* تسأل آسيا أحمد عبدالسلام من الشرقية: قبل أن يأتي 21 مارس حيث الاحتفال بعيد الأم أريد ان اسأل عن مدي شرعيته أهو بدعة أم لا. حتي لا يأتي من يعكر علينا صفو وفرحة هذا العيد؟ ** يقول الشيخ عبدالتواب قطب وكيل الأزهر: هذا اليوم الذي تكرم فيه الأم ويسميه الناس "عيد الأم" هو من بدع العادات لا من بدع العبادات. وبدع العادات لا يأمر بها الإسلام ولا ينهي عنها إلا إذا كانت تتصل بالدين من قريب أو من بعيد. فإذا كانت هذه العادات تعبر الوفاء والاعتراف بالجميل وتدعو إلي البر والإحسان إلي من يستحق البر والإحسان كالأم والأب ومن في حكمهما كالجدة والجد -فإن الإسلام يبارك هذه العادات ويقرها. أما إذا كانت هذه العادات تعبر عن الضد من ذلك أو يترتب علي فعلها ما يعيبه الإسلام. وينهي عنه كالإسراف والتبذير. والعبث واللهو واللعب والتفاخر فإن الإسلام ينهي عن ذلك ويحذر منه. وقد كان للعرب عادات بعضها أقرها الإسلام علي ما هو عليه. وبعضها نهي عنه وحذر منه. وبعضها أقره مع التعديل. ونخلص من هذا إلي أن عيد الأم ليس عيدا إسلاميا لأن الله عز وجل قد جعل للمسلمين عيدين فقط هما عيد الفطر وعيدالأضحي ومع ذلك لا يعتبر هذا العيد بدعة لأنه من قبيل العادات كما قلنا. والبدعة المحرمة هي التي تؤدي إلي زيادة في الدين أو تغيير في السنن. وعندئذ تكون هذه البدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كما جاء في الحديث الصحيح. وقد عرف "الشاطبي" البدعة في كتاب الاعتصام فقال: "هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها التعبد لله سبحانه وتعالي" فالبدعة طريقة مخترعة في الدين يظن من رآها أنها طريقة مشروعة لأن السالك لها يتظاهر بالعبادة والخضوع والطاعة أو يعتقد أنه كذلك. ويحسب أنه يحسن صنعا. أما العادات فليست طريقة مخترعة في الدين بل هي أمر من أمور الدنيا ترك لنا توسعة علينا. فإن أدت هذه الطريقة المعتادة إلي إخلال بسنة من السنن المشروعة فهي بدعة. وعيد الأم لا يؤدي إلي إخلال بالسنن المشروعة وبالتالي لا يعد من البدع.