* يقول لطفي عبدالمجيد: خص الله تعالي ثلاثة من الناس بالخصومة يوم القيامة فقال سبحانه فيما رواه عنه النبي صلي الله عليه وسلم : "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة.. رجل أعطي بي ثم غدر. ورجل باع حراً فأكل ثمنه. ورجل استأجر أجيراً فاستوفي منه ولم يعطه أجره "رواه البخاري". والسؤال هو لماذا هؤلاء بالذات مع انه سبحانه خصم كل ظالم؟ ** يجيب فضيلة الشيخ الحنفي العسيلي رئيس المنطقة الأزهرية بدمياط بقوله: انه لما كان ذنب هؤلاء الثلاثة كبيراً وجرمهم عظيما خصهم الله تعالي بالذكر دون غيرهم وحصرهم دون غيرهم. فالأول من هؤلاء الثلاث أعطي بالله أي بعهد الله وميثاقه. ومن حق الله علي عباده أن يوفوا بعهده. فاستحق أن يكون الله تعالي خصمه. والثاني باع حراً فأكل ثمنه أي استحل ثمن بيعه فجني بذلك علي حق الله تعالي في هذا العبد فإنه كان حراً خلقه الله لعبادته فلما استرقه فقد عطل عليه العبادات المختصة بالأحرار كصلاة الجمعة والجهاد وغيره. فقد ناقض بذلك حكمة الله تعالي في الوجود ومقصوده من الخلق استحق أن يكون الله خصمه. والثالث استأجر أجيراً فاستوفي منه العمل الذي أوكل إليه إتمامه ولم يعطه أجره الذي حدده له وهو بمنزلة الذي استعبد الحر لأنه عطله عن أداء بعض العبادات كالنوافل فاستحق بذلك أن يكون الله خصمه. ومن هنا كانت خصومة الله تعالي من هؤلاء الثلاثة محددة محصورة مع انه سبحانه وتعالي خصم كل ظالم يوم القيامة.