كان مقررا أن نذهب لكلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر بالقاهرة للتعرف علي الصورة العامة ومعرفة اوجه التميز وتحديد المشكلات التي يعاني منها الطلبة وذلك ضمن الحملة الي بدأناها منذ ثلاثة أسابيع لرصد الواقع والرؤية المستقبلية للارتقاء بجامعة الأزهر ووضع السلبيات نصب أعين المسئولين لعلهم يتحركون ويجدون لها مخرجا »وبالفعل اتصلنا بالدكتور رمضان الهيتمي عميد الكلية للتنسيق معه .لكنه اعتذر لعدم تواجده بالكلية وأخبرنا أن الوكيل سيكون في انتظارنا وكل الاساتذة متواجدون والمحاضرات تسير بصورة طبيعية شديدة.وبناءً علي ذلك ذهبت للكلية بصحبة زميلي هيثم صبري المصور واستقبلنا الدكتور فتحي عثمان وكيل الكلية وتحدثنا معه عن حال الكلية وما تعانيه وما ينقصها حيث أكد :أن أهم مشكلة تعاني منها الكلية هي ضيق المكان وعدم استيعابه لعدد الطلبة الدارسين بها .حيث يبلغ عدد الطلبة 13 ألف طالب ولا يوجد مكان يستوعب هذا العدد الكبير لذا قررنا تقسيم الشعبة الواحدة الي ثلاث مجموعات .فمثلا شعبة الشريعة الاسلامية بها 1500 طالب تم تقسيمهم الي مجموعات ورغم ذلك يشكو الاساتذة من الزحام وكذلك الطلبة يشكون من عدم قدرتهم علي التواصل مع استاذ المادة بسبب الزحمة والتكدس . فالاعداد الكبيرة لا تصلح الا في المواد غير التخصصية أما مواد التخصص كالفقه والأحوال الشخصية فلابد أن يقل العدد ليتمكن الأستاذ من توصيل المعلومة بشكل صحيح ودقيق للطلبة .وكذلك ليتمكن من الاستماع الي تساؤلاتهم والاجابة عليها باستفاضة لان هذة المواد متشابهة ودقيقة ولابد من مراعاة ذلك حتي لا تختلط الامور ببعضها البعض .هذا علي العكس "مما كنا عليه وقت اعارتي بالمملكة العربية السعوية حيث كان مقررا لكل استاذ 30 طالبا داخل المحاضرة ولا يزيد هذا العدد تحت أي ظرف" لكن بحمد الله سنجد مخرجا لهذه المشكلة بمجرد الانتهاء من بناء وتجهيز المباني الاربعة الجاري انشاؤها بمدينة نصر والتي تم تخصيصها لكلية الشريعة والقانون. فبمجرد استلامنا هذه المباني ستحدث انفراجة كبيرة لنا. مشاكل بالجملة وأضاف دكتور عثمان :ليست هذه هي المشكلة الوحيدة التي نعاني منها فنحن شأننا شأن أي كلية بجامعة الأزهر نعاني نقص الامكانيات والخدمات . فلا توجد لدينا شبكة انترنت رغم اهمية ذلك ورغم إتاحة الأنترنت في كل مكان في مصر وهذا بالطبع يؤثر علي كل شيء ابتداء بتعطيل العمل وصعوبة انجازه وانتهاء بضعف وتدني مستوي الخريج . فعدم تهيئة الجو المناسب للطلبة وعدم تدريبهم تدريبا جيدا يجعلهم مع كل اسف غير مفضلين في السلك القضائي رغم انهم يدرسون مواد لا توجد بأي كلية من كليات الحقوق بالجامعات المصرية الاخري لكن فرصتهم ضعيفة للغاية في العمل القضائي . ولكي أرفع مستوي الخريج وأرتقي به لابد من تدريبه جيدا واتاحة كافة الوسائل التكنولوجية أمامه وهذا ما نسعي لتوفيره في الأيام القادمة وأشار الي أنه غير راض عن مستوي المناهج التي تدرس للطلبة وأنها في حاجة ماسة لاعادة النظر والتطوير لتتواكب والمستجدات الحديثة . كما أشار الي أن نظام التيرم غير مناسب علي الاطلاق للكليات الشرعية رغم أن المواد الأساسية ممتدة طوال العام وهذا يثقل الطالب ويقوي مستواه الرسوب المتكرر. وأوضح أن طالب الكليات الشرعية عامة وليست الشريعة والقانون وحدها لم يعد كما كان في الماضي مجد ومجتهد ويبحث عن أصل المعلومة ليتفوق ويتميز وهذا سبب الرسوب المتكرر لعدد كبير من الطلبة وهذا ما نود تغييره لان صلاح الازهر والجامعة بصلاح طلابها لأنهم هم دعاة الغد وعلماء المستقبل . فكيف يكون هذا هو حال الداعية والعالم الذي يبصر الناس بأمور دينهم ودنياهم وهو راسب وليس هذا فحسب فقد اكتشفت من خلال الامتحانات الشفوية التي أجريها مع طلبة الفرق المختلفة أن عددا غير قليل منهم لا يعرف فرائض الوضوء فكيف بالله عليكم نأتمن هؤلاء علي الدعوة وهم بهذا المستوي . فالامر يحتاج الي اصلاح حقيقي يبأ بالمعاهد الازهرية كما دعي فضيلة الامام .