أئمة المساجد يتحملون هموم الناس ومشكلاتهم وعليهم العبء الأكبر في تهدئة الأوضاع وتوجيه الرأي العام ودرء الفتنة وتحقيق الأمن وانعاش الاقتصاد والإصلاح بين الناس. وحل مشكلاتهم إلي آخر هذه الأمور. ورغم دورهم المهم إلا أنهم لا يجدون من يحمل همومهم كان لنا هذا اللقاء مع العديد من الأئمة لنستمع إلي همومهم وعرضها علي المسئولين عسي أن تجد من يحملها. بداية يقول الشيخ زكريا السوهاجي إمام وخطيب بسوهاج: بدل الزي والاطلاع لايزال منذ زمن 38 جنيهاً فقط. وقد تغيّر الوضع. علماً بأن خطبة الجمعة بالمكافأة قد زادت. فلِم لا تتم زيادة بدل الزي لمائة جنيه وبدل الاطلاع أيضاً لمائة جنيه وكذا بدل صعود المنبر مائة جنيه أسوة بزيادة المكافآت؟ يشير الشيخ حمدي قدوسة -إمام وخطيب ببنها- إلي أنه يسمع منذ فترة أن هناك لاب توب للإمام يعوّضه عن نقص الكتب حيث أنه لا يتم توزيع كتب من الوزارة وبدل الاطلاع لا يتعدي تسعة عشر جنيهاً. راجياً أن يتم توزيع الحواسب الآلية علي وجه السرعة. ويبيّن الشيخ بسيوني محمد -رئيس قسم القرآن بإدارة أوقاف كفرالشيخ- أنهم تقدموا أكثر من مرة لهيئة الأوقاف للحصول علي شقة سكنية من المشروع الذي تم بناؤه بكفرالشيخ والشقق مغلقة منذ أكثر من عامين وتم تشطيبها ولكن لا حياة لمن تنادي وكل يوم نفاجأ بشروط مختلفة ومجحفة تظلم الأئمة الذين أضاعوا عمرهم في خدمة الدعوة وبدل أن يكرموا تعرضوا للإهانة ولذلك طالبوا بضرورة تسليم الشقق بشروط مراعاة الحاجة والذي يسافر والذي ليس له سكن بالملك والذي تعرض بيته للسقوط أو آيل للسقوط حسب لجنة من الهيئة والأوقاف والمحليات. يشير الشيخ محمد رزق -مفتش بالأوقاف- إلي أن المفتش لا يحصل علي بدل سفر سوي خمسين جنيهاً وذلك منذ أكثر من عشر سنوات قد زادت فيها تعريفة الأجرة أضعاف سواء عن طريق الحكومة أو عن طريق بلطجة السائقين الذين يرفعون تعريفة الأجرة من أنفسهم فنرجو زيادة بدل السفر للمفتش حتي يتمكن من المرور علي المساجد. خاصة أنه يقوم بالمرور حتي يوم الجمعة والسبت ويسافر إلي الإدارة يوميا. بدل الزي يري الشيخ أيمن زايد -مفتش بإدارة أوقاف دسوق- أن المفتش لا يحصل علي بدل زي رغم أنه يقوم بارتدائه ولابد له من أن يرتدي الزي حتي يرغم الإمام علي الالتزام به ولكن المفتش لا يحصل علي بدل الزي فكيف يرتديه ليلزم غيره به؟ يتحدث الشيخ علاء الدين -إمام وخطيب بالبحيرة- عن أنهم لا يحصلون علي إجازة كباقي العاملين بالدولة حيث يقوم بأداء درس الراحة يوم السبت ويصلي الجمعة ويحضر الأحد. وطوال الأسبوع لذلك يرجو تحويل وترحيل درس الراحة ليوم الاثنين وزيادته إلي 100 جنيه الدرس حتي يقبل الأئمة علي أدائه وفي حالة عدم الأداء يخصم الدرس. كتابة الدستور يطالب الشيخ عبدالناصر بليح -المفتش الأول بأوقاف كفرالشيخ ونقيب الأئمة- السادة المسئولين. وعلي رأسهم المجلس العسكري أن يشارك أئمة المساجد في كتابة الدستور لما لهم من خبرة واسعة في معاملة الناس وتواجدهم بينهم دائما ولأن الإمام يشعر بما يشعر به الناس من مطالب ومن ضروريات.. موضحا أنهم لديهم خطة كاملة لتنشيط الدعوة