* يسأل: م. علي. خ من بورسعيد: والدة زوجتي كلما زارتنا خلت بابنتها لتسألها عن أسرار البيت حتي ما يتعلق بالعلاقات الزوجية ثم تقوم بدورها بنشر هذه الأسرار الخاصة بين أفراد العائلة. فهل من حقي أن أمنعها من زيارتنا أو يكون هذا قطيعة رحم؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: اتفق العلماء علي أن الحياة الزوجية لها قدسيتها ومكانتها واحترامها وأهميتها ولها أسرارها الخاصة التي يجب أن تصان ولا يجوز لإنسان أن يطلع عليها. ومن علم شيئاً منها لا يجوز إفشاؤها وما يتعلق بالعلاقات الزوجية لا يجوز لأحد أن يتحدث فيه ولا أن يسأل عنه ولا يجيب من سأل عن هذا الموضوع الخطير. جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالي عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها انها كانت عند رسول الله صلي الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: "لعل رجلاً يقول ما فعل بأهله. ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فسكت القوم من شدة الخجل فقلت: إني يا رسول الله انهم ليفعلون وانهن ليفعلن. قال: فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون. فإذا كان هذا التحذير موجهاً إلي الزوجين فكيف يكون الحال بالنسبة لغير الزوجين؟ وما تفعله والدة الزوجة من سؤال ابنتها عن الأسرار الزوجية ونشرها بين أفراد العائلة دليل علي سوء الخلق وقلة الحياء وهذا يتنافي مع قول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه: وإن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء ورحم الله من قال: إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قل ماؤه حياءك فاحفظه عليك وانما يدل علي فعل الكريم حياؤه المجالس أمانة ودخول البيوت أمانة والحديث مع الغير أمانة. وهذه الأم خائنة للأمانة خاصة انها لم تتخلق بخلق الحياء ومن حق زوج البنت أن يمنع والدة زوجته من زيارتها مادامت الزيارة تؤدي إلي كشف أسرار البيت خاصة لأنها غير أمينة علي أسرار ابنتها ولا علي بيت ابنتها. ولكنني أنصح الزوج بأن يطالب زوجته بحفظ أسرار البيت فإن التزمت فيها وفهمت وان لم تلتزم فله أن يمنعها من زيارة والدتها منعاً للضرر الذي يقع عليه ولا يكون آثماً وإنما الإثم يقع علي هذه الزوجة لأنها المتسببة في كشف الأسرار وهي المسئولة عن ذلك.