة في مسجد السلطان احمد و هو إحدي ايات العمارة الاسلامية.. ويعرف ايضا بالمسجد الازرق.. وقد اراده السلطان ان يكون تحفة فنيةپتفوقپكنيسة ايا صوفيا...پالتحفة المعمارية النادرة التي ارادها الرومان ان تكون علامة عظمة و فخر عندما استولوا علي القسطنطينية.. فعهد الي كبير المهندسين آنذاك ببناء المسجد.. وأمر ببناء ست مآذن له تناطح السحاب ليكون المسجد الوحيد الذي يتمتع بهذه المآذن . ولكنپظهرت مشكلةپأمام عملية البناء وهي انپبيت الله الحرام في مكة المكرمة كانت فيه ست مآذن. ووجد السلطان نفسه في حرج شديد.. الا انه سرعان ما توصل الي حل.. فتعهد باضافة مئذنة سابعة للبيت الحرام عليپنفقته هدية منه ورغبة في أن تتميز الكعبة الشريفة وحدها دون سواها علي مسجده. كما أمر بكسوة الكعبة بصفائح من الذهب. وركب لسطح الكعبة ميزابا من الذهب وأحاط أعمدة الحرم بحلقات مذهبة. ورمم جميع قباب المسجد الحرام وعددها آنذاك 260 قبة. وقد بدأ العمل في مسجد السلطان أحمد عام 1609. وبني المسجد من عدة مستويات إذ تقع في أعلي المستوي الأول القبة الضخمة ويبلغ ارتفاعها 33 مترا وقطرها 43 مترا. وتقوم القبة الرئيسية والقباب الفرعية الجانبية علي أربعة أعمدة ضخمة. بينما ينير القسم الداخلي من الجامع 260 نافذة.. وقد أنشئت المنارات وفق الأسلوب التركي التقليدي. ويتم الصعود إلي الشرفات بواسطة مدرجات حلزونية الشكل.
داخل المسجد مبني علي 20.000 عامود من السيراميك صنعت باليد. و الطبقة العليا مرسومة بأكثر من 200 لون. والزجاج صمم بشكل يضفي ضوءا طبيعيا علي المسجد.. و تغلب علي الالوان و الاضواء و الزخارف و النقوش اللون الازرق الهادئ.. و التي علي اساسها تم تسميته بالمسجد الازرق..
الطريف ان اعمال الزخرفة و طلاء الذهب وغيرها من الاعمال الفنية الدقيقة تمت علي ايدي الفنانين المصريين و پوذلك بعد ان تمكن سليمان القانونيپمن تفريغ پالقاهرة من كل من فيها من أصحاب الحرف المهرة المتخصصين في البناء والفسيفساء والزخرفة والنحت الغائر والبارز وتعشيق الزجاج الملون في الخشب و بعث بهم الي اسطنبول لانجاز مهمة بناء المسجد.. وو التي استمرت طيلة سبع سنين إلي أن انتهي وافتتح عام 1616. قبيل وفاة السلطان أحمد بعام واحد0
والجامع علي تلة في موقع جغرافي فريد و متميز.. اذ يطل علي مضيق البوسفور الذي يفصل القارة الأوروبية عن القارة الآسيوية. وهو ما يمنحه بعدا جماليا إضافيا. وحول الجامع فناء مغطي بثلاثين قبة مطوقة بالشرفات ونافورةپ..
الدخول الي المسجد مسألة منظمة جدا و لا تشعر بالزحام رغم كثرة پاعداد المصلين و الزوار.. و امام كل باب ماكينة للاكياس البيضاء يسحب منها كل مصل كيسا او شنطة ليضع فيها حذاءهپامامه او بجانبه..
ومن الطريف ان كل مصل في اي مكان من المسجد يستطيع ان يري الامام علي المنبر و هو يلقي الخطبة..و بالفعل فقد جلست بالقرب من احد الابواب حيث وصلنا الي المسجد متاخرينپبعض الوقت.. ورأيت الامام بوضوح علي المنبر..
