رغم مرور 63 عاماً علي رحيل قاريء القرآن الأشهر علي مر العصور الشيخ محمد رفعت الملقب بقيثارة السماء الإ انه مازال يحتل الصدارة في دنيا التلاوة بصوته العذب الشعبي الذي تأثر به مسلمو الدنيا بأسرها مما جعله ينال الثناء والمدح من الجميع علي مر العصور فقد قال عنه الراحل العظيم الشيخ منصور بدار: إنه صوت من الجنة وقال عنه شيخ الأزهر الأسبق الشيخ المراغي: انه منحة من الأقدار حين تهادن وتجوّد. أيضا قال عنه الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي أنه أحسن من رتل القرآن كما قال الشيخ عبدالباسط عبد الصمد انه عالم وحده يقشعر لصوته البدن. ولم يجد نقيب القراء الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع شيئاً يصف به الشيخ محمد رفعت سوي أن يقول: لم يأت من قبله أو بعده قاريء يرتل ترتيله. ثم يأتي الشيخ مصطفي الشامي ليؤكد أن نبرات صوت الشيخ رفعت لا مثيل لها.. ثم يدلو إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي بدلوه هو الآخر فيقول: لقد تفوق الشيخ الحصري في التلاوة والشيخ عبد الباسط في حلاوة الصوت والشيخ مصطفي إسماعيل في النفس الطويل أما الشيخ محمد رفعت فقد جمع هؤلاء جميعاً في صوته. إذا تجسد فيه كل معاني القرآن.. وبمناسبة مرور 131عاماً علي ميلاده ومرور63عاماً علي رحيله حرصت "عقيدتي" علي مقابلة أحفاد العلم القرآني الكبير الشيخ محمد رفعت لتكريمة في ذكراه كذلك أجرت العديد من المقابلات مع عدد ممن تألقوا في تقليده مما جعلهم علي حد قولهم يدركون النجاح ويصلون إلي العالمية. يقول علاء رفعت - أصغر أحفاد الشيخ محمد رفعت - وهو مدير لأحد البنوك الاستثمارية بالقاهرة: اننا نحمد الله تعالي علي أن جعلنا أحفاداً لهذا الرجل العظيم الذي رغم رحيله منذ حوالي 63عاماً يتأكد لنا رحمه الله كان عظيماً ليس لكونه قارئاً للقرآن فقط ولكن لكونه كان يحمل قلباً كبيراً يشعر بالآخرين. يعطف علي المساكين وكان رحمه الله صاحب مباديء فقد علمنا أنه كان لايتاجر بالقرآن حيث لم يكن ينظر إلي الماديات ولا تنسي القصة الشهيرة التي علي ما أعتقد أن شعب مصر بأكمله وربما خارج مصر يعلمها حينما ذهب الشيخ وقرأ في سهرة وأعطاه صاحب السهرة مليماً علي سبيل الخطأ بدلاً من جنيه ذهب.. اسرع إلي منزله بالسيدة زينب واعتذر لجدي وأراد تصحيح الخطأ وعندما أعطي جدي الجنيه الذهب رفض جدي بشدة قائلاً: لقد أخذت نصيبي.. حصل علي فتوي ليقرأ ويواصل الحفيد علاء: ان جدي عليه رحمة الله لجأ إلي دار الإفتاء من أجل أن يستوضح الأمر في حرمة القرآن بالإذاعة من عدمه فأفتت دار الافتاء أنه لا شيء عليه لو قرأ القرآن في الإذاعة. توقف المترو والمواصلات لسماعه أضاف: حينما كان جدي رحمه الله يقرأ قرآن الجمعة بمسجد فاضل باشا كان المترو يتوقف وأيضاً تتوقف المواصلات لكي يسعد الناس بسماع صوته العذب الشجي وحينما ذهبت برفقة والدي لزيارة الموسيقار محمد عبدالوهاب أكد لوالدي أنه كان يحرص علي أن يستمع إليه ويستفيد من نغماته المؤثره ويكشف الفنان محمد عبد الوهاب السر قائلاً في الوقت الذي كنت أجلس فيه داخل المسجد كانت السيدة أم كلثوم تحرص علي سماعه من خارج المسجد وهي جالسة في سيارتها بشارع بورسعيد بالسيدة زينب لكي تسعد وتستفيد هي الأخري.. جدير بالذكر ان الشيخ رفعت كان قد ولد مبصراً حتي وصل سن الخامسة وأصيب بالحمي حيث قالت سيدة عندما رأته: ان يشبه أولاد الملوك وأنه يتمتع بعينين واسعتين جميلتين فأصيب الشيخ وأصبج كفيفاً بعد ذلك.. ويؤكد أصغر الاحفاد أن الشيخ عندما كبر وأصبح له ما له في دنيا التلاوة وأصيبت حنجرته قامت إحدي المجلات الشهيرة بعمل حملة تبرعات لكي يعالج بالخارج وجمعت من الأموال 40 ألف جنيه إلا أن جدي رحمه الله رفض قائلاً: يجب إلا يهان الشيخ. مرض الحنجرة هديه من السماء ويؤكد الحفيد علاء أن الشيخ أصابه مرض الحنجرة قبل وفاته بتسع سنين حتي يعلم الجميع أن كل شيء زائل وحتي يتعود الناس علي سماع الغير لأن الناس كانوا لايقبلون عن الشيخ محمد رفعت بديلاً. زف البشارة ويزف الحفيد علاء البشارة لمجيء وعشاق صوت الشيخ رفعت بقوله في