ما أحوج الأمة كلها الآن إلي تحقيق معني الإخوة الإيمانية. فالإخوة الإيمانية هي العامل الثاني بعد العقيدة لتحقيق أكبر نصر عرفته الأرض وشهده التاريخ ولاتتوهم أبداً كما يردد بعض إخواننا أنه صلي الله عليه وسلم راح يربي أصحابه علي العقيدة في مكة وحدها حتي إذا ما انتقل من مكة إلي المدينة راح يؤصل للشريعة في أحكامها. هذا فهم خاطئ وفهم ناقص.. بل ظل صلي الله عليه وسلم طوال حياته بل وإلي آخر أنفاسه علي فراش الموت يدعو لقضية يؤصل قضية العقيدة والإيمان بأبي وأمي وروحي من أول لحظة قام يدعو الناس إلي الدين إلي آخر لحظة وهو علي فراش الموت يحذر أمته من اتباع اليهود والنصاري فيقول وهو علي فراش الموت "لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد" تقول أم المؤمنين عائشة يحذر ما صنعوا. فلا تتوهم أنه - صلي الله عليه وسلم - راح يدعو الأمة إلي قضية التوحيد والإيمان والعقيدة في مكة فحسب بل راح يدعو الأمة إلي قضية العقيدة والتوحيد والإيمان طوال حياته ومع كل أنفاسه. فقضية التوحيد لا ينتقل منها أبداً إلي غيرها وإنما ينتقل معها دوماً إلي غيرها. قضية التوحيد لاينتقل منها أبداً إلي غيرها وإنما ينتقل معها دوما إلي غيرها لأن التوحيد هو الأصل الأول ولأن العقيدة هي الغاية الأولي التي من أجلها خلق الله السماوات والأرض والجنة والنار ومن أجلها ينقسم الناس إلي فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير. فقضية التوحيد هي قضيتنا الأولي كانت ومازالت وستظل. لاينبغي أبداً أن ينشغل إخواننا ممن سلكوا طريق الانتخابات أو طريق العمل السياسي لاينبغي أبداً أن ينشغل إخواننا بصفة خاصة وأن تنشغل الأمة بصفة عامة عن القضية الأولي والصيحة الأولي لكل رسالة والصرخة الأولي في كل نبوة آلا وهي قضية العقيدة وقضية التوحيد أنا أوكد علي قضية عقيدة التوحيد والإيمان لماذا؟ لما أريد أن اؤصله الآن وهو أنه لايمكن علي الإطلاق أن ننجح في تحقيق حقيقة الإخوة الإيمانية بمقتضياتها إلا إذا نجحنا ابتداء في تحقيق قضية التوحيد والعقيدة. بغير عقيدة صافية وبغير إيمان صحيح شامل كامل لايمكن أبداً تحقيق الإخوة الإيمانية وستري التشرذم والتهارج والتنازع والخلاف والفشل والتصارع والصدام من أجل الكراسي الزائلة والمناصب الفانية. لن ينجح إخواننا أبداً من أبناء ما يسميهم الإعلام بالتيار الإسلامي لن ينجحوا أبداً في تحقيق هذه الأخوة التي بها نحقق النصر لدين الله ونحقق بناء الوطن لن يتمكنوا من تحقيق هذه الإخوة أبداً إلا إذا نجحنا ونجحوا معنا ونجحنا معهم في تحقيق العقيدة بصفائها ونقائها بشمولها وكمالها. إلا إذا حققنا الإيمان بالله جل وعلا لأن الإخوة الإيمانية ثمرة حقيقية لتحقيق الإيمان برب البرية وسيد البشرية ألم تقرأ معي قول الله جل وعلا : "إنما المؤمنون إخوة" "10" الحجرات . لايمكن أن تتحقق الإخوة بلا إيمان "إنما المؤمنون إخوة "10" الحجرات لماذا لانري هذه الاخوة؟؟.. لإن الإيمان ناقص!! أقولها لله لأن الإيمان ناقص. لماذا نري الصراع لماذا التنافس الذي لا يمتد إلي الشرف بصلة.. لماذا نري الصدام؟.. لأن الإيمان ناقص.. إذا وجدت إيماناً بلا إخوة فاعلم أنه ناقص وإذا وجدت أخوة بلا إيمان فاعلم أنه إيمان ناقص وإذا وجدت إخوة بلا ايمان فاعلم بأنها ليست إخوة الدين بل هي التقاء مصالح وتبادل منافع فإذا زالت المصلحة وانتفت المنفعة لن تري صورة الإخوة التي كانت بالأمس القريب ظاهرة. فلابد من أن نبحث عن الأصل