خطبة الجمعة القاها الامام بلغات ثلاث التركية والعربية والانجليزية.. وهو الامر الذيپيتيح لعدد كبير من الرواد ان يتابع الخطبة.. وكان موضوعها مركزا حول فضائل شهرپرمضان وضرورة اغتنام الشهر الفضيل في تعزيز الوحدة الاسلامية..
لفت نظري تلك الاعداد الغفيرة من المصلين من بلاد العالم المختلفة من آسيا واوروبا وافريقيا.. والنظافة والجمالپوالهدوء التي يتمتع بها المكان..
الامر جعلني اجري مقارنة سريعة مع ما يحدث عندنا في مصر بلد الازهرپوآلاف المآذن.. لا اخفيكم النتيجة لم تكنپفي صالحنا مطلقاپبل من الصعب المقارنة..
لا يمكن ان تكون في اسطنبول ولا تقصد متحف - الكنيسة المسجد - "آيا صوفيا" بالزيارة.. انها حدوتة تاريخية و فنية و معمارية وقبل ذلك صورة مذهلة من صور الصراع والتنافس الحضاري بين الشرق والغرب.. الزيارة كانت سريعة حتي نتمكن من اللحاق بصلاة الجمعة في المسجد الازرق.. اعمال الترميم والصيانة للمتحف تجري علي قدم وساق.. هناك حرص تام علي الحفاظ علي المعالم والرسوم المسيحية الي جانب الاسلامية.. فوق المحراب تماما تطالعك الآية الكريمة "كلما دخل عليها زكريا المحراب". وفي "آيا صوفيا" تجد الآية وحولها آية الكرسي علي شكل نصف دائرة. وفوقهما في القبة الكبري مريم العذراء بالأسود وطفلها عيسي عليه السلام بالذهبي. والهالتان النورانيتان تشعان سلاما ومحبة وسط الآيات القرآنية. وحين تحدق إلي الأعلي حيث الألوان التي عاشت أكثر من خمسة عشر قرنا ويكون المحراب علي يمينك تنظر إلي اليسار فتطالعك الحكمة الإسلامية التقليدية "رأس الحكمة مخافة الله" التي تجدها بكثافة في المساجد وقصور الحكم.. وتطالع في الاركان العليا اسماء الخلفاء الراشدين الاربعة و الحسن و الحسين..
مصر حاضرة دائما
اللافت للنظر ان مصر كانت حاضرة دائما في المشهد التركي و في كل مكان تذهب اليه سواء في الاماكن التاريخية او في الاسواق السياحية والشعبية و في الشوارع والطرقاتپ فضلا عن احاديث ومجالس الخاصة والكبار من المثقفين وغيرهم.. مصر الحاضر والمستقبل علي كل لسان ومع كل من يتعرف عليك او يسألك انت مصري.. فيسارع بسؤال للاطمئنان الي اين تتجه الامور وماذا تفعلون.. وبقدر ما اسعدني قوة الحضور والحديث عن مصر..پادهشني الاهتمام والالحاح في المعرفة من قبل حتي الناس البسطاء و الشباب العاديين في الشوارع والاسواق ايضا.. فوجدت انهم يتابعون من خلال الفضائيات اللعينة و التي لا تنقل عن مصر الا صور المظاهرات والاحداث الملتهبة ويتم التركيز عليها صباح مساء فيخيل للمشاهد ان مصر كلها هكذا مشتعلة ملتهبة.. خاصة ايام المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات..
اما مصر الحضارة والتاريخ فموجودة ايضا علي كل لسان سواء في المزارات التاريخية والفنون فالبصمة المصرية موجودة ولا يمكن ان تخطؤها عين..
وفي الاسواق التاريخية المشهورة.. يوجد سوق مصر وهو المعالم السياحية ولا يقل اهمية عن اي من البازرات الكبري المسقوفة او غير المسقوفة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.