ردود الفعل العصبية والمتشنجة تحكمت في طاقات الغضب التي تفجرت في اعقاب الحديث عن الفيلم المسيء للرسول-صلي الله عليه وسلم- اندفعت في الاتجاه الخطأ واخذت منحي لا يتفق مع روح الإسلام ولا هدي رسولنا الكريم. وبسوء تصرفنا وابتعادنا عن التعقل الذي امرنا بها الإسلام جعلنا 13 دقيقة من فيلم تافة مجهول محرقة واعطينا لاعدائنا الذريعة المناسبة للاستمرار في تشويه صورتنا والادعاء علينا واتهامنا بالتخلف والهمجية والتطرف والامعان في ازيتنا والتدخل في شئوننا. وهو ما يطرح العديد من التساؤلات المهمة لعل أهمها: أين أفلامنا التي تدافع عن ديننا؟ أين الحملات والكتب والترجمات التي تعرف بالإسلام؟ لما المغالاة وارتكاب التصرفات التي لا تتفق مع روح الدين الحنيف؟ وكيف يمكن ترشيد ردود الأفعال الغاضبة واتخاذ ما يلزم من مواقف مناسبة؟ انتقد الدكتور عبد الفتاح ماضي. استاذ العلوم السياسية بجامعة الاسكندرية. التجاوزات واستخدام العنف والتخريب الذي قام به بعض المتظاهرين. وقال إن الإسلام علمنا أن نحتكم للعقل وتكون جميع تصرفاتنا منضبطة بالحكمة والتروي والدراسة والتمسك بخلق ¢اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما¢. ويؤكد أن نصرة الرسول- عليه الصلاة والسلام- تكون بقيادة شباب الامة ضد السلوكيات التي نهانا عنها الرسول عليه السلام. والعمل لامتلاك كل ادوات النهوض والإنتاج والإضافة الي الحضارة الانسانية الحالية وإظهار الإسلام في سلوكياتنا. وتسأل ما معني ان نتظاهر ثم نعود الي ما كنا عليه؟ واستبعد ان تكون النخب قادرة علي فهم خطورة الموقف وتدرك خطورة ما تفعله في حق الشباب وفي حق الوطن والدين. وشدد علي ضرورة ان يكون الرد الرسمي قويا ضد صناع الفيلم والدوائر الداعمة لهم في الغرب. وقال انه يجب علي الدبلوماسية المصرية أن تتحرك لتفعيل ردود جماعية عبر الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي. مضيفا ان الرد الإعلامي والفني ضروري وينبغي أن يكون منظما ومدروسا وبشكل احترافي. وأشار الي ان الشعوب الغربية لا تعرف أبجديات الإسلام. مبينا أن الامة مقصرة في نقل الصورة الحقيقية للإسلام. والعالم لا يحترم الا الأقوياء. وأدوات القوة الان في القوة البشرية وفي قوة العقول وحكمتها وفي شرعية الحكومات وفي العلم والمعرفة والإنتاج. وقال ان التظاهر ضد تجاوزات الجاهلين لابد ان تصحبها ثورة ضد كل السلبيات الداخلية والاعتراف بأوجه القصور الذاتية. معتبرا أن الامة في امس الحاجة الي ثورة فكرية وثقافية تغير طرق تفكيرنا وطرق فهمنا لأنفسنا وللآخر. ويري الدكتور وجيه السيد. أستاذ الادب والنقد بجامعة الازهر. ان المسلمين في كل أنحاء الدنيا قد يتسامحون ويغضون الطرف عن أشياء تمس أشخاصهم وأموالهم. لكنهم غير مستعدين أن يغضوا الطرف عن أدني إساءة لشخص النبي الكريم- صلي الله عليه وسلم. مشدد علي ان المسلمين لن يتسامحوا في هذا الشأن علي الاطلاق. ودعا الي الاستفادة من كل هذه الأحداث حتي تسود ثقافة التسامح والتعايش بدلا من ثقافة الكراهية وازدراء الآخر والدخول في حروب كلامية وفعلية لا طائل من ورائها. موضحا ان عقلاء الامة عليهم مسئوليات كبيرة في ترشيد ردود الافعال واتخاذ الاجراءات المناسبة علي هذا الفعل الاثم. اكد المهندس أبو العلا ماضي. رئيس حزب الوسط. أن مواجهة الافعال التي تسيء للمقدسات والرموز الإسلامية تستوجب من الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الخارجية السعي لإصدار ميثاق عالمي من الأممالمتحدة. ليمنع التحريض ضد الأديان أو ازدرائها أو المس بالمقدسات الدينية. وقال ان الفيلم المسيئ للرسول- صلي الله عليه