محمد "صلي الله عليه وسلم" القائد الأعظم الأنبياء والمرسلين هم قمة المثالية وهرم القيم النبيلة علي مر العصور.. قدموا للبشرية الكثير من المبادئ وضحوا بكل ما يملكون من أجل اسعاد البشر فأحلوا العدل والحرية والمساواة في أنحاء الكون والتاريخ يذكر لنا في صفحاته منذ أن عرف الإنسان كيف يتعامل مع الناس دور هؤلاء في الرقي بالإنسان والسمو بروحه وتهذيب وجدانه لكي يشارك في بناء المجتمع بفكره وعقله وعندما كان يغيب دورهم - صلوات الله عليهم وتسليماته- تنهار قيم وسلوكيات ومكتسبات المجتمعات فيسود الظلم والاستبداد ويدب الخلاف والشقاق بين بني البشر وتدق طبول الحروب لأتفه الأسباب فينتشر الخراب.. لذا تتمثل دعوة كل نبي أو رسول في قومه للعودة بهم الي القيم التي حددها قانون السماء واقام الموازين الكونية بالقسط بينهم في المجتمع لأن للكون ميزان إذا اختلف تهاوت أسسه وانهارت أركانه وحل بأهله الدمار والعار يقول المولي تبارك وتعالي "والسماء رفعها ووضع الميزان. واقيموا الوزن بالقسط. ولا تخسروا الميزان" الرحمن "7:9". يقول صاحب كتاب- السيرة النبوية- العلامة أبو الحسن الندوي "الإنسانية أفاقت واستيقطت وفتحت عيونها بعد ثبات عميق طول دام قروناً طويلة فأرادت ان تتدارك ما فاتها حتي عمر كل جزء من أجزائها وكل ركن من أركانها بدعاة ربانيين مخلصين مجاهدين ومصلحين مربين عارفين بالله متحرقين لخلق الله باذلين نفسهم ونفسيهم لخير الإنسانية وانقاذها من الخطر المحدق بها من كل جانب". ولد النبي محمد "صلي الله عليه وسلم" وبزغ فجر جديد وأضاء الكون كله بمبعثه وأصبحت رسالته عالمية الدعوة مكانية الوحي روحانية المكان فبدأت البشرية تعرف قيمة المثل في قمة سموها ورقيها بالنماذج التي وضع أساسها النبي وبني بها المجتمع الجديد الذي كان بعيدا كل البعد عن وهج الحضارة ورقي الصدارة وصنع منهم سادة وقادة عمروا دنياهم بالفضائل وأنشأوا في نفوس البشر مقتاً شديداً للظلم والجور والعدوان والبغضاء. انك تجد آثارهم وتلمس آياتهم علي كل جزء من أجزاء البسيطة كموقع القطر لا يخلو منها بيت فقد فتحوا ينابيع فياضة متدفقة من العلم والعرفان والإيمان والحنان واذكوا شعلة الحب الإلهي في قلوب أتباع هذا الدين يقول المولي تبارك وتعالي "محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع اخرج شطأه فأزره فاستغلظ فاستوي علي سوقه يعجب الزارع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً" سورة محمد "39". سطر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- علي صفحات الواقع قوله "كنا أذلاء فاعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا في غيره العزة أذلنا الله". والذي ينقب في كتب السير والتراجم يجد النبي "صلي الله عليه وسلم" عاش القيم والمثل وانفعل بها في حياته الخاصة داخل بيته وبين أهله الأطهار وعلمها أصحابه الأبرار حتي فاضت وعمت أعداءه تقول عائشة رضي الله عنها "كان خلقه القرآن" وأصحابه رضوان الله عليهم صدق فهم الوصف التفصيلي "كانوا قرآنا يمشون بين الناس" و"الجيل القرآني الفريد" و"رجال صدقوا مع الله" و"الذين مع محمد" وخاطب القرآن الكريم النبي "صلي الله عليه وسلم" قائلاً "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" آل عمران "159" وقوله "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " الأعراف "199" وقوله "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء "107". حدد النبي "صلي الله عليه وسلم" رسالته وملامح دعوته في الحديث الذي يرويه بن سعد في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك والبيهيقي عن أبي هريرة -صلي الله عليه وسلم- "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وقوله "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقا" رواه الترمذي وقوله "ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن" رواه مسلم. درغام عبد الله حسين مدرس لغة إنجليزية- بالأزهر الشريف أين عزة المسلمين؟ الفرق نقطة واحدة بين العزة والعرة والحقيقة أن كثيراً من المسلمين يعيشون في معرة ووجوههم مكفهرة والعالم يكسر خلفهم كل جرة. وعجبت للشيخ السديسي وهو يخطب ذات مرة ويرسل سجعاته وانفعالاته عن عزة المسلم وكأنه تاج ودرة وهنا أرسلت آهة مري إذ أن المسلم في ديارة العربية أشبه بعبد يجلد وينخس بالدرة وكأنه الميكروب الذي لا يؤمن ضره والوحش الذي يتوقع شره ولا يحق له في أي حياة حرة وهذا هو الواقع في الديار الإسلامية عموماً وفي الخليج خصوصاً بالمرة وتابعت المظاهرات التي تمت بلندن اعتراضاً علي الملكة لدعوتها ملك البحرين لحفل جلوسها واستنكر المتظاهرون فعل الملك المجافي لحقوق الإنسان. تظاهر الناس لوأد حقوق الآخرين وفي قارة غيرقارتهم وتظاهروا ضد من؟ ضد الملكة وملكة من أقدم الملكات وسليلة الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس يوماً ما ولم يسجن ولم يعتقل شخص واحد وهذه العزة العملية أما الديار العربية فلم يستطع شخص ان يعترض أميراً أو حاكما أو نظاماً ومن فعل وئد من قبل ان يحرك لسانه ومثل به وشوهت حياته وسيرته ووجدانه ومن فعلها وصارت الجموع تهدر من أمامه فمثل البحرين وسوريا علي التراجع ترغمانه فأين عزة المسلم وفي أي أرض وفي أي نظام والطفل ينشأ علي امش بجوار الحائط ومن خاف سلم ويا بخت من بات مظلوم والسمع والطاعة لمن ولي ولو جلد الظهر وسلب المال أليست هذه دعوة لذل الحال ودجل مشايخ الضلال فالمواطن العادي في شعوب الحضارة اليوم هو السيد المتوج أما المسلم ففي دياره التي يؤذن فيها ويصلي يداس بالنعال وهو عبد المأمور والذل قرينة في الحال والترحال فأين هنا قوله تعالي "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين". ناهد السيد شعبان موقف الشيطان من آل ابراهيم ذكر الإمام القرطبي في تفسيره والخازن والبغوي:قال كعب وغيره: لما رأي ابراهيم ذبح ولده في منامه قال الشيطان: والله لئن لم أفتن عند هذا آل ابراهيم لا أفتن منهم أحداً أبدا فتمثل لهم الشيطان في صورة رجل. ثم أتي أم الغلام فقال لها: أتدرين أين يذهب ابراهيم بابنك؟ قالت لا فقال: انه يذهب به ليذبحه. قالت: كلا أنه أرأف به من ذلك. فقال لها: إنه يزعم أن ربه قد أمره بذلك. قالت: إن كان ربه قد أمره بذلك فقد أحسن أن يطيع ربه. ثم أتي الغلام فقال له: أتدري أين يذهب بك أبوك؟ قال اسماعيل: لا. قال: إنه يذهب بك ليذبحك. قال: لم؟ قال: نعم أن ربه قد أمره بذلك. فقال اسماعيل: فليفعل ما أمره الله به سمعاً وطاعة لأمر الله عزوجل. ثم جاء ابراهيم فقال له: أين تريد يا إبراهيم؟ والله إني لأظن أن الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ولدك. فعرفه ابراهيم فقال له: إليك عني يا عدو الله. فوالله لأمضين لأمر ربي فلم يصب الملعون منهم شيئا" هذا هو خليل الرحمن الذي قدم أهله للوديان وقدم ولده للقربان وقدم ماله للضيفان وانتصر هو وآله علي الشيطان وقدم روحه للواحد الديان ولا عجب فقد جعله الله وحده أمة فقال تعالي: "إن ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين" "سورة النحل آية:120". أحمد محمد أحمد شحاته - مدير عام بالأزهر سابقا- الزرزمون: مركز ههيا - شرقية أولياء الله الناس إما أولياء لله عز وجل يواليهم بإحسانه وينير بصائرهم بالحق وإما أولياء للطاغوت "الشيطان" يصدهم عن الهدي ويوردهم موارد الردي وإذا كان أولياء الله هم المؤمنون الصالحون الاتقياء فأنه تبعا لذلك تتفاوت درجاتهم فمن كان أكمل إيمانا وأشد تقوي كان أكمل ولاية وذلك ان الناس يفاضلون في ولاية الله عز وجل بحسب تفاضلهم في التقوي والإيمان ولذا فإن أفضل أولياء الله هم