أثار قرار وزير التربية والتعليم بوقف ميزانية مدارس الخط العربي في موازنة الوزارة للعام الدراسي الحالي 2012/2013 وقرار توقيع المدرسين بعدم المطالبة بأي مستحقات مالية ردود فعل واسعة بين مدرسي الخط واعضاء النقابة العامة للخطاطين. قالوا ل "عقيدتي" ان هذا القرار لو تم تطبيقه بالفعل لكان كارثة كبري ليس علي الخط العربي فحسب ولكن سيكون وصمة عار في جبين مصر. قال خضير البورسعيدي رئيس مجلس ادارة النقابة العامة للخطاطين انني اتعجب من هذا القرار الكارثة ففي الوقت الذي تتبني فيه أغلب الدول العربية الخط العربي الذي يبين هوية العرب وعين اللغة العربية نجد هذا القرار الظالم من وزير التعليم.. فعلي سبيل المثال توجد في الأردن جامعة للفنون الإسلامية وأكبر قسم فيها للخط العربي. وفي إيران وفي تركيا جامعة مرمرة تناقش ماجستير ودكتوراة في الخط العربي. وفي الجزائر يقام مؤتمران سنويا للخط العربي.. أما في المملكة المغربية فالخط العربي تحت رعاية ملك المغرب شخصيا ويكرم فيه الأول كل عام. وفي تونس يعقد مؤتمر ومعرض ومسابقة كل عام تحت رعاية وزارة الثقافة. وفي العراق توجد كلية للفنون الجميلة يتم فيها تدريس الخط العربي وفي دولة باكستان تقام مسابقة دولية سنويا في الخط العربي والزخرفة الإسلامية ولم يقتصر الأمر علي الدول العربية فقط ففي أوروبا يقام معرض سنوي ومؤتمر للخط العربي وكان آخر مؤتمر في المجر وتمت دعوة أشهر الخطاطين في العالم الإسلامي واستمر المعرض ثلاثة أشهر في أكبر قصور الرئاسة بالمجر في يوليو 2009. وفي جنوب افريقيا أقامت جامعة كيب تاون في جوهانسبرج معرضاً للخط العربي والفنون الإسلامية اليدوية داخل أكبر قاعات الجامعة.. أما في دولة الإمارات فهي تقيم سنويا ثلاثة معارض دولية ومسابقة وملتقي دولياً في كل من دبي وأبوظبي والشارقة ويتم دعوة الفنانين المصريين سنويا. يقول حمادة الربع أمين صندوق النقابة مهرجانات الخط العربي والمسابقات تقام في كل دول العالم الإسلامي والافريقي والأوروبي وفي مصر يلغي تعليم الخط العربي في أكثر من 240 مدرسة ويلغي أيضا تعليم طلبة يتعلمون الكتابة الصحيحة في 240 مدرسة فقدوا أحلامهم وأرزاقهم ليكون وصمة عار علي جبين التعليم في مصر.. وإذا نحينا الجانب الفني من الخط العربي مؤقتا فيتبقي لنا الجانب اليومي. فقد وصل الحال الي أن أغلب مدرسي وأساتذة الجامعات خطهم لا يقرأ. وطبقا فهم معذورون لأنهم لم يجدوا المدرس القدوة وبالتالي فتلاميذهم أيضا خطهم أسوأ منهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه. فالخط العربي يتعرض لمؤامرة خارجية تنفذ بدقة لإلغاء اللغة العربية التي هي هويتنا الحقيقية وليس فقط الخط العربي. ففن الخط العربي هو الفن الأصيل والجميل في بلادنا. ويري يسري حسن عضو مجلس الإدارة أنه لا يمكن ان نتصور أن يصل إهمال الخط العربي بمصر الي هذا الحد. وقد بلغ الخط العربي في مصر أوج مجده من أول عصر محمد علي وحتي النصف الأول من القرن العشرين وذلك بفضل المسئولين. وبوصول الخط العربي الي هذا المستوي أيضا وصل معه الخطاط الي أرقي المستويات.. فلقد اهتم القصر الملكي عام 1922 عندما أصدر الملك فؤاد المرسوم الملكي لإنشاء أول مدرسة نظامية تحت رعاية القصر الملكي في مدرسة خليل أغا بباب الشعرية بالقاهرة وبعده تولاها الملك فاروق. يوضح صلاح عبدالخالق سكرتير النقابة قائلا: إن العدد التنازلي لهذا الفن الجميل بدأ في النزول بعد ما تولتها وزارة التربية والتعليم ومن هذا الوقت أصبح الخط العربي يتيما ومغلوباً علي أمره ولا يجد من يدافع عنه بعد أن تخلي عنه من يعرفون قدره ولم يتخلوا عنه بخاطرهم ولكن اجبروا علي ذلك مرغمين إلا أن توليه علي قدر المستطاع الجمعية المصرية للخط العربي والنقابة العامة للخطاطين ولكن اليد الواحدة لا تصفق. ناشد رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم بإعادة فتح المدارس مرة أخري ومعالجة السلبيات الموجودة بشكل علمي متطور وفصل حصة الخط العربي عن حصة اللغة العربية وإعطاء المدرسين أجورهم ورفع أجر الحصة الي 15 جنيها لأنه من غير المعقول أن يكون أجر الحصة ثلاثة جنيهات فقط لا غير. يجب الاستعانة بمدرسي الخط العربي من خارج وزارة التربية والتعليم لأن الوزارة ليس بها مدرسون فهذا الشرط غير منطقي بالمرة وفاقد الشيء لا يعطيه.