لكن في ذات الوقت نحن في حاجة الي دعم مادي كبير لتحقيق هذا التطور واستطرد :للأسف الشديد مكتب التنسيق لا يضع الكليات الشرعية في القمة فيأتي الينا بطلبة ضعاف في المستوي وهذا شيء مخز فالمفترض أن الكليات الشرعية هي أصل جامعة الأزهر وليس الطب أو الهندسة كما يشير الواقع . فالموازين مقلوبة وفي حاجة لاعادة نظر لتسير الامور بطبيعية. مهانة في الطرقات وبعد انتهاء حديثنا معه طلبنا منه مقابلة أساتذة الأقسام والمعيدين فرحب وأرسل معنا احد العاملين لمكتب الدكتور عبد الحي العميد الأسبق للكلية والذي تعامل معنا بطريقة غير لائقة حيث اخبر العامل ان معه بعض الاساتذة وعلينا الانتظار حتي ينتهي من جلسته ولم يحدد وقت الانتظار وللأسف لم نجد المكان اللائق للانتظار فالطرقات مليئة بالاتربة ومقاعد الامتحان المتهالكة وبعض العمال يقومون بإصلاحها فوجدنا انفسنا ننتظر لمدة تزيد عن ربع الساعة امام باب مكتبه وأصوات الدق والغبار والاتربة تحاصرنا دون أي اهتمام من أحد او مقعد يهون علينا الأمر مما أضطرنا الي ترك المكان وكلنا احساس بالنقمة والغضب بل والسخط علي سلوك العلماء وتجاهلهم لمن يبحث عن الحق والمعلومة الصحيحة. خاوية علي عروشها ورحنا نبحث عن أساتذة آخرين بالأقسام المختلفة لكننا للأسف الشديد لم نصادف أي أستاذ أو حتي معيد فالكلية كانت خاوية علي عروشها من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بلا مبالغة لكننا لم نيأس وواصلنا البحث حتي وجدنا طالبا يدخل من الباب الخلفي للكلية يدعي عبد الرحمن مجدي بالفرقة الأولي والذي اكد لنا ان جميع الفرق في اجازة استعدادا لأمتحانات نصف العام. الأسعار فاقت الحد. وأشار الي عدد المشكلات بالكلية وقد اعطي الأولوية الي ارتفاع سعر الكتاب الجامعي الذي يتراوح بين العشرين والاربعين جنيها وهذا يفوق إمكانيات معظم الطلاب بالإضافة الي الارتفاع الرهيب بالمصاريف الخاصة باستخراج كارنيه إثبات القيد بالجامعة والذي قفز من ثلاثين جنيها الي ربعمائة جنيها تقريبا ناهيك عن صعوبة المناهج والمقررات وإصرار بعض الاساتذة علي شمول الامتحان لكل اجزاء الكتاب بالرغم من عدم شرح عدة اجزاء وبالتجوال عند الشبابيك الخاصة بشئون الطلبة تقابلنا مع احمد الخضيري احد الوافدين والذي استنفد عدد مرات الرسوب بكلية اصول الدين وقام بالتحويل الي كلية الشريعة والقانون لعله يصادف النجاح والذي اكد لنا ان السبب الاساسي لرسوبه هو عدم قدرته علي التواصل مع الاساتذة لضعفه الشديد في اللغة العربية. امسك صحفي قد ادهشنا في ظل هذا الخواء الجامعي ان نجد تجمع عدد من الطلاب علي احد الشبابيك الأخري معظمهم من الوافدين لتسديد المصروفات وبمجرد الاقتراب منهم وتعرفنا علي احمد احمد عنتر وكمال الدين الطالبين بالفرقة الثانية شعبة الشريعة الإسلامية وقبل ان يبدأ الحوار هالنا حضور أمن الجامعة الذي طلب من الطلاب الانصراف وعدم التحدث معنا وطلب التحقق من شخصيتنا وعندما تم إخباره بأنني الصحفية المختصة بأخبار الجامعة من جريدة عقيدتي ومعي تصريح معتمد بذلك وكارنيه مستخرج من الجامعة بتيسير عملي وتسهيل حصولي علي المعلومات والتحاور والتحدث مع الجميع ولكني فوجئت بأنه لم يعر كلامي أدني اهتمام وكأنني اتحدث مع شخص اخر معللا ان لديه تعليمات وهو ينفذها ولا يريد الدخول في مشاكل و¢عليكي إحضار ورقة مكتوبة وموقعة من احد المسئولين بالجامعة إذا اردتي استكمال العمل¢ .تلك الرسالة نوجهها الي الدكتور رئيس جامعة الأزهر نضعها نصب عينيه ليسعد برجاله وأمنه وكيف يتعاملون مع الصحفيين ورجال الإعلام؟!