أكد الدكتور سعيد حسن مدير مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة الأزهر أنه ليس كل من يتحدث اللغة العربية بطلاقة يصلح لتدريسها لغير الناطقين بها.. فالمركز يعاني من قلة عدد الأساتذة المهرة في اللغة العربية والمتمكنين من قواعدها كي يتم الاستعانة بهم في تعليم الأجانب الفصحي وهذا ما يجعلنا نقوم بعمل إعلانات واحتياجنا لأساتذة متميزين في اللغة العربية سواء داخل جامعة الأزهر أو خارجها ولا نكتفي بمؤهلهم الجامعي إنما نقوم بعمل اختبارات لهم وإذا ما اجتازوا هذا الاختبار بنسبة 80% يتم الاستعانة بهم.. لكن من يرسب لا يلتفت إليه وإذا كان يرغب في الدراسة بالمركز للارتفاء بمستواه فلا مانع وبعد الدراسة يعقد له اختبار آخر إذا نجح تستعين به وينضم لفريق العمل بالمركز. أضاف: لقد كان الباعث من انشاء هذا المركز ملاحظة الإمام الأكبر شيخ الأزهر تدني لغة الوافدين والوافدات ورسوبهن لسنوات طويلة بجامعة الأزهر.. لذا قام بتكليف رابطة خريجي الأزهر بالعمل علي تعليمهم قواعد اللغة العربية والنهوض بمستواهم. كما اشترط عدم التحاقهم "الوافدون" بالجامعة قبل اجتيازهم اختبارات اللغة العربية بالمركز والطالب الذي يرسب في الاختبار لا يلتحق بالجامعة ويدرس إجبارياً بالمركز لحين تحقيقه المستوي المطلوب والذي يؤهله للدراسة والتواصل داخل الجامعة ويضمن فهم واستيعاب المواد المختلفة دون تعثر وقد تحقق هذا بالفعل والتحق بالمركز العام الدراسي الماضي 1180 طالباً لكن بسبب الأحداث التي مرت بمصر منذ قيام ثورة 25 يناير وعدم استقرار الأوضاع واختفاء الأمن قام عدد كبير من هؤلاء بمغادرة مصر وترك الدراسة بالجامعة كلها والسفر لبلادهم ولم يتبق بالمركز سوي 910 طلاب نجح منهم 900 ورسب عشرة طلاب.. وقد تخرج هؤلاء الطلبة من المركز وأصبحوا علي استعداد كامل للدراسة بكفاءة بجامعة الأزهر وقد شهد تخرجهم الإمام الأكبر وأشاد بمستواهم اللغوي حتي أنه قال لأحدهم: "أنت فقيه بدرجة طالب" وهذا كان سبب التحاق طلبة الفرق الثانية والثالثة والرابعة من الوافدين بالمركز ليصبحوا بنفس مستوي زملائهم الذين يصغرونهم سناً. أشار إلي أنه من الصعب أن يستوعب المركز كل أعداد الوافدين والوافدات بالجامعة حيث يصل عددهم لأكثر من 35 ألف طالب.. لكننا نعمل علي فترتين وبصدد افتتاح فرع آخر للمركز داخل الجامعة لاستيعاب أكبر عدد من الطلبة الراغبين في تعلم اللغة العربية. أوضح أن هناك ثلاثة أقسام بالمركز.. الأول: خاص بطلبة الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية وهؤلاء الطلبة جاءوا ليدرسوا بجامعة الأزهر فتكون مهمة المركز تعليمهم اللغة العربية وإمدادهم بكل مهاراتها. أما الثاني: فهو خاص بالدراسات الحرة ويدرس به أناس من جنسيات مختلفة وغالباً ما يكونوا دبلوماسيين أو إعلاميين من أمريكا أو أوروبا يريدون الإلمام باللغة العربية وهؤلاء يدرسون بالساعة. أما القسم الثالث: فهو مخصص للطلبة الحاصلين علي منحة من الأزهر للدراسة به وهؤلاء الطلبة يدرسون بالمركز مجاناً حيث يتكفل بهم الأزهر في كل شيء. فرع ماليزيا أعلن أنه تم افتتاح فرع للمركز بماليزيا كل القائمين عليه من أساتذة جامعة الأزهر حيث سعت ماليزيا لذلك ومن أجل تعليم أبنائها اللغة العربية من خلال جامعة الأزهر وهذا المركز يدرس منهج الأزهر في تعليم اللغة العربية الذي قام بإعداده نخبة من علماء الأزهر منهم الدكتور محمود الناقة والدكتور زينب إبراهيم والدكتور سعيد حسن. انتقد د. سعيد شيوع المراكز الخاصة خارج جامعة الأزهر لتعليم اللغة العربية فهذه المراكز تستغل الوافدات والوافدين وتتعامل مع اللغة العربية علي أنها شيء واحد وهو النحو وهذا في حد ذاته كارثة مشيراً إلي أنه لا رقابة للجامعة علي هذه المراكز سوي توعيه الطلبة بخطورتها وعدم الالتحاق بها.