هناك اجتهادات شائعة تحتاج إلي إعادة نظر.. منها حقيقة البراق الذي ركبه الرسول عليه الصلاة والسلام في الإسراء الذي نحن في حضرته.. التفسيرات الشائعة أن النبي ركب البراق ليزيد سرعته في السفر من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي.. والحقيقة أنه ركب البراق ليخفف من سرعته. إن النبي صلي الله عليه وسلم عندما يتكلم مع الصحابة يكون في حالته البشرية وعندما يتكلم مع الوحي "جبريل عليه السلام" والملائكة يكون في حالته النورانية.. والنور هو الضوء.. وسرعة الضوء مذهلة.. لو قلنا إنها في الحد الأدني تزيد علي 300 ألف كيلو متر في الثانية.. ولو قلنا إن المسافة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصي لا تزيد علي ألفي كيلو متر في حدها الأكبر.. يكون من الصعب تحديد الزمن.. جزء ضئيل جداً يكاد لا يذكر من الثانية.. ربما جزء ضئيل جداً من الفيمتو ثانية. في ذلك الجزء من الثانية يمكن للرسول عليه الصلاة والسلام أن يذهب بسرعته النورانية من مكة إلي القدس عشرات المرات.. وهذا لا يعطيه فرصة كي ينزل ويصلي ركعتين في جبل الطور حيث كلم سيدنا موسي الله.. ولا يعطيه الفرصة ليصلي ركعتين في بيت لحم حيث ولد سيدنا عيسي.. ولا يعطيه الفرصة كي يشاهد كل ما مر به في الرحلة.. ومن ثم كان في حاجة إلي ما يخفض سرعته لا إلي ما يزيدها.. وكانت هذه مهمة البراق. وفي اجتهادات شائعة أخري أن الحكمة من الإسراء والمعراج هي أن الله سبحانه وتعالي أراد أن يسري عن حبيبه في عام الحزن.. العام الذي ماتت فيه السيدة خديجة ومات فيه عمه أبوطالب.. ومع أن الله قادر علي أن يشرح صدره وهو في مكانه فإن ذلك اجتهاد حسن.. ولكنه غير مشبع.. كذلك فإنه عندما عاد من الرحلة وجد مشاكل لا حد لها.. فقد كان هناك من لم يصدقه وانصرف عنه وعن دعواه. واجتهد البعض الآخر في تفسير الإسراء والمعراج بقوله: إنها كانت رحلة مباركة ليتشرف الجسد المحمدي بما تشرفت به الروح.. والجسد المحمدي ليس في حاجة إلي تشريف فهو جسد نوراني. وللحديث بقية