الأول الذي به ننجح في تحقيق اخوة إيمانية تجمع الصف تجمع أحبابنا وإخواننا من إخواننا في الحرية والعدالة أو النور في الوسط أو في الأصالة أو في الفضيلة أو في غيرها. لن يجتمع الاخوة لنصرة دين الله أولاً ثم لخدمة مصر ثانياً إلا إذا حققوا الإيمان علي مراد الله وعلي مراد رسول الله وأنكر كل واحد منهم ذاته واستعلي علي شهواته ورغباته واستعلي علي حزبه الذي ينتسب إليه وجماعته التي ينتمي إليها وراح يجرد قوله وعمله ويصفي نيته ويطهر سريرته وطويته لله جل وعلا ثم لخدمة هذا البلد. لاينبغي أن تقدم الآن مصالح أحزابنا ومصالح جماعاتنا ومصالحنا الشخصية. لاينبغي أن تقدم مصالحنا الشخصية الآن علي نصرة دين الله سبحانه ثم علي خدمة هذا البلد وخدمة هذا الشعب الذكي العبقري الذي يتعاطف مع هذا الدين ولكنني أخشي ألا يكون الإسلاميون الذين منحهم الشعب أصواتهم أخشي أما نكون معهم علي مستوي هذه الأمانة وعلي مستوي هذه المسئولية الكبيرة العظيمة فالحمل ثقيل والأمانة كبيرة والمسئولية عظيمة. وأقولها لله فأنا لا أجامل بشراً علي وجه الأرض علي حساب ديني . وأقولها لله لن يستطيع حزب وحده ولن تتمكن جماعة وحدها مهما كان حجمها ووزنها أن تقود مصر القامة ومصر القيمة وحدها. أقولها لله لن يتمكن الإخوان وحدهم ولن يتمكن السلفيون وحدهم ولن يتمكن الليبراليون وحدهم من حمل هذه الأمانة وإنما يجب علي الجميع أن يتجرد الله سبحانه وأن يتنازل عن الأنا وعن الزعامة وعن حب الدنيا والحرص علي الكرسي الزائل والمنصب الفاني وأن يمد يده للجميع. لنحمل هذه الأمانة معاً ولنحمل هذا الحمل الثقيل معاً وليتنازل كل واحد منا عن اختياراته الشخصية لصالح الجماعة ولصالح المجموع وإذا اختلفنا فتعالوا بنا لنرد خلافنا كله إلي كتاب ربنا وإلي سنة نبينا بفهم الصحابة رضي الله عنهم جميعاً. وأنا سأزعم أنني استدل بالقرآن والسنة وأنت تزعم في هذه القضية الخلافية أنك تستدل بالقرآن والسنة تعال معي حتي لانختلف إن كنا متجردين لله في نصرة الدين ثم لصالح البلد تعال معي لنرجع إلي أفهم الناس لمراد الله ورسوله. تعال معي لنرجع إلي أصولهم وإلي قواعدهم الكلية وإن صحت النية وطهرت السريرة والطوية سيلين بعضنا للبعض الآخر. لن أتعصب لرأيي لجماعتي ولن أتحزب لحزبي لأن العصبية بغيضة ولأن العصبية ممقوتة لا تتعصب لحزب ولاتتعصب لجماعة فلطالما وما زلنا وسنظل نحذر من العصبية البغيضة التي تصم الآذان عن سماع الحق وتعمي الأبصار عن رؤية الدليل ولو كان كالشمس في ضحاها والنهار إذا جلاها. ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حين يقول: ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إليه ويوالي ويعادي عليه غير النبي" فقط فقط لا توالي ولا تعادي علي شخص أحد أبداً مهما كان قدره ومهما كان وزنه فكل أحد يؤخذ منه ويرد عليه إلا المصطفي صلي الله عليه وسلم. ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إليه ويوالي ويعادي عليه غير النبي صلي الله عليه وسلم وليس لأحد أن ينصب للأمة كلاماً يدعو إليه ويوالي عليه ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة. لا تعقد الولاء والبراء علي برنامج حزب من الأحزاب .. هذا خلل .. هذا التشرذم .. هذا التهارج .. هذا التنازع .. قرين الفشل. لقد التقت التيارات الليبرالية التقت مع بعضها البعض حتي لا تتفتت الأصوات فلماذا لا يلتقي أهل الحق علي اختلاف انتماءاتهم وجماعاتهم يجمعنا قرآن وسنة وإجماع.