* يسأل - عفيفي محمد الجمال - من ديرب نجم بالشرقية.. ما هي المميزات والأمجاد التي يتميز بها شهر شعبان علي غيره من شهور السنة؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: شهر شعبان من الشهور الحافلة بالأمجاد الإسلامية والتي تتميز بطابع فريد هو طابع التحول من الضعف إلي القوة ومن المهادنة إلي المصاولة والمدافعة شهر تري في احداثه الكبري مدي الانطلاق الذي حطم القيود وأزال السدود وأفسح الطريق أمام القافلة المتحركة لتندفع نحو غايتها. والإسلام دين يدعو إلي المسالمة والملاينة ويتوخي الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسن وخاطب الإسلام مع العرب أقواماً من أهل الكتاب وبدأ باليهود واتبع قبلة بيت المقدس تأليفا لأهل الكتاب وحثا لهم ان يعيدوا النظر في أمرهم علي ضوء ما جاء في كتبهم من التقرير بحق الوحي القرآني وطاولهم رغبة في أن يؤمنوا بالذي عرفوا أنه الحق لأنهم في الحقيقة يعرفونه كما يعرفون أبنائهم. وجاء شعبان ووقعت فيه الغزوات الفاصلة في تاريخ الإسلام إذا كانت فيه غزوات المصطلق وسواها من الاحداث ذوات الصفحات المشرقة وبين لنا الحكمة في أن الله جعله شهراً ترفع فيه الاعمال إليه إذ كان شهر عمل وجهاد في سبيل أبناء امجتمع الإسلامي وجعل الرسول يصفه بأنه شهر يغفل الناس عنه بين رحب ورمضان ولعل أهم احداث شعبان تحويل القبلة من بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة والمسلمون كانوا يتوجهون إلي البيت المقدس دعوة منهم لأهل الكتاب من اليهود والنصاري ليشاركوا في هذا الميراث الروحي الذي هو قسمة بينهم جميعاً فلما أبوا أن يفيئوا إلي الإسلام ويشاركوا في هذه الوراثة تحول المسلمون إلي الكعبة البيت الحرام في النصف من شعبان لأن الذي بناها ابراهيم عليه السلام وهم ورثته من بعده ورثوا عهد الله وفضله فمن حقهم ان يرثوا البيت الذي بناه وأن يتخذوه قبلة لهم. قال تعالي: "وإذا يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم" "127 سورة البقرة". ورثت أمة الإسلام الدين والقبلة والفضل من الله جميعا قال تعالي: "قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون" "144 سورة البقرة" حقا كان هذا التحول ايذانا بانتهاء سياسة التأليف والملاينة وإعلانا لسياسة القوة الحكيمة التي تعلن عن استقلال الإسلام بتحويل القبلة من بيت المقدس إلي البيت الحرام في ليلة النصف من شعبان االاجتماعات للصلوات والدعوات وينقلون عن اسلافهم ما ينقلون من كتابة الرزق والسعادة والعمر الطويل فعلينا ان نوجههم إلي أن يتأملوا في هذه الليلة حقائق الإسلام وما وقع من حوادث جسام ويتذكروا أولي القلتين وثاني لحرمين الشريفين ويوحدوا كلمتهم وصفهم لتحريره وعودته كما كان دائماً إلي حظيرة الإسلام وأن يعملوا علي تنقية الفكر الإسلام من الافكار الضالة الشاردة والغزو الثقافي الهابط الذي لا يقيم فنا هادفا ولا يلتمس فضيلة أو رشدا.