في عام 2011 رحل الشيخ أبو العينين شعيشع عن عمر يناهز التسعين عاما فقد ولد في مدينة كفر الشيخ عام 1922، حفظ القرآن الكريم وعمره 12 عاما، وعشق سماع القراء ممن كان يجيئون إلى قريته، وأجاد القراءة في سن مبكرة، وكان صوته معبرا للشهرة في معظم المدن والقرى التي طاف بها حتى إستمع إليه أحد المشايخ الكبار وإسمه الشيخ عبد الله عفيفي فأعجب بصوته ونصحه بالذهاب إلى القاهرة والتقدم لامتحان الإذاعة المصرية، وذهب "شعيشع" إلى الإذاعة ووقف أمام لجنة الإستماع والتي كان يرأسها وقتها شيخ الأزهر، ومدير الإذاعة رجلا إنجليزيا، وكان في عضويتها عدد من المسئولين صوته وجودة تلاوته جاء ترتيبه الأول على مجموعة القراء الذين تقدموا للإمتحان معه. وبعد ذلك ذاعت شهرته حتى أن رئيس الديوان الملكي طلب أن يرتل القرآن في السرادق الذي كان يقام في عابدين طوال شهر رمضان وأن الملك هو الذي طلب ذلك، وكانت الإذاعة تنقل هذا الإحتفال ولم تقتصر شهرة الشيخ "شعيشع" على مصر فقط منه القراءة في المسجد الأقصى. وعرف الشيخ بأنه الوحيد الذي كان يرتدي البدلة والطربوش بدلا من الجبه والقفطان وظل يرتديهما لمدة 28 عاما، ولم يخلعها إلا عندما دعته تركيا ليرتل القرآن في مساجدها، وفي ذلك يقول: "إرتداء البدلة والطربوش عادة .. حتى هبطت إلى مطار تركيا ولمحني القنصل المصري هناك فطلب خلع الطربوش حتى لا أتسبب في أزمة قد تؤدي إلى حرمان الأتراك من الإستماع إلى ذكر آيات القرآن ونسأله عن السبب: وقال إن الأتراك يعاقبون من يرتدي الطربوش وأنه يجب البحث فورا عن عمامة بدلا من الطربوش. وكان الشيخ "شعيشع" يعتبرا الشيخ محمد رفعت هو الأول رغم إدعاءات البعض بأنه يقلده، فبعد نجاحه في إختبار الإذاعة وضع الشيخ شيعشع على خريطة الإذاعة ليقرأ مرتين في الأسبوع مثله مثل الشيخ محمد رفعت الذي إعتبره مثله الأعلى في القراءة، حيث إتهمه بعض الناس بأنه يقلده ولكن الشيخ محمد رفعت رد شخصيا بأنه لا يقلده ولكن صوته بالفعل شبيه بصوته، وإعتبر شعيشع ذلك شهادة يعتز بها. ورد شيعشع الجميل لصاحبه بعد رحيله فقضى أياما طويلة إستديوهات الإذاعة مع كبار المهندسين حتى يتمكن من تقديم التسجيلات النادرة من قراءات الشيخ رفعت بعد إستكمال ما كان ينقصها من الآيات والحروف، ولو لم يحدث ذلك لما أتيح للمستمعين سماع تلك الثروة من تسجيلات الشيخ رفعت. ومن الأراء المعروفة عن الشيخ شعيشع أنه كان يرى أن التلاوة فن لابد على من يحترفه أن يكون مسلحا بجمال الصوت وإتقان القراءة مستشهدا بحديث الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" الذي يقول فيه "جملوا أصواتكم بالقرآن". وفي ذلك يقول الشيخ أبو العينين شعيشع: "أنه من الأهمية أن تكون التلاوة مضبوطة أن من أهمية حلاوة الصوت المؤدي فمن المهم أن يكون الأداء سليم والمخارج اللفظية واضحة لكي يفقه المستمع في معانيها ومن هنا يدخل إلى القلب وينير الصدور ويشرحها ويذكر العقل بتعاليم الله سبحانه وتعالى. وقد تولى الشيخ "شعيشع" منصب نقيب القراء المصريين، بالإضافة إلى جهدة في رعاية أجيال متعددة من القراء الجدد من خلال المعهد الدولي للقرآن الكريم والذي أنشأه وأداره وقام على عمادته، وهو يقوم على تعليم وتحفيظ القرآن الكريم لجميع المسلمين من جميع جنسيات العالم، حتى يتخرج منه قارئا جيدا.