العام الماضي كان إبراهيم ابن عمي قد صرح لجريدتكم الموقرة "عقيدتي" بأن يناشد وزير الإعلام ورئيس شبكة القرآن سرعة التدخل لانقاذ تراث جدنا الشيخ رفعت ولما لم يستجب أحد إلينا اضطررنا لعمل تنقية لأشرطة جدي الموجودة لدينا وتمكنا بحمد الله من نقل ثلاث ساعات من ثلاثين وقمنا بحمد الله بمساعدة خبراء علي إعداد عدد 6 أنصاف ساعة وهي الآن معدة لإذاعتها وسنقوم باهدائها للإذاعة ليتم إذاعتها في رمضان القادم إن شاء الله. أضاف لقد تلقينا عرضاً من أحد الأثرياء أنا وشقيقتي هناء وإبراهيم ابن عمي إلا اننا رفضنا وسنقوم بعملها علي نفقتنا في القريب العاجل لأننا نخشي من ضياع هذه الثروة إذا ما ودعنا هذه الحياة. مصحفاً في الخزينة ويواصل علاء: حين رحل جدي في عام1950 مات فقيراً حتي الخزينة الخاصة به لم يجدوا بداخلها سوي مصحفاً وروشتة طبية مقلدو الشيخ من أهم الأصوات التي عرفت بتقليدها للشيخ نجد المرحوم الشيخ أبو العينين شعيشع والقارئ محمد السيد ضيف والقارئ عبد العزيز عكاشة والشيخ منصور جمعه منصور والقارئ فاروق أحمد ضيف والشيخ محمود صابر والشيخ محمد حامد الجمال والشيخ محمود الطوخي وآخرين سبقهم المرحوم محمد عطية صقر. يقول القارئ الإذاعي الشيخ محمد السيد ضيف أشبه الشيخ محمد رفعت بكروان يقرأ في الجنة وحينما استمع إليه أحس بأنني أعيش في عالم النور والأنوار. نور الله. ونور النبي ونور القرآن.. أضاف الشيخ ضيف: اه لو خطر الشيخ علي خاطري وأنا أقرأ وبدأت أقلده أشعر وقتها بحلاوة القرآن وأجد نفسي أعيش وأسبح في روحانيات لم أحسها في القراءة العادية. عالمية الشيخ رفعت يقول القارئ الشيخ محمد حامد الجمال: إن جمهور القراء يطلبون مني دائما أن أقلد الشيخ العملاق محمد رفعت هذا ليس في مصرنا وحدها بل يطلبون مني حينما أسافر لدولة ايران ولبنان والهند وباكستان فأنا والحمد الله أحبه جداً وأعشقه وأشعر حينما أقلده انني أطير في السماء وحينما استمع إليه اتعايش معه بكل جوارحي وخاصة حينما أسمعه يقرأ سورة الكهف والرحمن. وعن أقرب الأصوات التي كانت تقلد الشيخ رفعت يري الشيخ محمد حامد الجمال ان من أقرب الأصوات التي تقلد صوت الشيخ محمد الضيف والشيخ محمد عطيه حسب والشيخ أبو العينين شعيشع. سبباً للاسترزاق ويؤكد الشيخ منصور جمعه منصور أن الشيخ محمد رفعت عليه رحمه.. الله جعله الله تعالي سبباً للاسترزاق العديد من اخواننا القراء حيث ان بعض أصحاب السهرات يطلبون من يقلد الشيخ رفعت لأنه سيسعدهم عندما يؤدي القرآن الكريم بصوته. أضاف الشيخ منصور إن الغريب في الأمر أن الشيخ رغم انه رحل منذ 63 عاماً الإ اننا عندما نستمع إليه نشعر وكأننا نستمع إليه لأول مرة.. ومن الأعجب والأغرب اننا نجد شبابا في سن 16و20 و25 عشرين يطلبون منا أن نقلد الشيخ رغم انهم لم يعاصروه بل ويسألون علي أشرطته لاقتنائها. ليس له "شبيه" ويؤكد القاريء الشيخ محمود صابر أحد المتميزين في تقليد مدرسة الشيخ رفعت أن الشيخ ليس له "شبيه" ويتذكر ما قاله الشيخ الشعراوي عندما قال الشيخ الحصري في التلاوة والشيخ عبد الباسط في جمال الصوت والشيخ مصطفي إسماعيل في علم النغم وطول النفس أما الشيخ رفعت فقد جمع كل هذا. إيرانوباكستان أضاف أن الشيخ رفعت معروف في كل أنحاء الدنيا وحينما أقرأ في إيران أجدهم عندما أقلده يقولون بأصوات مرتفعة الشيخ رفعت يطلبون في الإعادة مرات ومرات أضاف يحدث ذلك كثيرا في دول أخري منها باكستان. وعن أمنيته التي يري أنه حرم منها يقول الشيخ محمود صابر كنت أتمني رؤيته رؤي العين حتي أمتع عيني به كما تمتعت أذاناي بسماعه. آيات الله يري البعض أن ميلاد الشيخ رفعت الذي يوافق رحيله وهو يوم الاثنين الموافق 9/5 ليعد كرامته من الله عز وجل لهذا الولي وقد أكد الشيخ أحمد إبراهيم شعبان أنه شاهد فيلما وثائقيا عن حياة الشيخ محمد رفعت وذكر بمادة الفيلم أن الشيخ كان يذهب لمقبرته كل يوم اثنين ليقرأ ما شاء له أن يقرأ من القرآن ثم يموت الشيخ ويدفن في اليوم الذي ولد فيه اسما "الاثنين" وتاريخاً 9/5واختتم بالآية الكريمة "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.