أبناؤه وأفضل أنبيائه المرسلين منهم وأفضل المرسلين أولي العزم: نوح وابراهيم وموسي وعيسي ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه وأن أفضل أول العزم محمد صلي الله عليه وسلم فهو سيد الأولياء وإمام الأنبياء جاء في الترمذي رواية أنس: "وأنا أكرم ولد آدم علي ربي" وقال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر - وفضائله وفضائل أمته صلي الله عليه وسلم كثيرة. وأولياء الله يوجدون في جميع من آمن بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم واطاع الله ورسوله ولم يكون أهل البدع الظاهرة والفجور: فالأولياء يوجدون بين أهل القرآن وأهل العلم وفي أهل الجهاد كما يوجدون في التجار والصناع والزراع وغير هؤلاء من كل من استقام واعتدل علي طاعة الله عقداً وقولا وفعلا وداوم علي ذلك حتي يأتيه اليقين قال الحق تبارك وتعالي: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون. نزلاً من غفور رحيم". فالاتقياء الصالحون أولياء لله ولا يحزنون علي ما خلفوا وراءهم في الدنيا ولا يخافون مما يستقبلون من أهوال الآخرة إذ: "لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم". فالولي عند موته يقول له ملك الموت: "السلام عليك يا ولي الله الله يقرئكم السلام" انها تحية مباركة تملأ القلب امنا وسرورا يقول الله عز وجل: "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون". وفي حديث البراء في مسند الإمام أحمد: "إن المؤمن إذا حضره الموت جاءه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب فقالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة إلي روح وريحان ورب غير غضبان فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء". ومن بشراهم في الآخرة كما قال تعالي: "لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون". محمد جمال عواد قنديل بكلية أصول الدين قليوب البلد - قليوبية العدل أساس الملك غصب أحد الولاة ضيعة لرجل. فشكا أمره إلي الخليفة العباسي "المنصور" وقال له: أصلحك الله يا أمير المؤمنين. أأذكر لك حاجتي أم أضرب لك قبلها مثلا؟ قال المنصور: اضرب مثلا. قال الرجل: إن الطفل إذا أصابه ما يكره فإنه يشكو إلي أمه ظنا منه أنه لا ناصر له غيرها. فإذا ترعرع شكا إلي أبيه لاعتقاده أن أباه أقوي من أمه علي نصرته. فإذا صار رجلا ووقع به مكروه شكا إلي الوالي لعلمه أنه أقوي من أبيه. فإذا ازداد عقله شكا إلي السلطان لعلمه أنه أقوي من الوالي ومن جميع الناس. فإذا لم ينصفه شكا إلي الله - تعالي - لأنه أقوي الأقوياء ولا قوي بعده. وقد نزلت بي نازلة. وليس فوقك أحد من الخلق أقوي منك. فإن أنصفتني فيها كان بها ويأجرك الله. وإلا رفعتها وأمري إلي أحكم الحاكمين. وأعدل العادلين. إذ ليس أقوي منك إلا هو - سبحانه وتعالي - قال المنصور: بل ننصفك ونرد إليك ضيعتك. وكتب إلي واليه بأن يرد إليه ضيعته. ويهيئ له أسباب راحته. ويؤمن له شئون معيشته. ولله در القائل: لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجبُ الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يغضبُ أحمد محمد أحمد شحاتة - مدير عام بالأزهر سابقا الزرزبون - ههيا - شرقية إلزم الأدب تمسك بشرع المصطفي والزم الأدب وسر علي الدرب وخذ بما وجب وطع أوامر الإله واقترب وشبع واشتبع بالإيمان وانتصب إن النبي محمدا أعلي الرتب جه بالرسالة والأمانة نوره غلب ودعا لرب العرش بالأمر امتثل صار في القبائل يدعو حتي انتصر ماحي الظلام والعدا وقد صبر جزاك عنا خيرا حبيبي ابن مضر يا بحر علم الله يا خير البشر يا بحر جاري في العلوم وانفجر يا خير خلق الله يا أفضل من شكر يا نور من نور الإله وقد ظهر يا سر ساري في العصور واستقر يا شمس الضحي لمن أطاعك واعتبر بقلم: أمين عطية- كفر الجمال - قليوبية