وسلم- سلوك مشين يصدم مشاعر المسلمين حول العالم. كما يصدم الأحرار الذين لا يقبلون الأساءة للأديان والمقدسات ويحترمونها. واوضح ان إصدار ميثاق عالمي من الاممالمتحدة سوف يمنع التحريض ضد الأديان أو ازدرائها أو المس بالمقدسات الدينية. مضيفا أن اصدر الميثاق من الاممالمتحدة سيلزم الدول الأعضاء بسن تشريعات محلية تمنع التحريض ضد الأديان أو ازدرائها أو المس بالمقدسات الدينية ويجرمه. واعتبر الدكتور خالد سعيد. المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية. أن إقبال الناس علي الإسلام في الغرب هو الذي يحرك براكين الحقد والغيظ علي الدين الحنيف. ولفت الي ان بعض القوي المناوئة فوجئت أن الشعوب الإسلامية قد انحازت إلي المشروع الإسلامي في أول اختيار حقيقي. رغم ما أنفق من أموال. وما بذل من جهود من أجل صدهم عن شريعتهم. وقال ان الفيلم مملوء بالأكاذيب والمشاهد العارية التي لا تشين إلا من أداها ومثلها. موضحا ان الإسلام ورسوله منها براء بشهادتهم هم أنفسهم حينما يحاربون الحجاب كرمز للعفاف. ويعتبرونه خطرا علي حضارتهم. وذكر ان هذه الحملة ليست الأولي ولن تكون الأخيرة. مؤكدا انها في كل مرة تكون سببا لمزيد من انتشار الإسلام. والامة ظلت تواجه هذه الحملات بأصوات خافتة. ولكنها كانت هي أقصي ما نملك» فنصرنا الله وأذهب عنا الطغاة. ولكن اليوم لا يليق بها أن تواجه هذه الحملات بنفس الأساليب فضلا أن تواجهها بأقل منها. ويقول ان الرئيس المنتخب عليه أن يحتج صراحة لدي الإدارة الأمريكية. ويعلق أي تعاون بين البلدين حتي يتخذوا إجراءات عملية تجاه إيقاف هذه المهازل. مشددا علي ان جميع وزراء الحكومة ينبغي عليها ان تنشغل بحراسة الهوية. وطالب بتدشين حملة دفاع ورد علي كل ما يثار من شبهات. وأن تزاد المساحة لتناول سيرة وسنة النبي-صلي الله عليه وسلم- في الإعلام المملوك للدولة. لافتنا الي ان وزارة الاوقاف عليها مسئولية في ان تمد وتؤهل خطباء المساجد لبيان سنة وسيرة النبي-صلي الله عليه وسلم- كما يجب علي الأزهر بما له من ثقل دولي أن يمارس دورا دبلوماسيا موازيا لجهد الخارجية التي يجب ان تحتج رسميا لدي الخارجية الأمريكية. وقال ان أبناء الحركة الإسلامية مطالبون بالتسلح بالعلم والصبر والإيمان. ليردوا زيف المزيفين. وكذب الكاذبين. وحقد الحاقدين. ويقول الشيخ خالد روشة. الباحث في الفكر الإسلامي. اننا مطالبون بفهم العقلية العربية والاساليب التي تؤثر فيها. مضيفا ان هناك استراتيجيات يجب أن نتبعها للرد علي الإساءة منها استراتيجية الإعلام المضاد واستراتيجية التأثير الاقتصادي والعمل الدبلوماسي وحشد عوامل القوة. ويري ان تبني المواقف ينبغي أن يتم في ظل استراتيجية واضحة للتأثير بها. مشيرا الي أن ما يحصل في بعض البلاد من الهجوم علي السفارات فهو عشوائية تدل علي بساطة الرؤية وتسطيحها خاصة وأن خصمنا يتحصن في مكانه ويحرسها جيوش جرارة ومدعوم بالمال والإعلام ولهذا يجب أن نتعامل معهم بمنطق يفهمونه ولغة يشعرون بآثارها. ويؤكد ان ما يحدث الآن من تخريب وتحريق وإيذاء وتقتيل لا يصب في صالح الإسلام بأي حال بل يظهرنا همجا وعشوائيين ويصب في تأكيد الصورة التي صورها الفيلم المسيء ويجعلهم يستمرون في التنكيل بنا. وقال ان الدفاع عن الرسول الكريم يتطلب ترتيب الافعال وتنسيق المواقف بين المؤسسات المؤثرة والأحزاب الكبيرة والجماعات المنتشرة. واشار الي أن الأزهر عليه الاسراع باخرج ورقة عمل ويدعو لفعاليات متتابعة فيقود الناس قيادة إيجابية مرتبة ومؤثرة. مضيفا أن كل المؤسسات وخاصة العاملة في مجال الفكر والثقافة مدعوة الي تقديم خطاب حضاري يليق بالامة ومكانتها.