مازال الحوار والنقاش الهادف الرصين مع د.ناجح مستمراً حتي نثري الفكر ونسمو بقيمة الحوار البناء. ونتواصل من خلال حبل الود الموصول ونرشد الأفكار لنبني الوطن. نتحمل بعضنا البعض. لقد حدثني يا د.ناجح أحد أكابر الجماعة الإسلامية والذي أوذي في سبيل الانضمام إليها منذ الثمانينيات وحتي قيام الثورة. أثق في معلوماته ومروءته. فهو من أقربائي الخلص. جلست معه أحدثه عنك وقلت له: هل الإخوة في مجلس شوري الجماعة الإسلامية راضون عن كتاباتك في جريدة "الوطن"؟!.. أخبري بأن د.ناجح لم يعد عضواً في مجلس شوري الجماعة. وتُرك الباب له موارباً. ولكنه أراد أن يكون مستقلاً في أفكاره وأطروحاته بعيداً عن أن يكون محسوباً علي مجلس الشوري وهذا حقه وهو أراد ذلك وأنا أريد من د.ناجح أن يوضح لنا ما حدث بالفعل داخل مجلس شوري الجماعة حتي نعرف الحقيقة كاملة. نحن اليوم أمام مقال نشر في جريدة "الوطن" الاثنين "31/12/2012م" و"الحرية والعدالة" الأربعاء "2/1/2013م" و"اللواء الإسلامي" الخميس "13/1/2013م" بعنوان "عام 2012م وحماقات أعيت مَن يداويها". ثم أخيراً في "عقيدتي" الثلاثاء "8/1/2013م" نشر تحت نفس العنوان السابق. ومازلت أكرر بأن مقال د.ناجح ينشر في "الوطن" وتُحذَف منه فقرات هامة. ومرسل إلي الجريدة صور ضوئية. فمثلاً يقول في رقم "8": "ضعف رؤي الإسلاميين الخاصة بالدولة سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً وعسكرياً وأمنياً ودولياً".. ولم يكتب هذا الرقم في المقال المنشور بالجرائد الثلاث. فهل يصح ذلك منك ياد. وكأن الإسلاميين لا يصلحون لأي شيء في الحياة. وكأنهم كائنات غريبة في أوطانهم وهبطوا علي الوطن بالأطباق الطائرة. وهم فاشلون في كل شيء.. مَن إذن للمشروع الإسلامي؟!.. فليبيعوا السبح والبخور والسواك.. وليذهبوا إلي الموالد وليتركوا الدولة. فهم غير جديرين بقيادة أي دولة.. أرجو منك د.ناجح أن تراجع مقالاتك بجريدة "الوطن" ولا يغرنك الصحف وما فيها من استغلال ووضع الفخاخ. وهذا لا يغيب عن فطنتك وحسك الديني والوطني.. ثم يكتب رقم "13" يقول: "سطر رئيس الأهرام مقالاً غاية في السوء شتم فيه أكبر وأهم رمز للوسطية الإسلامية والمعلم الرئيسي لها في العالم كله الشيخ د.يوسف القرضاوي. الذي يعد الأهم في الحركة الإسلامية والاعتدال في العصر الحديث". ولم تكتب هذه الفقرة في جريدة "الوطن" أرجو منك د.ناجح أن توضح لنا لماذا النقد الدائم واللوم المستمر للإسلاميين وخاصة نحن في أمس الحاجة إلي وضع الحلول وتطبيق ذلك علي أرض الواقع. ويكفينا التجارب المريرة والصراعات المسلحة التي عاشتها "الجماعة الإسلامية" في سنوات القهر. وكنت شاهد عيان في بعض أحداثها مع النظام البائد وخاصة في "الفيوم" وكيف كان الشباب يطارد في المساجد وفي أعماله ويفرض عليه استخدام العنف ليقوموا بتصفيته جسدياً. وكانوا يفرون وينامون بالحقول في القري في الشتاء الشديد البارد والصيف الحار تحت الخوف والرعب. حتي فرج الله كربهم وقامت الثورة المجيدة 25 يناير 2011 وفر منهم الكثير إلي بعض البلدان العربية في فترة التسعينيات. ثم قدمتم المراجعات وعشتم الواقع واحترمتم علماء الصحوة وخاصة أ.ديوسف القرضاوي الذي تعلمتم منه الكثير من خلال قراءة مشروعه الوسطي ونقلتم صفحات كاملة بكتب المراجعات. وقد حضر أحد أعضاء الجماعة مؤتمر "القرضاوي بين الأحباب والأصحاب عام 2007". أتمني أن تسهم د.ناجح بقلمك وعقلك وأسلوبك العذب في إشاعة الأمل وبواعث العمل لكي تنهض الأمة وتسمو ويكون لها دور ريادي في العالم المعاصر والفكر الإنساني العالمي. نحن نعتقد أن بعض الجرائد تستغل المواقف وبعض القراءات المنتقاة ووضع فخاخ وتسجيل أهداف تخدم أغراضهم ولهم ولاء لن يزحزحهم فكر أو يؤثر فيهم رأي فهم "جرنالجية" يهمهم إثارة عواطف الجماهير بالمنشطات الصحفية واختيار العناوين الجذابة. وعندهم مهارة يتفنون كيف يستغلون الخبر ويضخمونه مهما كان عادياً لحصد الأرباح وتوزيع أكبر كمية من الأعداد. وحتي لا نأخذ الناس بالظنة أرجو منك د.ناجح أن ترجع إلي ما كتبه الصحفي المكافح المناضل "سامي كمال الدين" في مجلة "الأهرام العربي" العدد 821 في 15 ديسمبر 2012م وأيضاً ما كتب عن بعض الصحفيين في جريدة "الشعب" العدد 22 الثلاثاء 5 صفر 1434ه 18 ديسمبر 2012م. أخي الفاضل. والداعية المناضل د.ناجح دعني أحترمك واتركني أن أقدرك وكن كما تريد ودعني أختلف معك وأحاورك في كل أفكارك. فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.