يشكو أساتذة قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر للبنات بالقاهرة من هيمنة الجامعة علي كتب معينة وفرضها عليهن دون وجه حق مخالفة بذلك كل لوائح وقوانين المجلس الأعلي للجامعات والتي تعطي للأستاذ الحق في التأليف والابداع. كما انتقدوا تدريس الجامعة لكتب التراث رغم لغتها الصعبة وعدم تناسبها ومستوي الطالبات الفكري والعقلي وطالبوا الجامعة بمنحهن الفرصة في الابداع والتأليف بما يتناسب ولغة العصر .. وفي السطور القادمة آراؤهن. في البداية قالت الدكتورة مني سراج الدين مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر : أنا لست ضد تدريس التراث بجامعة الأزهر فالتراث هام جداً وإذا لم ندرسه اندثر وضاع .. لكنني ضد مبدأ الفرض والهيمنة فجامعة الأزهر تفرض علينا تدريس كتابي التراث "التوحيد والمنطق" لطالبات الفرقة الأولي والثانية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة لما يزيد علي 15سنة .. وبالرغم من اعتراف كل زملائي بروعة وقيمة هذين الكتابين إلا أننا نرفض تهميش دورنا وحرمانا من حقنا في الابداع والتأليف .. كما أننا نأخذ علي هذين الكتابين لغتهما الصعبة والتي لا تتناسب وقدرات الطالبات غير المتخصصات في الفهم والاستيعاب كما أننا بوسعنا تأليف كتب قيمة تحمل نفس المضمون لكن بلغة أبسط وأيسر. أضافت : أما بالنسبة لكتاب "العقيدة والأخلاق" الذي يدرس لطالبات الكليات العملية طب وصيدلة وهندسة وعلوم بجامعة الأزهر فهذا الكتاب سيئ للغاية وبه كم من المعلومات "الحشو" غير المفيدة .. هذا غير اختزال الكتاب "لمبحث الصفات" رغم الأهمية القصوي لهذا المبحث إلا أننا وجدناه في الكتاب مختزلاً ومقتضباً والذي كان يفترض أن تفرد له صفحات أكثر من ذلك بكثير نظراً لأهميته القصوي. وتساءلت د. مني كيف تمنحنا الجامعة أعلي الدرجات العلمية وفي نفس الوقت تهمش دورنا لهذا الحد وتجمد فكرنا وتحصرنا في مجرد الشرح والاداء وكأننا آلة صماء .. لذا تطالب رئيس الجامعة وشيخ الأزهر بمنع تدريس كتاب العقيدة والأخلاق ومنح أساتذة قسم العقيدة والفلسفة الفرصة وفي التأليف والابداع وهذا ليس تفضلاً منهما علي الأساتذة انما حقهم الآدبي والمادي. كتاب عظيم وأشارت الدكتورة ليلي قطب استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلي أن قضية تدريس التراث بجامعة الأزهر تعد أزمة حقيقية لأن الطالبات تخرجت في المعاهد الأزهرية ولا يعلمن أي شئ عن التراث ثم يفاجئن بكتاب عطية وصعب ومعقد عن التراث فهذه القضية ليست قضية شخص معين يريد التربح من ورائها أو عمل فرقعة اعلامية لنا هي قضية كل اساتذة جامعة الأزهر الآن يطالبون بتدرب التراث لكن بلفة عصرية تتناسب وقدرة الطالب علي الفهم والاستيعاب. وأضافت : كيف يفرض علي قسم "العقيدة والفلسفة" يعتبر من أكبر أقسام جامعة الأزهر وبه نخبة من خير الأساتذة كتاب بعينه لم يشاركوا في تأليفه وإعداده فاعتراضنا من حيث المبدأ فقط وليس محتوي الكتاب ومضمونه. أزمة التراث وتناولت خيط الحديث الدكتورة سلوي عبدالرحمن يونس الأستاذ بجامعة الأزهر قائلة : لا