تحتفل إذاعة القرآن الكريم هذه الأيام بالذكري الثامنة والأربعين لانطلاقها حيث تم بدء البث لإذاعة القرآن الكريم من القاهرة يوم الأربعاء 25 مارس 1964م الموافق 11 ذو القعدة 1383ه. وقامت الإذاعة يوم 25 مارس الحالي ببث مواد نادرة ورائعة احتفالاً بهذه المناسبة الطيبة حيث تمت إذاعة مقابلة خاصة مع الشيخ محمود خليل الحصري حول تسجيل المصحف المرتل. وإذاعة حديث نادر للقارئ الشيخ مصطفي إسماعيل ورحلة التحاقه بإذاعة القرآن الكريم وتتميز إذاعة القرآن الكريم طوال تاريخها بالوسطية والاعتدال في برامجها واستضافة عدد كبير من علماء الأزهر المشهود لهم بالعلم والجماهيرية بين المستمعين. وتهتم الإذاعة بمعايشة نبض الشارع الإسلامي من خلال العديد من البرامج التي يتم من خلالها الرد علي أسئلة جمهور الإذاعة المتعلقة بالجوانب الفقهية وأشهرها برنامج "بريد الإسلام" الذي يذاع صباحاً ومساء من كثرة الأسئلة التي يتلقاها عبر البريد السريع والبريد الالكتروني. وتهتم إذاعة القرآن الكريم بالتخفيف من الأعباء الواقعة علي عاتق أولياء الأمور ونشر التعليم الأزهري وتبسيطه حيث تقوم بتقديم البرامج التعليمية لطلاب المعاهد الأزهرية في مختلف المراحل وهناك مطالبات بأن يتم إذاعة المواد الشرعية والعربية في كليات جامعة الأزهر عن طريق أساتذة الجامعة كل في تخصصه. ولم ينس مسئولو إذاعة القرآن الكريم رغم التطور الكبير الذي شهدته أن وظيفتها الأساسية التي نشأت من أجلها وتميزت بها عبر العالم الإسلامي الاهتمام بإذاعة المصحف المرتل بشكل دائم ومستمر حيث يتم ختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام تقريباً واشتهرت إذاعة القرآن الكريم منذ سنوات طويلة بتنظيمها أشهر المسابقات السنوية في شهر رمضان تتناول القرآن الكريم وعلومه وكذلك علوم الحديث النبوي وقد تم رصد جوائز قيمة تصل إلي الحج والعمرة وجوائز مالية وتسابق علي تقديمها المحافظات وكبار رجال الأعمال المشهود لهم بدعم الإعلام الإسلامي. واهتمت الإذاعة منذ سنوات عديدة بإحياء المناسبات الدينية المختلفة في الشهور الهجرية من خلال أمسيات دينية في المساجد الكبري في مختلف المحافظات ويتحدث فيها كبار العلماء ومشاهير قراء القرآن الكريم والمبتهلين وامتد ذلك إلي إحياء بدايات الشهور الهجرية. وتميزت الإذاعة عبر تاريخها الطويل بأنها تضم كنوز التراث الإسلامي لمشاهير القراء والعلماء في مختلف العصور ويتم إذاعة بعضها ضمن برامج الإذاعة التي من خلالها إعادة التسجيلات الخارجية النادرة. رغم أن إذاعة القرآن الكريم تميزت بالقيادات "الرجالي" إلا أنه تم كسر هذه القاعدة منذ سنوات حيث تولت رئاسة الإذاعة الدكتورة هاجر سعد الدين كما أن هناك العديد من الإذاعيات المميزات التي تقدم برامج متميزة وخاصة ما يهم المرأة والطفل. ولم تغفل إذاعة القرآن الكريم المسلمين في الخارج فقامت بتغطية المؤتمرات الخارجية بنفس قوة تغطيتها للمؤتمرات والندوات الداخلية نظراً لجماهيريتها الواسعة وهذا ما جعل كبار العلماء في العالم يحرصون علي التواصل معها. اهتمت إذاعة القرآن الكريم عبر تاريخها بالتدقيق الشديد والشدة في اختبارات المذيعين والقراء والمبتهلين حيث إنه لا يوجد مجال للمجاملة في اجتياز هؤلاء للاختبارات الصعبة حتي أن هناك مشاهير من المقرئين المعروفين للعوام ومع هذا رسبوا في اختبارات القبول بالإذاعة حيث يعتبر القبول بالإذاعة وساماً علي صدر المقرئين ويدر عليهم أموالاً طائلة في السرادقات والمناسبات العامة. وقد برز أبناء إذاعة القرآن الكريم في مختلف المجالات ولعل أشهرهم الدكتور محمد كمال إمام الذي بدأ بالإذاعة ثم نال الدكتوراه ويشغل حالياً منصب رئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية . ومازالت إذاعة القرآن الكريم تفخر بأنها "الإذاعة الأم" في هذا المجال علي مستوي العالمين العربي والإسلامي وتلتها بسنوات عديدة إذاعات للقرآن الكريم في العديد من الدول العربية والإسلامية بل إن أبناء إذاعة القرآن الكريم بمصر كان لهم الفضل في إنشاء العديد من هذه الإذاعات وتولوا بعضهم قيادتها لسنوات عديدة.