أجمع الشباب بمختلف انتماءاتهم وفئاتهم ومستوياتهم أن مصلحة الوطن فوق الجميع, وأن مصر فوق كل اعتبار, مؤكدين أن الاختلاف في الآراء سواء كانت سياسية أو فكرية أو حتي عقدية لا ينبغي إطلاقا أن تنعكس سلبا علي مكانة ومصلحة مصرنا الغالية التي تجمعنا وتضمنا دون تفرقة بين أحد. اتفقوا علي وجوب فتح صفحة جديدة, تُطوي فيها خلافات الماضي ويتعاهد الجميع علي الإخلاص والتفاني لإعلاء مصر إلي مكانها الريادي والعمل بروح الفريق بعيدا عن الأنانية والنظرة الحزبية الضيقة. يقول أيمن يماني- صاحب مخبز بلدي-: يجب علي كل المصريين أن يتحدوا ويشدوا علي أيدي بعضهم البعض بعيدا عن أي انتماءات حزبية أو طائفية ويقفوا خلف قيادتهم الجديدة حتي نعبر بمصرنا الحبيبة الي بر الأمان خاصة بعدما تعرضت له من أزمات وتحديات- ومازالت- تفرض علينا جميعا أن نُعلي مصلحة الوطن, فمصر ¢تلمنا¢ وتجمعنا كلنا دون تفرقة أو تمييز. يضيف يماني: علينا جميعا أن ننسي خلافاتنا ونتفق فقط علي ¢مصر¢ التي وُلدنا وتربينا ونشأنا علي أرضها ومن خيراتها, فلا يحاول أحد أن يثير حفيظة أحد ولا يُظهر له الشماتة أو الشعور بالانتصار علي فكره لأن كل إنسان له رأيه ويجب أن يُحترم, لكن في النهاية رأي الأغلبية هو الذي يُحترم وينصاع له الجميع خاصة إذا كانت هناك مخاطر علي أركان الوطن ولا يسمح أحد بمساسها. سمة المصريين يلتقط خيط الحديث عبد الحميد مدبولي شلبي- موظف بوزارة الشئون الاجتماعية- مؤكداً أن المصريين بالفعل يتسمون بالتسامح والاحتواء والحنو علي أي مخالف طالما لم يتعرض للوطن أو الدين بسوء, لكن المشكلة في أن عدم التفاهم والتقوقع علي فكر بعينه دون الانفتاح علي ما دونه من أفكار واتجاهات مما يصنع ويُولّد التطرف والتشدد لدرجة المخالفة لصحيح الدين ذاته الذي يتسم بالمرونة والتسامح الجم. يستطرد عبد الحميد قائلا: لقد منح الله تعالي الشعب المصري سمة التسامح والقدرة علي استيعاب كل الأفكار والمعتقدات والحضارات الوافدة حتي الغازية والمحتلة وصبغتها بالصبغة المصرية, فهل نعجز اليوم نحن كمصريين عن احتواء بعضنا البعض؟! وللوصول الي هذا الاحتواء يجب أن نتفق جميعا قبل أي شئ علي إعلاء مصلحة الوطن التي هي من الإيمان, عندها ستزول أية خلافات, ولنبدأ بما هو ضروري ومُلحّ بالتعاون معا لإنقاذ بلدنا الغالية من التحديات التي تتعرض لها اقتصاديا وثقافيا وفكريا وأخلاقيا. فرصة لا تُعوّض يقول صلاح حموده- الزقازيق, شرقية-: شعب مصر العظيم ذلك الشعب الذي دائما ما كان وسيكون مُعلّماً للعالم اجمع, منبع الحضارات, فيجب علينا نحن أبناء هذا الوطن الغالي أن نكون خير خلف لخير سلف وأن نضرب ونقدم القدوة والمثل في كل شئ, ولننتهز فرصة حلول شهر رمضان المعظم, ذلك الشهر الكريم, وهي فرصة من رب السماء لنبذ الحقد والضغينة فيما بيننا, فرصة عظيمة لبناء مصر المستقبل مصر الأمل والقيادة, فهو فرصة عظيمة لنشر الحب والسلام, فرصة عظيمة للاجتماع علي موائد رمضان والتقرب إلي الله بصلة الرحم وحسن معاملة الجار والصديق, والتواصل مع شركاء الوطن من كل الطوائف والانتماءات الحزبية والسياسية, فضلا عن إخوتنا من المسيحيين,پفإننا في مصر نسيج واحد لا فرق بيننا ولا يوجد في ديننا ما يدعو للفرقة بسبب السياسة, يجب علينا ان نعود الي بعضنا البعض, يعود الحب والخوف علي مصر والعمل الجاد من اجلها, يجب علينا ان نغتنم الفرصة العظيمة التي هي هدية رب السماء لنا ونعلم جيداً ان كل شئ بقدر الله ولن يكون إلا ما كتبه الله ولن يحكم في ارض الله إلا من أراده الله, وان التغيير سنة كونية