أعيب علي كتاب قام بتأليفه زملاء أعزاء لكن لي عدة تحفظات علي كتاب "العقيدة والاخلاق" فيه أجزاء غير واضحة وغير مفهومة وأجزاء أخري بها إطناب دون داع كما أن الجزء الخاص بالاخلاق من الصعب جداً علي الطالبة استيعابه بمفردها مما يلقي علي عاتقنا شرحه كلمة كلمة وجزءاً جزءاً كي تستطيع الطالبة فهمه واستيعابه. وأضافت : للأسف الشديد جامعة الأزهر تتعامل معنا وكأننا في مدارس ابتدائية ولم تحصل علي أعلي الدرجات العلمية وتفرض علينا كتباً معينة بغض النظر عن هذه الكتب فنحن نرفض ذلك شكلاً وموضوعاً. استطردت : اعترض علي تدريس التراث لطالبات الفرقة الأولي والثانية فلابد من تأهيلهن أولاً ثم تدريس التراث لهن في سنوات التخصص خاصة أن هؤلاء الطالبات تخرجن في المعاهد الأزهرية ولا يعلمن شيئاً عن التراث فكيف يدرس لهن بهذا الكم وهذا التعقيد منذ السنة الأولي بالجامعة. تدني التعليم الأزهري! ووافقتها الرأي الدكتورة سهير الفيل الأستاذ بجامعة الأزهر قائلة : ما أخذ علي هذا الكتاب "العقيدة والاخلاق" هو طوله واحتواؤه علي موضوعات لا تتناسب والمدة الزمنية التي يدرس فيها فكيف يمكننا تدريس كتاب بهذا الحجم في تيرم واحد والذي يضطرنا لالغاء بعض الأجزاء ودمج أجزاء اخري لنتمكن من الانتهاء من شرحه قبل الامتحانات. وسجلت اعتراضها علي فرض الجامعة لاحد مقررات مادة الاخلاق علي الفرقة الأولي والثانية والثالثة دون أية اضافات في المراحل الثلاثة فهذا ان دل علي شئ يدل علي عقم واخلاص كما تقول د. سهير في حين أن لدينا قدرة علي الابداع واثراء فكر الطالبات بكتب جديدة وقيمة. وأضافت لم تتح لي فرصة تدريس كتب التراث لانها من اختصاص بعض الأساتذة والذين يرفضون أن يدرسها غيرهم. وأشارت إلي أن رسوب الطالبات في مواد التراث يرجع في المقام الأول لتدني مستوي التعليم الأزهري وصعوبة هذه الكتب من ناحية اخري. أخطاء بالجملة وأوضحت الدكتورة لواحظ عبدالسلام استاذ مساعد بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن كتاب العقيدة والاخلاق محل خلاف ينقسم إلي جزءين الأول العقيدة الإسلامية بأبوابها الثلاثة وهم الالهيات والنبوات والسمعيات أما الثاني فهو الاخلاق وهذان الجزءين في مجملهما قسما بالطول وإلاسهاب دون داع اضافة إلي شكوي الطالبات الدائمة وصعوبة هذه المادة خاصة أن لديهن مواد تخصص يفرطن في دراستها. أضافت : ما تفعله جامعة الأزهر من فرض لكتاب علي أساتذتها يتنافي وقوانين المجلس الأعلي للجامعات كما أنه اهدار للجهد وتضييع لوقت الأساتذة .. أما كتاب المنطق الخاص بالتراث فحدث ولا حرج فأنا غير معترضة علي تدريس التراث بجامعة الأزهر لكنني معترضة علي محتوي الكتاب ولغته العظيمة والمعقدة ناهيك عن الاخطاء المنهجية والعلمية التي توجد بالكتاب .. فكتب التراث هي سبب رسوب الطالبات وهروبهن من قسم العقيدة والفلسفة والالتحاق بالأقسام الاخري فهل يهدف أن قسم يصدق والفلسفة به 15 طالبة في حين أن الأقسام الاخري بها عشرات المئات من الطالبات فلابد من إعادة النظر في هذه الكتب كي تتناسب وقدرة الطالبات الفكرية والعقلية.