* يسأل الأستاذ "محمد إبراهيم الجندي": شبين الكوم- منوفية: ما حكم زيارة الأضرحة- مقابر الأولياء ذات المقاصير المذهبة والقباب المزخرفة والأكسية المزخرفة؟ ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر قائلا: لقد شغل العلماء قديما وحديثا بقضية زيارة الأضرحة. والقول المعتدل والذي يرضي الله تعالي ولا يخالف منهج رسول الله هو: تجوز زيارة الأضرحة في حدود المشروع في زيارة القبور لأن صاحب الضريح وإن كان ذا شأن عظيم فهو من أموات المسلمين ومقبور كالمقبورين فلا يقام عند قبره ما لم يشرعه الله باسم الدين كوقفة الاستئذان علي باب الضريح ورفع الأكف بالضراعة والمناجاة عند رؤية الضريح والطواف حوله وتقبيل جوانبه والتمسح بحديده أو خشبه وشرح القضايا والمشكلات والمعضلات وطلب من صاحب الضريح الفصل فيها وكذلك لا تشد الرحال إليهم كفرض عين فلا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد رسول الله والمسجد الأقصي وكذلك تشد الرحال في طلب الرزق وطلب العلم وما عدا ذلك فيه مخالفة شرعية يأباه الله ورسوله ويغضب أصحاب الأضرحة أنفسهم. لأنهم لم يتجهوا في حياتهم بقلوبهم وأجسادهم لغير الله. ولم يقفوا بباب أحد سواه ولم يرفعوا أكف الضراعة إلا له وكانوا يدعون الناس إلي عبادة الله وحده واتباع شرعه فهم يحبون من الناس أن يعبدوا الله كما عبدوا ويتقربوا إليه بما كانوا يتقربون ويسلكوا سبيلهم ويقتفوا آثارهم الصحيحة وهذا يدخل السرور عليهم. وأقول للسائل: إذا سلك الناس في زيارتهم ما سلكوا هم في أسلافهم طابت نفوسهم وجرت عليهم أعمالهم وإذا انحرف الناس عن طريقتهم فوجهوا وجوههم في الدعاء إليهم واتخذوا قبورهم عيدا ومطافا كبيت الله الحرام واستلموا الأركان. وصلوا داخل المقام وطلبوا منهم ما لا يطلب إلا من العلي المتعال فقد خالفنا الشرع. وجافينا طريقتهم وصرنا إلي ما يحزنهم لا إلي ما يرضيهم فهذا ما يجب أن يعلمه الناس حتي يعرفوا المشروع فيفعلوه ويعرفوا غير المشروع فيجتنبوه وخير لنا ولهم بدلاً من أن ما نحكم عليهم بالشرك أن نبذل أقصي جهودنا في تعليم من لا يعلم كما لا ينبغي أن نسكت مجاراة لفئة أو مجاملة لطائفة فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس والله أعلم.