إن الرحمة التي علمنا إياها النبي صلي الله عليه وسلم تتجلي عندما تنحر ذبيحة. فالذبح الشرعي يشترط أن تكون شفرة الذبح حادة حتي لايتعذب الحيوان وتتجلي هذه الرحمة في معاملة الخدم فقد أمرنا سبحانه وتعالي أن نطعم خدمنا من أوسط ما نأكل . أو ما نطعم به أنفسنا وأهلينا وتتجلي كذلك في أن نعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ويكفي أن النبي الكريم قال :" ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". وأمرنا الإسلام بتحرير الرق وجعل عتق العبيد إحدي شرائع الإسلام في كفارات الإيمان ولكن هذا الأمر صعب إلا علي من يسره الله عليه ويعتبر عقبة تحتاج إلي جرأة وهمة لقوله سبحانه وتعالي :" فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة". وفي أخلاق أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم يقول سبحانه وتعالي :" يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولا شكوراً" قد نقوم بإطعام المسكين وبإطعام اليتيم ولكن أن يكون الأمر الإلهي بإطعام الأسير أيضاً فهذا تجاوز لكل الحدود الإنسانية في معاملة الخصوم والأعداء خاصة أن الأسير في ذلك الوقت لم يكن مسلماً وقد قبل الله من أهل البيت ذلك " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً" ولا حول ولاقوة إلا بالله.