وان الله يُغيّر ولا يتغيّر ويُبدّل ولا يتبدل وأنه سبحانه وتعالي جعل لنا ميثاق شرف وأخلاقاً فيما بيننا وخلقنا پالله تعالي أخوة لا فرق بيننا إلا بالتقوي والعمل الصالح, ويجب ان نستحضر سيرة رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ونتمسك بتعاليم ديننا الحنيف وان نتذكر جيداً ان مصر للجميع وبالجميع ولن تتقدم إلا بسواعدنا جميعا. مشاركة الجميع يتفق معهم أحمد أبو الوفا- دبلوم عام في التربية- مؤكدا أن مصر للجميعپ تحتوي كل أبنائها أغلبية ومعارضة . ويجب احتواء الآخر بعدم الإقصاء أو التهميش ونسيان الماضي وبدء صفحة جديدة والعمل لمصلحة مصر بروح الفريق الواحدپ وترك الخلافات والبعد عن الانقسامات وتوحيد الصفوف والوقوف صفا واحدا وعلي قلب رجل واحد أمام أعداء الوطن والقضاء علي الفوارق والاصلاح بين الفرقاء المتخاصمين. يضيف: الشباب المصري هم أملپالوطن في حاضره ومستقبله مما يوجب عليهم المشاركة وبكل قوة في بناء مصر الحديثة من خلال وضع الخطط المستقبلية والمبادرات المجتمعية لحل المشكلات الحالية والمستقبلية والتركيز علي العمل والانتاج والبناء, وأن يكون الهدف في المرحلة القادمة هو حماية مصر والحفاظ علي مقدراتها وخيراتها. روشتة الخروج يقدم د. محمد المهدي- أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر- روشتة للخروج من الحالة النفسية الراهنة قائلا: لابد من عودة كافة فئات وطوائف المجتمع للالتحام والتوافق حتي نبدأ في إعادة بناء بلدنا الحبيبة مصر, وأول شئ لابد منه هو البعد عن روح التشفي من طرف تجاه أتباع طرف آخر, فمصر بلدنا جميعا ونحن كلنا أشقاء وإن اختلفنا في وجهات النظر, فمن البيت الواحد تجد من يتبع هذا الاتجاه ومن يتبع عكسه, لكن يجب أن يظل كل هذا في إطار من الود والاحترام والحب, فكلنا يري أنه يريد خدمة وطنه ودينه وإن اختلفت الوسائل والسبل والمعتقدات. ثانيا: عدم ممارسة أي نوع من الإهانة أو التقليل من الشأن, فهؤلاء لهم تصور ورأي يجب أن يُحترم, فأصحاب التيارات الدينية المتطرفة جدا في العالم لهم احترامهم. كما في إسرائيل مثلا, فما بالنا ونحن في مصر ألا نقبل بكافة التيارات والرؤي؟! ثالثا: تجنب إقصائهم أو إبعادهم عن الحياة العامة أو الاستجابة لدعاوي الانتقام منهم, لأن هذا سيضعهم في ركن منعزل ويدفعهم للإنتقام من المجتمع كله لأن الفرد منهم يضع نفسه في زاوية¢ يا قاتل يا مقتول!¢ يستطرد د. المهدي قائلا: إننا بحاجة ماسة للوصول سريعا الي مرحلة النضج السياسي, والتعوّد علي أن الخلاف السياسي لا يستدعي ولا يتطلب الحدّة والعنف, الذي غالبا ما يولّده دخول المعتقد الديني فيه, فهذا خطير جدا علي كل الأطراف. الكتاب والسنة من جانبه طالب الشيخ محمود نصار. إمام مسجد الفتح برمسيس. المصريين جميعا بعدم التنازع الذي يؤدي إلي التفتيت والفشل. موضحا أن المستفيد من ذلك هو اللهو الخفي والعدو المتربص بنا من الخارج. مشددا علي ضرورة تحقيق الوئام بين الجميع بالعودة إلي كتاب الله وسنة نبيه خدمة الوطن علي جانب آخر قال الدكتور أندريه زكي- مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية, نائب رئيس الطائفة الإنجيلية-: إننا مازلنا علي عهدنا في خدمة الوطن من خلال عملنا المتواصل مع جميع المواطنين لاسيما الأكثر احتياجا. وبخاصة في مثل هذه الظروف. مؤكدين علي ضرورة نبذ العنف وعدم التعدي علي الأفراد أو الممتلكات سواء العامة أو الخاصة. أيضا تفعيل كافة المبادرات الجادة التي تدعو إلي أهمية العيش المشترك. وقبول الآخر والتعددية السياسية والثقافية والدينية.