المداومة علي قراءة القرآن وقراءة القرآن من الثوابت الإيمانية التي لا يستغني عنها مؤمن بعد رمضان. وقد رأينا الصائمين ولله الحمد في أشد الحرص علي قراءة القرآن في رمضان. فمنهم من قرأ القرآن كله مرة» بل ومنهم من قرأ القرآن كله مرتين. بل ومنهم من قرأ القرآن كله ثلاث مرات. ومنهم من زاد علي ذلك. فلا تتخل عن القرآن بعد رمضان. ولا تضع المصحف في عزلته مرة أخري. وتضعه علي رف من أرفف المكتبة في بيتك في رمضان. فإن المسلم لا غني له أبداً عن كتاب الله جل وعلا فلابد أن تمتع بصرك. وأن تسعد قلبك وبصيرتك بالنظر يومياً في كتاب ربك تبارك وتعالي. قال الله عز وجل : "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" الإسراء: 9. وقال المصطفي صلي الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبي أمامة: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" وقال النبي صلي الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه : "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة. والحسنة بعشر أمثالها.. أما إني لا أقول "ألم" حرف. ولكن "أ" حرف. و"ل" حرف. و"م" حرف" وعن النواس بن سمعان. أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "يؤتي يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به. تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو غيابتان. أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة" فلا تتخل أيها الموحد الصادق عن القرآن.. لا تتخل أيها الصائم عن القرآن.. لا تتخل أيها القائم عن القرآن. وهل ذلت الأمة وضاعت إلا يوم أن تخلت عن القرآن؟! وقال الرسول: "يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً" الفرقان: 30. والهجر للقرآن أنواع: هجر التلاوة وهجر السماع وهجر التدبر وهجر العمل بأحكام القرآن وهجر التداوي بالقرآن هجرت الأمة القرآن إلا من رحم ربك من أفراد. فذلت الأمة لإخوان القردة والخنازير. ولعباد البقر في كشمير. وللملحدين الملعونين في كوسوفا. وفي باكستان والشيشان. وللصليبيين الحاقدين في كوسوفا والبوسنة وفي كل مكان: ففي كل بلد علي الإسلام دائرة ينهد من هولها رضوي وثهلان ذبح وصلب وتقتيل بإخوتنا كما أعدت لتشفي الحقد نيران يستصرخون ذوي الإيمان عاطفة فلم يغثهم بيوم الروع أعوان هل هذه غيرة أم هذه ضعة للكفر ذكر وللإسلام نسيان ووالله ما انتشر وانتفش الباطل وأهله إلا يوم أن تخلي عن القرآن أهله. أسأل الله أن يرد الأمة إلي القرآن رداً جميلاً. تجديد التوبة ومن الثوابت الإيمانية بعد رمضان: أن تكون دائم التوبة للرحيم الرحمن: من منا يستغني عن التوبة بعد رمضان؟! من منا يستغني عن الأوبة إلي الله مع كل نفس من أنفاس حياته؟ قال تعالي: "وتوبوا إلي الله جميعاً أيها المؤمنون" النور: 31. لم يقل: العاصون. ولم يقل: أيها المذنبون. بل قال: "وتوبوا إلي الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" النور: 31 وقال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحاً عسي ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعي بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك علي كل شيء قدير" التحريم: 8. وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر. أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس: توبوا إلي الله واستغفروه. فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة". هذا الحبيب المصطفي الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله ويتوب إليه مائة مرة.. وأظن أننا نحتاج إلي أن نستغفر الله ونتوب إليه في اليوم ألف مرة. نحن نحتاج إلي التوبة مع كل نفس من أنفاس حياتنا. فجدد التوبة والأوبة. داومة علي الذكر ومن الثوابت الإيمانية التي لا غني للمسلم عنها بعد رمضان: أن يكون دائم الذكر للرحيم الرحمن. قال الله تبارك وتعالي: "فاذكروني أذكركم" البقرة: 152. وقال المصطفي صلي الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسي الأشعري: "مثل الذي يذكر ربه. والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت" فالذاكر لله حي ولو حبست منه الأعضاء. والغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء أخي الحبيب! لا تغفل عن ذكر رب الأرض والسماء. وحافظ علي ذكر الله ففي الحديث الطويل الذي رواه أحمد من حديث الصحيح الحارث الأشعري. وفيه أنه صلي الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً فأتي علي حصن حصين فاحتمي به من عدوه. فذلك مثل الذاكر لله. يحتمي بالذكر من الشيطان". فلا تتخل عن الذكر بعد رمضان.