وبناء دور العبادة.. والمحافظة عليها وكذا حرية العبادة والاعتقاد والمواطنة والانتماء وهذه الأمور الهامة والملحة والتي تؤثر في أمن البلاد سلباً أو إيجاباً. وهو ما لايشعر به غيرنا من فئات المجتمع.. لأن الإمام إنما هو اجتماعي بطبيعة عمله ورسالته وبما حباه الله عز وجل من سعة صدر وحسن خلق. يقول الشيخ أحمد البهي -المتحدث الاعلامي باسم الدعاة-: نحن نعاني الأمرين من مستشفي الدعاة خاصة في السفر إلي القاهرة إلي مستشفي الدعاة حيث أنه لا يوجد لها فروع بالأقاليم زيادة علي أن المريض الذي يعاني الآلام كيف يذهب مئات الكيلومترات إلي القاهرة وكيف يتحمل ذلك.. فنطالب بإنشاء فرع لمستشفي الدعاة في كل محافظة. يقول الشيخ عبدالمنعم المنسي كبير أئمة بالدقهلية: إن التفتيش المتسلط. وعدم احترام القديم ذا الخبرة في العمل الدعويِ كباقي المصالح حتي في الجيش له السمع والطاعة حتي لو كانت خطأ ثم يتظلم. فنطلب تقنين ذلك. والتفتيش بالأقدمية وذوي الخبرة والمشهود لهم بالسلوك الطيب. معوقات الدعوة الشيخ جمال غالي أوقاف القليوبية يري أن هناك معوقات كثيرة تعوق الدعوة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني حيث يلجأ الإمام إلي بعض الأحاديث الضعيفة والروايات الموضوعة والقصص الواهية بسبب عدم اطلاعه علي الكتب الصحيحة وبسبب مشاغله اليومية من أجل لقمة عيش له ولأولاده فينصرف عن الاطلاع والمذاكرة وتحصيل العلم فقد يعمل علي سيارة أو يفتح محل بقالة أو يعمل نقاشاً.. إلخ. هذه المهن التي تشغله عن تحصيل دروسه. وبالتالي ينصرف عنه جمهوره بخلاف ما يقال عنه من سخط ولعن ويتهم كل الأئمة في شخص هذا الإمام وبالفعل هم كثر. يشير الشيخ رضا بشتيكة -إمام وخطيب مسجد بليح بأبوزيادة كفرالشيخ.. إلي أن الإمام يحتاج إلي وقت كبير لتحضير خطبة الجمعة والدرس حتي لا يكون منفصلاً عن جمهوره وهذا الوقت لا نجده بسبب مشاغلنا الخاصة وبحثنا عن لقمة عيش أو التجهيز للزواج لذلك نطالب بأن يحصل الإمام علي قرض حسن لا يقل عن 20 ألف جنيه ويسدد علي أقساط ميسرة بدلاً من أن يستدين الإمام من الناس. نقابة الدعاة يقول الشيخ محمد البسطويسي نقيب الأئمة: تم إشهار نقابة تحت رقم 1197/2/ 2011م وتقدمنا بقانون لمجلس الشعب لإقراره حتي يتسني لنا العمل به كباقي فئات المجتمع ولكن لا حياة لمن تنادي لأنهم يريدون إشهار نقابة أخري للدعاة تعمل لمصلحتهم ومصلحة قنواتهم الفضائية وبرامجهم علي حساب الأئمة الذين يعانون الأمرين منذ عقود طويلة ولا يزال العناء مستمراً وهذا نذير شؤم علي كل من حارب الدعوة والدعاة لأن الدعاة هم رسل الحق إلي الخلق وهم مصابيح الهدي وبهم يقتدي وكان الأولي بدلا من محاربتهم أن تلبي مطالبهم حتي يتفرغوا لشئون دعوتهم وإصلاحهم للمجتمع. يبين الشيخ مجدي نور أننا نتعرض للمضايقات والاستهزاءات من قبل بعض المرشحين أثناء الانتخابات بسبب الدعاية الانتخابية بالمساجد من قبل المرشحين ويصل الأمر للتهديد بالنقل وقطع الرزق.. وليس هناك قانون يردع هؤلاء. فنطالب بوجود حصانة للإمام وقانون لحماية المساجد والدعوة من عبث العابثين.