أكد د.سعيد مغاوري أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنوفية السابق أنه تم اكتشاف معلومات جديدة عن طرق وأساليب تجهيز العروس في القرون الثلاثة الأولي للهجرة وذلك من حيث إعداد قوائم العُرس والفرح وما يرتبط به من أساليب ولوازم العُرس. مشيراً إلي أنه تم التوصل إلي معلومات تتعلق بالعلاقات الاجتماعية خلال القرون الأولي للهجرة من خلال الأسرة العربية والمصرية حيث وردت في نصوص بعض البرديات العربية وأغلبها محفوظ في عدد من المجموعات "الأرشيدوك" المحفوظة في المكتبة النمساوية بفيينا. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات البرديات والنقوش بجامعة عن شمس تحت عنوان "تجهيز العروس وأوراق الخلع والطلاق في البرديات العربية". وقال د.مغاوري: توجد معلومات هامة ذكرت عن الخلع والطلاق وهي إن دلت علي شيء فإنما تدل علي احترام الإسلام للمرأة وحفظ حقوقها ومصالحها ورعاية شئونها والتعبير عن رأيها بحرية مطلقة. والطلاق حل رباط الزوجية بحيث يصبح كلا الزوجين حراً في ممارسة حياته منفصلاً عن الآخر وأنه في إمكانه أن يبدأ حياة زوجية أخري إن شاء. وكان الطلاق يقع بعبارة صريحة تصدر من الزوج موجهة إلي الزوجة لقد هجرتك كزوجة. اتخذي لنفسك زوجاً آخر. أضاف: إن الزوج أحياناً يسلم زوجته ورقة مكتوبة تثبت ما جاء في العبارة. ولقد وصلت عشر وثائق من منطقة الجبلين وطيبة مكتوبة بالخط الديموطيقي يرجع تاريخ أقدمها إلي عصر الملك أحمس الثاني من الأسرة .26 وأشار د.مغاوري إلي أنه كانت للمرأة المصرية سلطة قوية علي إدارة البيت والحقل واختيار الزوج. وكان هدف الفتاة أن تختار شريك حياتها بكامل إرادتها وحريتها وأن تصبح زوجة وأماً صالحة. من دون أن يعني ذلك خضوع النظام الأسري لسيطرة الأم. بل كان نظاماً يتقاسم فيه الزوجان المسئوليات المعتادة في إطار الحياة الزوجية حيث يشتركان في السراء والضراء. وأكدت الوثائق والبرديات المساواة التامة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق داخل وخارج البيت. وبالنسبة للحقوق المدنية فقد عثر في القرن السادس قبل الميلاد علي حالات طلاق الخط الهيروغليفي حيث كان للمرأة الحق كطرف أول في الخلع بناء علي طلبها مقابل حصولها فقط علي مستحقاتها الشخصية من حقوقها الزوجية وفي حالات الطلاق التي تقع من الرجل تحصل علي مؤخر الصداق ونصف منزل الزوجية وكان البند الثاني من الوثيقة الخاصة بالزواج يسجل علي الزوج ضرورة إعطاء زوجته هدية العروس كما يلزمه بمؤخر الصداق الذي يدفع في حالة الطلاق.