زيارة القبور وسيلة لتطهير القلوب

* تسأل الحاجة "السيدة المحروق" من الكوم الأخضر- شبين الكوم ما حكم زيارة النساء للمقابر؟
** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: يجب أن تعلم الأخت السائلة أن زيارة المقابر كانت محرمة في أول الإسلام علي الرجال والنساء لما كان يفعلونه عند المقابر من أمور الجاهلية وبعد أن استقرت عقيدة الإسلام في قلوب الناس وعرفوا أحكامه وأهدافه أبيحت زيارة القبور وقال فيها النبي أحاديث كثيرة تنص علي مشروعيتها بشرط ألا تفعل عندها أمور الجاهلية من شق الجيوب ولطم الخدود والصياح والدعاء بكلمات السخط ورفض القدر. أو التجمعات والاختلاط الذي ينافي الأدب كما يحدث في الأعياد والمواسم ومن هذه الأحاديث: قول رسول الله: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة" ومنها أن أمنا عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقال لها ابن مليكة: "من أين أقبلت يا أم المؤمنين؟ قالت: من قبر أخي عبدالرحمن فقال لها: أليس كان نهي رسول الله عن زيارة القبور؟ قالت: نعم كان نهي عنها ثم أمر بزيارتها" ثم بينت كيفية الزيارة كما علمها رسول الله فقالت: قال: قولوا عند الزيارة "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. نسأل الله لنا ولكم العافية" والذي يستفاد من هذه الأحاديث أنه متي قصد بزيارة القبور الدعاء للميت والإحسان إليه وتهذيب النفس بالعظة والاعتبار وخلت من تجديد الإحزان ومظاهر الجزع واتخذت فيها الآداب الشرعية كان جائزة للنساء والرجال أما إذا قصد بها تجديد الأحزان وما يخالف شرع الله من البدع والمنكرات كانت الزيارة محرمة علي النساء والرجال وهذا الذي يجب أن يعلمه الناس ويوجهوا إليه والله أعلم.