جاء الإسلام للعالمين ببعث رسوله المصطفي - صلي الله عليه وسلم - وشريعته المتممة لمكارم الأخلاق. لانارة طريق البشرية. وتصحيح المفاهيم الخاطئة. بالمنطق العقلاني. والتوجه المستنير. بعيداً عن الادعاءات. والمزاعم الباطلة التي ينشرها بعض الجهلاء عن الإسلام وهو منها بريء. لذا يجب اتساع رحاب الفهم الصحيح. والتأمل الجاد لحقيقته. وشريعته السمحة. ونبيه الرحمة. وذلك بالفهم الواعي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. حتي توضع الأمور في نصابها الصحيح. ولا يتم ترويج الأفكار الخاطئة ضد الإسلام والمسلمين. لذا علينا القيام بالتوعية الاعلامية السليمة وتضافر كافة الجهود الممكنة. بالتعاون الوثيق الجاد والتفاهم المشترك بإدراك حقيقي لحجم المسئولية الملقاة علي عاتق الجميع. فنفتح مجال الحوار الواعي بين الشباب وكافة طوائف المجتمع وبين رجال الدين الاجلاء. لمناقشة جميع القضايا الحياتية التي تشغلهم ويثار حولها كثير من الجدل. وحرص فقهاؤنا وعلماؤنا علي الاهتمام بالعديد من التيارات الدينية المنتشرة الآن أكثر من أي وقت مضي. وخاصة الأفكار المتطرفة والمتعصبة التي يتبناها بعضهم. فيؤثرون علي نفوس من يعانون الفراغ الديني. وكذلك محاولة القضاء علي البطالة التي تهدد الشباب فتجعلهم أداة لتحقيق الأهداف الاجرامية بسبب حاجتهم للمال. حتي يعرف الجميع مقاصد الشريعة الإسلامية والتي تحث علي الحفاظ علي الدين والنفس والعقل والمال والعرض فلا ينتشر الفكر الخاطيء عن الإسلام الذي حض علي التكافل والتعايش بسلام لجميع الأديان دون اضطهاد ولا عدوان. فنبرز ايجابيته لمواجهة المفاهيم المغلوطة لبعض نصوصه الدينية التي لا تحتمل التأويل وخاصة ان الارهاب عاني منه الخلق في كل الأديان السابقة. ولكن الإسلام يحفظ حرية الأفراد. وكرامتهم. فيحفظ حقوقهم ويدفع الظلم عن المظلومين ويعاقب المعتدين محافظاً علي كافة حقوق الانسانية عامة بغض النظر عن اي انتماءات دينية أو عرقية. حتي انه ينهي عن قتل الانسان نفسه وذلك جلي في قوله تعالي "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" "النساء: 29" ويعتبر من قتل غيره بغيرحق أو أفسد في الأرض كأنما قتل الناس جميعاً وذلك ايضا في قوله تعالي "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" "المائدة: 32" فنهي المولي عز وجل المسلمين عن قتال من لم يقاتلوهم في دينهم والبروالعدل معهم ويتضح ذلك من قوله تعالي "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين" "الممتحنة: 8" لذا يجب السيطرة علي طوفان التعصب الديني الذي يبغي الفساد ليغرقنا جميعاً. فنعمل جميعاً علي درء الفتن الموجهة كالسهام المسمومة للقضاء علي أمن وسلامة بلادنا التي حفظها المولي عز وجل بشريعته الواضحة في قوله "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" "البقرة: 256" ولنتذكر انه عز وجل هو "السلام" وتحية الإسلام "السلام عليكم". وجنة المؤمنين "دار السلام" وتحيته عز وجل لأهل الجنة في قوله "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار".