* يسأل محمد - م. ع. من القاهرة: والدنا مريض بمرض خطير وهو الآن طريح الفراش بأحد المستشفيات الخاصة وبعنا جميع ما نمتلك من أجل علاجه لكن أحد أطباء المستشفي قال لنا لا أمل في الشفاء فهل إذا امتنعنا عن علاجه نكون آثمين؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر جاء في الحديث النبوي الشريف الصحيح أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ما خلق الله داء إلا وخلق له دواء فتداووا ياعباد الله ولا تتداووا بحرام" وقد رأينا أمرا عجبا في زماننا هذا حيث نجد بعض المرضي من الأغنياء إذا ذهب إلي أحد المستشفيات الاستثمارية يتم علاجه بأقسام خاصة وهي التي تسمي بالرعاية المركزة والعلاج بهذه الطريقة يكلف المريض مبالغ مالية كثيرة مما يجعل أهل المريض ينفقون الكثير من الأموال في سبيل العلاج حتي لا يفهم أحد منهم بأنه قصر في العلاج. وفي بعض الاحيان تطول مدة العلاج ولا يستطيع أهل المريض مواصلة العلاج بالمستشفي والاطباء يعلمون انه لا نتيجة من العلاج وفي الغالب نري الطبيب لا يستطيع ان يصرح لأهل المريض بالحقيقة خشية مساءلته لأنه بهذا يمنع دخلا عن المستشفي يستفيد منه طول مدة العلاج بالمستشفي. وتناسي الجميع ان المال قد يأتي بالدواء لكنه لا يأتي بالشفاء. كل شيء بقضاء الله عز وجل وقدره وأن الإنسان لا يمكن أن يموت وله بقية من العمر فإذا قام أهل المريض بعلاجه قدر الامكان ولم يبق عندهم شيء من المال ينفقونه علي المريض وليس بمقدورهم ان ينقلوه إلي أحد المستشفيات العامة المجانية أو الاقتصادية فإنهم لا يكلفون بما هو فوق طاقتهم لأن الله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها ولذا نقول لهم عالجوا مريضكم قدر استطاعتكم ولا تحملوا أنفسكم فوق طاقتها فإن لم تتمكنوا من ذلك ماديا فقد أديتم ما هو في مقدوركم ولا اثم ولا حرج في إخراجه من المستشفي ولا تطالبوا بالاقتراض لان الاقتراض فيه فائدة ربوية وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح. ما جعل الله شفاء أمتي فيما حرم عليها والدين هم بالليل وذل بالنهار فلو كنتم فقراء من البداية هل كنتم ستعالجون المريض بأحد المستشفيات الاستثمارية؟ أو كنتم ستعالجونه بأحد المستشفيات العامة وهي لن تقبل فقيراً بالرعاية المركزة لكثرة النفقات فسلموا أمركم لله واتركوا مريضكم لله هو ارحم عليه منكم.