علمت عقيدتي أن بيان الازهر بشأن ما عرف اعلاميا باسم حسينيات الشيعة أثار قلق المسئولين الإيرانيين بشدة لدرجة أن الازهر تلقي مساء يوم صدور البيان اتصالا هاتفيا وفاكسا ورسالة بالإميل من السفير الإيراني بالقاهرة يطلب فيه لقاء الإمام الأكبر بشكل عاجل وبدا من الواضح أن ايران شعرت بخطورة موقفها بعد تاكيد الازهر أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولة نشر المذهب الشيعي في مصر وبعد مشاورات عديدة وافق شيخ الازهر علي لقاء السفير الإيراني. وفي اليوم التالي جاء السفير الإيراني مجتبي أماني حيث نفي أمام شيخ الازهر وجود أي علاقة بين ما قيل عن انتشار الحسينيات الشيعية في مصر وبين السفارة الإيرانية وحاول السفير التأكيد عدم وجود حسينيات شيعية ولكن شيخ الازهر قدم له الأدلة والبراهين التي حرص علي الحصول عليها من مصادرها الاصلية حيث اكد شيخ الازهر اعتقاده بوجود أياد مغرضة وراء التبشير المذهبي الذي لا يرضي أحدا بعد أن تطور إلي كتابات وكتب وبرامج فضائية تشكك في إيمان سيدنا أبي بكر وعمر ثم سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلي غير ذلك من الأفكار المستقبحة والتي تدخل في إطار تشكيك الناس في سنة النبي صلي الله عليه وسلم وفي صحابته الكرام رضوان الله عليهم وعندما وجد السفير الإيراني أن معلومات الأزهر في ذلك الشأن وافية اكد من جديد عدم وجود أي علاقة بين ايران وذلك النشاط الشيعي في مصر ورد عليه شيخ الأزهر بان مصر ترفض التدخل في الشأن الإيراني الداخلي وكذلك ترفض تدخل إيران في الشأن المصري الداخلي وأنه يرفض نشر المذهب الشيعي في مصر مثلما يرفض التبشير بمذهب أهل السنة في وسط الشيعة مؤكدا له أنه وللأسف الشديد فإن التاريخ يؤكد أن اهل السنة لم يحاولوا أبدا التبشير بمذهبهم وسط الشيعة سواء داخل بلاد السنة أو خارجها في الوقت الذي يقوم فيه الشيعة بمحاولة نشر المذهب الشيعي في أوساط المجتمعات السنية وهو امر مرفوض تماما ولن يقف الأزهر أمامه مكتوف الأيدي بل سيتخذ الكثير من الإجراءات شديدة الصرامة ما يحفظ للمصريين مذهبهم السني. واكد الطيب أن الازهر هو خير حارس للمصريين من محاولات نشر الفكر الشيعي الذي يحاول الدخول من بوابة حب المصريين لآل البيت كذلك فإن لأزهر سيقوم بحماية الإسلام السني ويرفض التطرف والعنصرية والطائفية والمد الشيعي. مؤكدا أنه سيتصدي بقوة لأي محاولات للاختراق الشيعي للحفاظ علي وحدة الوطن وتماسكه والأزهر كحارس للوسطية لن يسمح بحال من الأحوال بنشر المذهب الشيعي بأي شكل من الأشكال ولابد ان يعي الجميع أن الازهر هو راعي العلم الديني الوسطي وراعي سنة نبي الله صلي الله عليه وسلم ولن يفرط في ذلك الحق الذي اكتسبه علي مدار ما يقرب من الألف عام ومن اهم الاجراءات التي اتخذها الأزهر لمواجهة التبشير المذهبي هو تشكيل لجنة خاصة برئاسة شيخ الازهر وتضم في عضويتها عدد من مستشاري الشيخ يتقدمهم الدكتور حسن الشافعي إضافة إلي عدد كبير من علماء وقيادات العمل الدعوي والخيري في مصر حيث ستعمل تلك اللجنة علي وضع أسس للعمل الدعوي والخيري لمواجهة محاولات المد الشيعي التي تعتمد في الأساس علي مخاطبة الفقراء في المناطق السنية الفقيرة والحق أن كل الجمعيات الخيرية الدعوية العاملة في مصر استجابت لدعوة شيخ الازهر وطالبته بتحديد طرق العمل وعليهم هم التنفيذ لمواجهة محاولات التبشير المذهبي كذلك سيعمل الازهر علي مواجهة الكتب التي تروج للمذهب الشيعي حيث سيعمل علي مراقبتها عن طريق مجمع البحوث الإسلامية ومنع نشر أو بيع أي كتاب يروج للمذهب الشيعي إضافة إلي تبني خطة إعلامية واضحة المعالم توضح للناس الفارق بين حب آل البيت رضوان الله عليهم وبين التطرف في حبهم بشكل لا يرضاه الله ولا يرضاه نبيه صلوات الله عليه وسلم فالمصريين هم أكثر شعوب الأرض قاطبة حبيا واحتراميا واجلالا لآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام ولا يقبلون في ذلك مزايدة ولا احتيالا. علي الجانب الاخر بدأ الازهر اتصالته لتشكيل لجنة مواجهة المد الشيعي والتي من المنتظر تشكيلها من قيادات الجماعات الدينية الدعوية إضافة إلي عدد من زعماء الطرق الصوفية وقيادات الجمعيات الخيرية الإسلامية حيث سيتم الإعتماد علي تلك الجمعيات في تنفيذ أنشطة خيرية في المناطق المحرومة لمواجهة محاولات أصحاب الفكر الشيعي اختراق المجتمع المصري من خلال العمل الخيري في المناطق الفقيرة.