يسأل حسني محمد كريم: هل يجوز إطلاق أسماء الأنبياء والرسل عليهم السلام علي القري الجديدة تيمناً بهم؟ ** يجيب الامام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق: إن أنبياء الله ورسله هم أفضل البشر علي الاطلاق. اختارهم الله واصطفاهم وهم مؤهلون لهذه المهام الجسام. في قمة ذوي الفضل والكمال الانساني والجسدي والخلقي. وصنعهم. وزودهم بالعلم والمعارف. وبكل الكمالات وعصمهم من كل ما ينتقص من شأنهم. أو يحط من قدرهم بين أقوامهم. وسبحان الله القائل في هذا الشأن في سورة الحج: "الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير" "الحج: 75". وفي سورة النساء: "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما" "النساء: 165". وأنبياء الله ورسله إلي الناس وإن كانوا من البشر لكنهم قد تبوأوا أسمي مكانة ونالوا شرف تكليف الله لهم سبحانه بإبلاغ رسالاته. وبهذا كانوا خير الناس بوجه عام. فكان تقديرهم وإعزازهم في ذواتهم. وفي مكانتهم والارتفاع بشأنهم. وذكرهم واجبا علي أمة الاسلام خاصة. وعلي الناس جميعا. وكان احترامهم. والبعد بأسمائهم عن كل ما يعرضها للامتهان من شعائر الاسلام حيث أمر الله بالاقتداء بهم والتأسي بأعمالهم العظيمة. والاهتداء بهديهم وجعل في سيرتهم عبرة لأولي الألباب. وساق قصصهم وبعض شرائعهم. لما كان ذلك. وكانت منزلة أنبياء الله ورسله بهذا القدر من السمو. والرفعة كان البعد بهم عما يناقض هذه المنزلة واجبا. من باب: سد الذرائع أولي وأحق. ذلك أن إطلاق أسماء الرسل والأنبياء علي القري تيمنا بهم كما جاء بالسؤال يعرض هذه الأسماء المكرمة من الله ومن الناس لما لا يليق بقدرهم. ومنزلتهم إذا اشتجر خلاف. أو وقعت منافسات بين أهل وسكان تلك القري. فقد يقع في قرية . أو قري منها موبقات. ومنكرات. فتنسب إلي اسم النبي أو الرسول الذي عرفت. أو سميت باسمه القرية. أو يسب أهل قرية أخري وكل منهما قد تسمي باسم نبي أو رسول. ويتناول السب والأذي اسم كل من القريتين وهو اسم نبي أو رسول فأخذاً بسد الذرائع. ودفعا لهذه المفاسد المرتقبة. وصوناً لأسماء الأنبياء والرسل الذين كرمهم الله بالنبوة وبالرسالة تمتنع هذه التسمية. ويمتنع إطلاق أي اسم من أسماء الأنبياء. والمرسلين علي تلك القري. أو إحداها. حفاظا علي التكريم الذي كرمهم الله به. هذا: وسد الذرائع من الأدلة الشرعية التي وجهنا إليها القرآن في قوله تعالي في سورة الأنعام: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" "الأنعام: 108". حيث نهت هذه الآية عن سب الأصنام. وغيرها من المخلوقات التي تعبد من دون الله. حتي لا يرد عبادها بسب الله تعالي فالامتناع عن عمل يدخل في المباح أصلا. لما يترتب عليه من ضرر وحرج منعا لوقوعه بالتسبب يكون واجبا. وفي نطاق السؤال المطروح. وجب صون أسماء أنبياء الله. ورسله الذين ذكروا برسالاتهم في القرآن. لما كان ذلك: فإنه يمتنع شرعا تسمية أية قرية. أو مكان باسم من أسماء أنبياء الله ورسله. وبوصف الرسالة أو النبوة والأولي أن يختار لتلك القري أسماء من واقع البيئة. أو مما تشتهر به من منتجات زراعية أو صناعية. أو أسماء القري التي جاء منها السكان الجدد.