* يسأل عبدالحكيم عكاشة من القاهرة: ألاحظ في الأحياء الشعبية بعض الناس يجلسون علي المقاهي أو أمام المنزل يعملون علي ايذاء المارة من رجال ونساء ويهزءون بهم فهل للمجلس من آداب؟ ** يقول د.صبري عبدالرءووف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: الإسلام يعمل دائماً علي تعريف الإنسان بما يجب أن يكون عليه إذا أراد الجلوس في أي مكان وهذا أن دل علي شيء فإنما يدل علي أن شريعة الإسلام تهتم بجميع أبناء المجتمع حتي يعيش الناس جميعاً في سلام وأمان مادام الكل يلتزم بما جاء في كتاب عز وجل وسنة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا ما تؤكده تعاليم الإسلام جاء في صحيح البخاري أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إياكم والجلوس علي الطرقات فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها قالوا: ما حق الطريق؟ قال: غض البصر. وكف الأذي. ورد السلام. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وجاء في بعض الروايات: زيادة وارشاد الضال. وهذا الحديث النبوي الشريف يبين لنا آداب الجلوس في الطرقات. أو علي المقاهي أو ما شابه ذلك فلو أن الإنسان التزم بالمنهج الإسلامي الذي بينه لنا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لكان الناس جميعاً يجدون أمان وهم آمنون من آذاء وإلا كان آثما لمخالفته لآداب الإسلام. والذي يجلس في الطريق العام ليلحق الضرر بالآخرين إنسان لا خلق له ولا حباء له ولا ضمير له وكان عليه أن يعلم أن المار أمامه إما أن يكون أبا أو أخاً أو ابناً أو زوجة أو أختاً أو بنتاً وكان الواجب عليه أن يجعل ضميره هو الذي يقوده إلي الخير دائماً وأبداً وإلا كان الجالس آمنا بسوء يضر فإنه لأن المطلوب من المسلم إذا أراد أن يجلس في مثل هذه المجالس أن يلتزم بأمرين. الأمر الأول: ألا يلحق الأذي بغيره لأن إلحاق الأذي بالغير حرام مطلقاً لأن شريعة الإسلام تقوم علي مبدأ مهم وهو: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ولا فرق في هذا بين أن يكون المار بالطريق مسلماً أو غير مسلم لأن الإسلام يوجب احترام الجميع. الأمر الثاني: أن يتخذ من جلوسه وسيلة للتحاب والنواء بين جميع الناس إذا التزم المسلم بهذا فإنه يكون قد أدي للطريق حقها وإلا كان آثما بسوء تصرفاته وإذا أراد القيام من المجلس عليه أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك حتي يكوم مقتدياً بفعل سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم.