أكد وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن العمل في منطقة أبو مينا الأثرية بمنطقة برج العرب غرب الإسكندرية جاء بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تم إزالة المياه الجوفية التي كانت تهدد أحد أهم المواقع التاريخية والدينية في مصر. وأوضح فتحي، خلال جولته التفقدية بموقع منطقة أبومينا الأثرية غرب الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، أن الإنجاز الذي تحقق في حماية أبو مينا حظي بإشادة خاصة من منظمة اليونسكو، مشيرًا إلى أن الموقع يحمل أهمية تاريخية مزدوجة، كونه يجمع بين القيمة الأثرية والروحانية، إذ كان مركزًا رئيسيًا للحج المسيحي منذ القرن الخامس الميلادي. جهود مكثفة للحفاظ على التراث وجرت الجولة بمشاركة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ونوريا سانز، مديرة مكتب اليونسكو في مصر، والفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، ود. محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، حيث تمت متابعة أعمال رفع المياه الجوفية وآخر المستجدات الخاصة بالمشروع. وأشار وزير السياحة إلى أن الوزارة تتعامل مع الموقع باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية للتراث المصري، مشددًا على أهميته التاريخية والدينية الكبيرة. وأوضح أن الجهود المبذولة شملت تنفيذ 57 بئرًا حول الموقع الأثري بالكامل وربط شبكة الآبار المستحدثة بمنظومة التحكم الذكي، لضمان استقرار المنطقة ومتابعة مناسيب المياه الجوفية لمدة عام بعد التشغيل. مرحلة الترميم والانطلاق الجديد ولفت الوزير إلى أن الفترة المقبلة ستشهد أعمالًا مكثفة داخل الموقع لإعادة ترميم المنشآت الأثرية، مؤكدًا أن أبو مينا يضم مجموعة من المعالم الدينية الفريدة، مثل البازيليكا الكبرى وكنيسة المدفن وضريح القديس مينا، الذي تحول منذ العصور الرومانية إلى مزار ديني رئيسي يقصده الحجاج من أنحاء العالم. وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار جهود الدولة للحفاظ على المواقع المسجلة عالميًا، وضمان استدامة التراث المصري العريق، فيما تستعد الوزارة لإطلاق مرحلة جديدة من الحفائر والاستكشافات بالموقع خلال العام المقبل.